مقتل 4 أشخاص واعتقال 52 بأحداث اقتحام الكونغرس

{title}
صوت الحق - قال قائد إدارة شرطة العاصمة الأميركية واشنطن، روبرت كونتي، إن 4 أشخاص لقوا حتفهم داخل الكونغرس الأربعاء، وتم اعتقال 52 بعدما اقتحم أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس محاولين منع التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.

وأضاف أنّ المرأة التي قتلت إثر اقتحام أنصار للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مقرّ الكونغرس في واشنطن الأربعاء، أصيبت برصاص شرطة الكابيتول.

ووفقاً لوسائل إعلام أميركية فإنّ القتيلة تدعى آشلي بابيت وهي من عتاة مناصري ترامب وقد أتت إلى واشنطن من سان دييغو في جنوب كاليفورنيا.

وجاءت إلى واشنطن للمشاركة في التظاهرة التي دعا ترامب أنصاره إليها للاحتجاج على هزيمته أمام جو بايدن.

وقال روبرت كونتي إن ثلاثة أشخاص آخرين، هم امرأة ورجلان، لقوا حتفهم الأربعاء، في المنطقة المحيطة بالكابيتول، لكنه لم يذكر ما إذا كانت تلك الوفيات مرتبطة بأعمال العنف.

وكل من الثلاثة "عانوا على ما يبدو من حالة طبية طارئة أدت إلى وفاتهم"، بحسب كونتي.

وأكد أنه تم توقيف 52 شخصا الاربعاء، 26 منهم في حرم الكابيتول، لخرقهم حظر التجول والدخول غير الشرعي وتهم متعلقة بالاسلحة.

وأصيب 14 شرطيا بجروح، إصابة أحدهم خطرة، بعد أن تم سحبه إلى وسط حشد والتعرض له، وفق كونتي.

وأضاف أنه تم العثور على قنبلتين أنبوبيتين قرب الكابيتول، واحدة في مكاتب الحزب الديمقراطي والأخرى في مكاتب الحزب الجمهوري.

كما عثر على عربة متوقفة في حرم الكابيتول بداخلها بندقية بماسورة طويلة وعبوات مولوتوف.

وأعلنت رئيسة بلدية نيويورك موريل باوزر عن تمديد حالة الطوارئ 15 يوما لغاية 20 كانون الثاني/يناير موعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وسط مخاوف من محاولة ترامب وأنصاره مواصلة التهديد بأعمال عنف على خلفية اتهامات من دون أدلة عن تزوير الانتخابات.

وقالت باوزر "أدرك بأنني أتحدث نيابة عن الجميع عندما أقول أننا شهدنا هجوما غير مسبوق على الديموقراطية الأميركية بتحريض من رئيس الولايات المتحدة، وينبغي أن يُحاسب".

وألقي باللوم على ترامب في وفاة المرأة، التي جاءت مع آلاف المناصرين تلبية لدعوة منه للتوجه إلى الكابيتول بعد تظاهرة في منتصف اليوم أمام البيت الأبيض قال خلالها إنه خسر انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر بسبب تزوير واسع النطاق.

وتدفق المتظاهرون إلى الكونغرس لدى بدء جلسة مشتركة لمجلسيه للمصادقة على فوز بايدن بالرئاسة.

وردت الشرطة في مبنى الكونغرس الأميركي، الأربعاء، بإشهار الأسلحة وإطلاق الغاز المسيل للدموع بعد اقتحام حشود من المحتجين المبنى سعيا لإجبار المشرعين على تغيير خسارة الرئيس دونالد ترامب للانتخابات بعد قليل من قيام بعض رفاق ترامب الجمهوريين من الأعضاء بمحاولة اللحظة الأخيرة لرفض النتائج.

وأمرت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر بفرض حظر تحول في أنحاء المدينة اعتبارا من السادسة مساء (2300 بتوقيت غرينتش).

وأعلن تلفزيون إم.إس.إن.بي.سي، أن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي أمن عبوتين ناسفتين مشتبه بهما.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، الدفع بالحرس الوطني وغيره من خدمات الحماية الاتحادية إلى مبنى الكونغرس.

وبحسب مراسل واشنطن بوست فإن وزارة الدفاع الأميركية رفضت في البداية طلب مسؤولي العاصمة نشر الحرس الوطني في مبنى الكونغرس، لكن مراسل نيويورك تايمز أفاد عبر تويتر نقلا عن مسؤول في ولاية فرجينيا المجاورة لواشنطن، عن دفع بالحرس الوطني في الولاية و200 من جنود الولاية إلى العاصمة واشنطن.

وأخلت الشرطة مجلسي النواب والشيوخ وتجول أنصار ترامب داخل أروقة الكونغرس، مما أجبر كلا المجلسين على تعليق المناقشات الخاصة بالتصديق على فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

وصاح محتج احتل منصة مجلس الشيوخ قائلا "ترامب فاز بتلك الانتخابات"، وأظهرت صورة جلوس محتج على مقعد رئيس مجلس الشيوخ الأميركي.

وأظهرت لقطات مصورة الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع داخل المبنى.

وذكرت عدة وسائل إعلام أميركية أن امرأة أصيبت داخل المبنى برصاصة بالكتف. وقالت محطة "س ان ان" إنّ حالتها حرجة.

وشهر عناصر من شرطة الكابيتول أسلحتهم على ما قال العضو الديمقراطي دان كيلدي الذي ندّد "بهجوم على الشعب الأميركي".

وعمت الفوضى مبنى الكونغرس بعدما كرر ترامب، المقرر أن يترك منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، مزاعمه الكاذبة بسرقة الانتخابات منه بسبب تزوير ومخالفات على نطاق واسع.

وكان المشرعون يبحثون مسعى في اللحظة الأخيرة من جانب أعضاء مؤيدين لترامب للطعن على النتائج، وهي خطة لا تحظى بأي فرصة للنجاح على الأرجح.

وكان مايك بنس نائب الرئيس، الذي ترأس الجلسة المشتركة لمجلسي الكونجرس، قد أٌجلي بالفعل من مجلس الشيوخ.

بنس قال إن المحتجين المتورطين في أعمال العنف عند مبنى الكونغرس سيحاسبون بأقصى درجة طبقا للقانون، داعيا إلى وقف الاحتجاجات العنيفة فورا.

"أي متورط عليه أن يغادر المبنى على الفور"، وفق بنس.

وأبلغت شرطة الكونغرس المشرعين في قاعة مجلس النواب بأخذ الأقنعة من تحت مقاعدهم والاستعداد لوضعها. وأشهر الضباط أمام قاعة المجلس أسلحتهم مع محاولة أشخاص دخولها.

وأمر الضباط من في القاعة بالاستلقاء على الأرض حرصا على سلامتهم.

ويقول مسؤولو الانتخابات ومراقبون مستقلون إنه لم تكن هناك مخالفات كبيرة في اقتراع الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، التي فاز بها بايدن بأكثر من سبعة ملايين صوت في التصويت الشعبي على مستوى الولايات المتحدة.

وكان من المتوقع أن تمتد عملية التصديق في الكونغرس، وهي إجراء شكلي عادة، لساعات مع قيام مشرعين جمهوريين بمحاولة لرفض بعض نتائج الولايات، بادئين بأريزونا.

وندد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بهذا المسعى قائلا "إذا كان لنتائج هذه الانتخابات أن تغيرها مجرد مزاعم من الجانب الخاسر فإن ديمقراطيتنا ستدخل دوامة الموت".

وساعد ماكونيل ترامب على تحقيق بعض من أكبر إنجازاته خلال رئاسته، ومنها خفض كبير في الضرائب وتأكيد المرشحين لمناصب قضائية من المحافظين.

وقال ماكونيل في قاعة مجلس الشيوخ إن الناخبين والمحاكم والولايات "قالوا كلمتهم جميعا ... وإذا نقضناها فسندمر جمهوريتنا للأبد".

ووصف زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الطعون على النتائج بأنها "محاولة انقلاب" وقال "الكونغرس لا يحدد نتيجة الانتخابات وإنما الناس".

وخارج الكونغرس، اختلط أعضاء من الميليشيات والجماعات اليمينية المتطرفة، وبعضهم ارتدى سترات واقية من الرصاص، مع الحشود. وردد المحتجون شعارات مؤيدة لترامب واقتحموا الحواجز واشتبكوا مع الشرطة.

ودعا ترامب عبر تويتر المحتجين إلى التزام السلمية.

ورفض بنس طلب ترامب أن يرفض من جانب واحد تصويت المجمع الانتخابي في نفس اليوم الذي يتجه فيه رفاق ترامب الجمهوريون إلى خسارة الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وقال ترامب لحشد من أنصاره قرب البيت الأبيض "لن نستسلم أبدا ولن نعترف بالهزيمة. لن يحدث ذلك. لن تعترفوا بذلك في ظل وجود سرقة".

ومارس ترامب ضغوطا جديدة على بنس، الذي يرأس الجلسة، لمحاولة تغيير نتائج الانتخابات. وقال بنس في بيان إنه تساوره شكوك بشأن "نزاهة" الانتخابات لكن لا ينبغي له أن يكون قادرا على قبول أو رفض نتيجة المجمع الانتخابي من جانب واحد.

ولا يمنح الدستور الأمريكي بنس سلطة فعل ذلك.