الطريق إلى المئوية وحكومة النهضة
في 11 نيسان 2021 سيكون تمام المئة عام على تشكيل أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع، والتي كانت بداية التأسيس وبداية الحلم وبداية الأعاصير، ولكنها كانت لاحقاً الإنجاز الذي اكتمل اليوم في مسيرة دولة عصرية، قدمت الكثير للعروبة حتى أنها أعطتها أولوية على قضاياها الوطنية، فيما الدولة وطنياً كانت دوماً تأتي على قدراتها وتحتمل ما هو أكبر من قُدرات دولة عظمى وبخصوص القضايا العربية، ومع ذلك بات الأردن اليوم نموذج في العبور الآمن للأزمات والتحديات والحرائق التي ضربت المنطقة.
في هذا السياق الاحتفالي الذي يقودنا لعبور المئوية الأولى والدخول في الثانية، ينبغي التوكيد على أن الوجه العربي الذي تأسست عليه الدولة ما زال باقٍ حتى اليوم، فكان أول رئيس حكومة وهو رشيد طليع سوري الأصل، ورئيس حكومتنا اليوم د عمر الرزاز اردني القلب والنشأة والمنبت، لكنه سوري الجذور، وبين الرزاز وطليع، مئات النخب العربية من الحجاز المغرب العربي ومصر والعراق ولبنان وفلسطين، ممن ساهموا في معركة بناء الأردن المعاصر.
الطريق إلى المئوية واكتمال النهضة، ستكون مسؤولية حكومة د عمر الرزاز، التي يجب أن تؤسس لخطاب المناسبة ومخرجاتها الفكرية والثقافية والمبادرات التي يمكن اعلان اكتمالها، وما احسب ما أعلنت عنه أول أمس الأحد من خطة نهوض، إلا في هذا السياق، وبخاصة فيما يخص مبادرة السكن الميسر، التي يمكن البناء عليها لكي تكون انجازا يعلن اكتمال جزء كبير منه في العام 2021 .
لكن ذلك لا يكفي، فالمطلوب اليوم التفكير جيداً بجردة حساب للقرن الأردني المنصرم وما انجز وما هو في الطموح الوطني، وما هي الدروس المستفادة خلال مئة عام من العمل والانجاز والتحديات، وفي سبيل التأسيس لثقافة احتفالية تؤتي أوكلها ثمرا طيبا لا بد من الاعتناء بالأمر بشكل مؤسسي وعلى الأولويات انجاز قانون حفظ الوثائق الوطنية وحمايتها، ذلك أن هناك نقصا في التشريعات وثمة تقصير كبير في اتلاف الوثائق احيانا واختفائها والتحويط عليها عند بعض من يملكونها.