كبار أمام الأمم

{title}
صوت الحق - خلال ما يقارب الثمانية أعوام على مقاعد الدراسة الجامعية بجميع مراحلها في مساقات تخصص العلاقات الدولية والعلوم السياسية كان من المسلمات فيها أن عوامل قوة الدولة تكمن في الموارد الإقتصادية، والإمكانات العسكرية وحجم التسلح، و التحالفات الدولية، وقوة الآداة الدبلوماسية، وقد عجّت تلك المساقات بنظريات النظم السياسية وتحليلها، حيث إعتمد ديفد استون في منهجه (المدخلات والمخرجات) على التوزيع السلطوي للقيم لقياس مدى إستقرار النظام السياسي، واعتمد ريتشارد سنايدر في منهجه "اتخاذ القرار" على الفعل وردة الفعل ومادية العوامل الداخلية والخارجية في تحليله للنظام السياسي، ومن ثم النظرية البنائية والنظرية الوظيفية... الخ.

وجاءت كلمة جلالة الملك التي وجهها ل "الأسرة الأردنية" بتاريخ 10/4/2020 حيث قال فيها: “ انتم كبار أمام الأمم لأنكم تحققون الإنجازات العظيمة في أصعب الظروف، ولا تعرفون المستحيل، كبار لأنكم تقدمون أروع صور التضحية والإيثار"  لتضيف عاملا جديدا تحتل من خلاله الدولة مكانة عالية بين الأمم وهو "تماسك الجبهة الداخلية للدولة وإنتماء مواطنيها"، فإن هذا التماسك الذي أظهرتة أزمة كورونا الحالية أثبت بالتطبيق لا بالتنظير أن قوة الدولة بمثاليتها لا بواقعيتها، وأن القيم أكبر تأثيرا في قياس حجم الدول من المصالح، وأن الأفراد يحتلون مكانا مماثلا للمؤسسات في تحليل النظم السياسية ومقارنتها،  فقد جاء ما يبرهن ذلك في كلمة الملك: “أقف بكل هذه الثقة والقوة والاعتزاز لأن حولي شعبا عظيما شامخا".

يقول أحمد أمين في إحدى كتبه أن العرب والغرب كفرسي رهان توقف فرس العرب واستمر فرس الغرب يعدو، لكن هذه الأزمة أظهرت أن الخيل العربي لازال يعدو متمسكا بأصالته.

د. ماجد الحنيطي