فايروس كورونا وموسمية السياحة

{title}
صوت الحق - بقلم الدكتور محمد ابوحجيله

تعتبر موسمية السياحة من المشاكل التي يعاني منها قطاع السياحة سواء على المستوى العالمي او محلياً وتؤثر هذه المشكلة بشكل مباشر على حجم العمالة في هذا القطاع وتؤدي في احيانا كثيرة الي هجرة العاملين في هذا القطاع واغلاق بعض المنشآت السياحية في حالات اخرى؛ هذه الموسمية تحدث بشكل رئيسي بسبب الظروف المناخية صيفاً وشتاءاً حيث ان هناك جنسيات كثيرة تتجنب زيارة الاردن في الحر والبرد الشديدين وخصوصاً بعض الجنسيات الاوروبية.

تلجأ بعض القطاعات الحكومات المعنية الي البحث عن حلول ناجحة من أجل حل مايسمى بمشكلة الموسمية من خلال اتباع عدة اساليب من بينها على سبيل المثال لا الحصر الترويج لسياحة المؤتمرات وكذلك تخفيض اسعار الحزم السياحية خارج اوقات الذروة وأيضاً من خلال البحث عن اسواق سياحية اقل تأثرا بالظروف المناخية واقل حساسية للظروف الجيوسياسية كالاسواق الاسيوية.

هنا لابد من القول ان استراتيجية استهداف اسواقاً سياحية اقل تأثرا بالظروف المناخية واقل حساسيةً للظروف الجيوسياسية اثبتت انها من انجع الحلول لمشكلة موسمية السياحة ويبدو ذلك جلياً من خلال تتبع ارقام الزوار القادمين للمملكة من هذه الاسواق خلال السنوات الخمس الاخيرة وهي خطوة في الاتجاه الصحيح وتسجل للقائمين على التسويق السياحي للمملكة.

من هنا فقد تبنت هيئة تنشيط السياحة مشكورةً هذه الاستراتيجية من خلال التنويع من اسواقها المستهدفة لحل جزء من هذه المشكلة التي تشكل تحدياً رئيسياً للقائمين على عملية التسويق السياحي للمملكة; من بين هذه الاسواق التي تم استهدافها هو السوق الصيني وهو من الاسواق الواعدة حيث وصلت اعداد القادمين من هذا السوق بحسب الاحصاءات الرسمية لوزارة السياحة والاثار في العام 2015 إلى (23,186) وفي العام 2016 إلى (37,092) في حين بلغت في العام 2017 (52,063) بينما وصلت اعداد القادمين من هذا السوق وحتى الربع الثالث من العام 2019 إلى (18,296 ) سائح وهذا مؤشر واضح على قوة هذا السوق وتصاعد اعداد السواح القادمين وحجم الدخل المتأتي منه.

لابد من القول هنا ان السياحة صناعة تتاثر بشكل قوي وواضح بالاوضاع الجيوسياسة وبالكوارث العالمية بيئية كانت او صحية او غيرها وهو مابدأ يطفو على السطح عالمياً ومحلياً بسبب فايروس كورونا القاتل وهي ازمة بدأت تتفاعل عالميا وبدأت اثارها تتفاقم لتصبح كارثة بيئية صحية سياحية بامتياز حيث باتت اثارها تطرق ابواب الدول المجاورة والتي من بينها الجارة مصر الشقيقة وهو ماينذر بما هو اسوأ – لا قدّر الله-.

يعتبر فيروس كورونا التهديد الأحدث لقطاع السياحة محلياً واقليمياً ودولياً والى هذه اللحظة لازال الخبراء في هذا المجال غير قادرين على تحديد مدى الأثر السلبي لهذه الكارثة الصحية العالمية الأثر على التدفقات السياحية الدولية؛ هذا الأثر الذي بدأنا نلمس جوانبه من خلال الاجراءات الاحترازية التي تبنتها الحكومة الاردنية والتي من بينها منع دخول السياح القادمين من الصين سواء عبر المطارات او المعابر البرية والبحرية وهو الشئ الذي لابد انه سيترك اثراً سلبيا ويزيد من وتيرة التحدي الذي تفرضه موسمية السياحة والذي كان ولايزال احدى اهم معيقات العمل والاستثمار في قطاع السياحة.

بقلم الدكتور محمد ابوحجيله
باحث بمجال الادارة السياحية والتسويق والارشاد السياحي