الملك يحذر من امتداد تهديد الإرهاب

{title}
صوت الحق - حذر الملك عبدالله الثاني من الامتداد العالمي لتهديد الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، داعياً إلى ضرورة التيقظ في ظل صعوبة وتعقيد هذا التحدي؛ إذ "لا يوجد عدو واحد، ولا هدف واحد، ولا حل تقني واحد".

جاء ذلك خلال كلمة افتتح بها الملك أعمال اجتماع "حوار القادة: استجابة استراتيجية لمكافحة الخطاب المتطرف"، في نيويورك، اليوم الاثنين، الذي نظمه الأردن بالتعاون مع الأمم المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وسمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي للملك.

وشدد الملك على أهمية أن تراعي الحلول لهذا التحدي القيم الأساسية، مثل حرية الابتكار والتعبير.

وشارك في اجتماع حوار القادة الرئيس الفرنسي، والرئيس السنغالي، والرئيس التشيلي، ورئيس كوستاريكا، والرئيس الكيني، ورئيس سلوفينيا، ورئيس المالديف، والمستشارة الألمانية، ونائب الرئيس الإندونيسي، ورؤساء وزراء نيوزيلاندا، وبريطانيا، وأستراليا، والهند، وإيرلندا، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا، وبلجيكا، وأيسلندا، ومالطا، ورومانيا، ووزراء خارجية الأرجنتين، وبلغاريا، وكولومبيا، ورئيسة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، وأمين عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

ونبه الملك، في كلمته، من أن مجموعات مقترفي التطرف تستمد وقودها من خطاب الكراهية الذي يشوه عقائدنا ويخون المبادئ الوطنية لبلداننا.

ولفت إلى أن قوى الكراهية تجد في سرعة تطور الإنترنت والتكنولوجيا طرقا جديدة لاستغلالها لتجنيد المستضعفين، وتهريب السلاح والسلع غير المشروعة، وتخطيط وتدبير الأعمال الإرهابية، والترويج للفظائع التي تهز ضمير الإنسانية.

وقال الملك "لا يمكننا الوقوف جانبا وترك الإرهابيين يسيئون استخدام القوة الإيجابية الهائلة للتكنولوجيا والابتكار لخدمة قوى الكراهية. علينا التحرك"، مطالباً بشراكة تجمع القدرات والرؤى الاستراتيجية لشركات التكنولوجيا والمجتمع المدني والحكومات في جميع أنحاء العالم.

وأشار الملك إلى أن الأردن أطلق في عام 2015 مبادرة "اجتماعات العقبة" بهدف بناء منصة عالمية قوية تمكن الجهات ذات العلاقة من تبادل الخبرات وتخصيص الموارد لمكافحة الإرهاب.

ودعا إلى ضرورة وضع خطة أوسع لاستجابة شمولية، في مجال التكنولوجيا والإنترنت، موضحاً أن النهج الشمولي سمة رئيسية لمبادرة "اجتماعات العقبة" والشراكات التي نتجت عنها.

وتابع الملك بهذا الصدد، إن "هذه المقاربة تتجاوز التعاون الأمني، لتشمل مجموعة واسعة من الجهود ذات الصلة، كإنفاذ القانون والتعليم والتنمية الشاملة والمستدامة التي تمنح الناس وخاصة الشباب الفرصة والأمل وفض النزاعات لتحقيق حلول سياسية سلمية للأزمات التي يستغلها الإرهابيون".

وشدد على ضرورة مواجهة خطاب التطرف والكراهية على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي، ما يتطلب خوض معركة أيديولوجية للدفاع عن القيم الأساسية التي تعتمد عليها البشرية، وهي الاحترام المتبادل والتفاهم والتعايش.

وأكدالملك ضرورة دعوة مزيد من القادة والخبراء للانخراط في هذه العملية لحصد النتائج، موضحاً أن الشباب لا يتعلم فقط من الأصوات التي يسمعونها، بل أيضاً من الأعمال التي يرونها على أرض الواقع، والنتائج التي يحققها العالم.

ولفت إلى أن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من هذه الشراكات وغيرها، إذ قال "جميعكم نهضتم وتحملتم المسؤولية للعمل بتشاركية، دعونا نستمر بهذا الزخم"، مؤكداً التزام الأردن بمواصلة المسيرة، بالشراكة معكم.

وقال إن الأحداث الإرهابية التي شهدها حفل زفاف في عمان، ومخيم صيفي في النرويج، وقاعة احتفالات في مانشستر، ومدرسة للفتيات في نيجيريا، وحفل موسيقي في باريس، ومساجد في نيوزيلندا، وكنائس في سيرلانكا، ومعابد يهودية في الولايات المتحدة، وغيرها من الأهداف التي وقعت ضحية للإرهاب قد حفرت في ذاكرة العالم، وتفرض على عاتقنا مسؤولية تكريم الضحايا والأسر التي تأثرت جراء هذه الأفعال، من خلال العمل سوية لوقف هذا العنف بجميع أشكاله.

وذكّر الملك بالجهود المتعددة الأطراف والقطاعات لمواجهة التطرف مثل "نداء كرايست تشيرش" و"اجتماعات العقبة"، بالإضافة إلى مبادرات من شركات التكنولوجيا مثل "خطة النقاط التسع" ومنتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب. بدورهم، أثنى الرئيس الفرنسي، ورئيسة وزراء نيوزيلندا، ورئيس الوزراء البريطاني، والمتحدثون على جهود الملك في محاربة الإرهاب، وإطلاقه مبادرة اجتماعات العقبة الهادفة إلى تعزيز التنسيق والتعاون الأمني والعسكري، وتبادل الخبرات والمعلومات بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب وفق نهج شمولي.

ويأتي انعقاد اجتماع حوار القادة، في إطار متابعة الجهود الدولية في الحرب على الإرهاب، وقمة "نداء كرايست تشيرش" في باريس للتصدي للتطرف وخطاب الكراهية على الإنترنت، و"اجتماعات العقبة"، ومبادرات شركات التكنولوجيا.

وحضر الاجتماع وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار الملك للاتصال والتنسيق، ومندوبة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة.