"شذى فتيان" تحصل على المركز الأول في الإبداع الأدبي من خلال مقال - شاهد المقال

{title}
صوت الحق - حصلت الطالبة شذى عز الدين فتيان على المركز الأول على مستوى مديرة التربية والتعليم في لواء القويسمة بمسابقة الإبداع الأدبي وذلك من خلال مقال بــ عنوان انعكاسات

وتالياُ نص المقال

بقلم الطالبة شذى عز الدين فتيان

انعكاسات!

إنما أطفالنا مرايا تعكس أشعتنا المنبثقة لها العابرة خلالها؛فالأبوان هما الشعاع الذي يمتد لتعكسه مراياهم ، وظاهرة التنمر إنما هي انعكاس غير منتظم ناتج عن خلل إما في مصدر الشعاع أو في المرآة نفسها؛ فالشعاع لو كان غير نقيًا في أصله وسيء فالمرآة ستعكسه كما هو، والأهل لو كان نمط سلوكهم وتربيتهم لأبنائهم غير سوي أو غير صحيح، لو كانت الأم أو كان الأب شديدًا سليط اللسان واليد، لو كان يرسل لمراياه إشعاعات الإحباط والاحتقار والتهميش، فسينتج عن هذا مرايا منهكة، مرايا ذات انعكاسات غير محببة للنفس البشرية المفطورة على المحبة والألفة والرحمة، مرايا تعكس إشعاعات مظلمة مع أن أصل الإشعاعات الإنارة والتوهج!، وهذا كان الخلل الأول.

أما عن الخلل الثاني خلل المرآة نفسها فإن مراياكم قد تعاني من نقص في أصلها إما جسدي أو اضطراب نفسي معين، وهنا ليس عليكم الخوف أو تخويفهم بل عليكم يا شعاع النور احتضان هذا النقص، وصب الذهب في شقوق مراياكم المكسورة، وصقلها لتصبح أجمل من أي وقت مضى حاولوا علاج سبب الخلل وإن لم تستطيعوا فاستعينوا بخبير مختص ولا حرج في ذلك.

لنسلط شعاعنا الأول على صديقنا المتنمر، أجل صديقنا، تراه ومن عينيه يقدح شرر الأذية في الظاهر المستتر خلفه نار الأذى الدفين في روحه صديقنا تراه منتفخا كبالون كبير، تراه ضخما في ظاهره وباطنه أجوف لا يملؤه إلا الفراغ والهواء.

صديقنا الذي بما هو متعارف عليه أصل المشكلة ومحورها والخطر الأساسي،هو الأجدر بالرعاية في رأيي؛ فلو أصلحته فلن يتنمر في صغره أو مراهقته أو كبره.
علينا احتواؤه وتوجيهه، والسعي لتقوية وازعيه الديني والأخلاقي، وعدم وصفه بالمتنمر أو المعتدي أو ما يرادفها مما يرمز لما بدر منه من سلوك عدواني بل الأخذ بيده إلى الطريق السليم،والتحدث معه بالطيب من الكلام فإن "مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء".

أما شعاعنا الثاني فسنسلطه على صديقنا المتنمر عليه يا صديقي تعرضك للتنمر لم يحدث لك لنقص فيك أو ما شابه؛ فوجود الأذى حولنا حقيقة، والتنمر لا يحدث في الأفلام والكتب فقط وإنما هو مشكلة يعاني منها كثيرون غيرك للأسف يا صديقي؛ فتعلم كيف تضع حدًا لوقف التنمر باتخاذ ردّ فعل قوي، واذكر لكَ ناصحة بعض ما عليك فعله لذلك على سبيل الذكر لا الحصر : انظر للمتنمر مباشرة وقل له أن يتوقف ولتكن نظراتك مملوءة بالقوة والهدف منها واضح، لا ترفع صوتك على المتنمر وأنت تطلب منه أن يتوقف؛ فقد يدفعه ذلك للاستمرار في إغاظتك حتى يحصل منك على رد فعل عنيف كتهديد بالعراك أو أن تقوم بشتمه وبذلك تكون قد زدت الأمر سوءًا، واعرف متى تنسحب عن المتنمر إذا تأزمت الأمور وصار هناك تهديد فعلي لسلامتك، ولا تتردد أبدا في إخبار معلمك أو أحد الوالدين أو المرشدين عما تعاني منه، واطلب المساعدة لحل وإنهاء هذه المشكلة، وإذا كان التنمر إلكترونيًا فاحتفظ بالدلائل واحظر المتنمر، وغير إعدادات الأمان في حساباتك، ولا تتردد في إخبار قسم الجرائم الإلكترونية، ويجب عليكم يا شعاع النور أن تدعموا صديقنا وتعززوا ثقته بنفسه وقدراته وكيانه.

وختاما فإن التنمر على أشكاله اللفظي والجسدي والعاطفي، مباشرًا بالفعل أو غير مباشر بالتهديد والاستهزاء، في جميع أماكن الدراسة والعمل والأسرة والسياسي في الدولة، وحتى في العالم الافتراضي على الإنترنت إنما هو انعكاسات أشعة انحرفت لسبب ما؛ فلنسعى جميعا لتقويمها وجعل النور يعمّ، فليتحول التنمر لتبسّم، لتحبب، لتفهم وتقبّل.

شذى عز الدين فتيان