الباشا أولا
صوت الحق -
إذا كانت شخصية طبية أردنية وعالمية من طراز العين السابق، الفريق المتقاعد الباشا داوود حنانيا، الأولى التي تتلقى اللقاح ضد وباء كورونا، يوم أمس، فإن أي أحد غيره، لا شرعية له في الاعتراض على اللقاح.
السبب في ذلك بسيط، فالرجل كان مديرا للخدمات الطبية الملكية، وكان مديرا لمدينة الحسين الطبية، وكان قد أجرى أول عملية قلب مفتوح في الأردن عام 1970، وأجرى أول عملية زراعة كلى في الأردن والعالم العربي عام 1972، كما أجرى أول عملية قلب مفتوح تطعيم الشرايين في الأردن عام 1973، وهو أيضا أجرى أول عملية زراعة قلب في الأردن والعالم العربي عام 1985، إضافة الى كل خبرته في المستشفيات العسكرية، وإرثه الطبي، وتتلمذ عشرات الأطباء على يديه، يبادر ويكون أول من يتلقى اللقاح، وهو هنا، يبرق ببرقية طمأنة لكل الناس، ويقول لهم بشكل واضح إن اللقاح هو الحل، حتى نخرج من هذه الأزمة.
نحن هنا لسنا في وارد الإشادة بالرجل، فهو ليس بحاجة الى المجاملات، لكن علينا أن نتذكر أن خبرته وعلمه وتواصله مع التطورات الطبية، جعلته في موقع أول من يتلقى اللقاح، فهو لم يقف عند الإشاعات التي لا تستند الى دليل علمي، ولا الى تقولات، خصوصا أن أغلبها يأتي من أشخاص ليسوا أطباء.
الأزمة الأسوأ من أزمة كورونا، هي غياب الثقة، والإيمان بوجود مؤامرة كونية علينا، خصوصا حين تسمع من يقول إن كل من يتلقى اللقاح سوف يموت بعد ثلاث سنوات لوجود مؤامرة ماسونية كبرى، من أجل تقليل عدد سكان العالم، من سبعة مليارات الى مليار، وآخرون يقولون لك إن اللقاح سيؤدي الى تغيرات جينية، وهذا يعني أنك قد تنام إنسانا، وتصحو بعد ستة أشهر وقد تحولت الى قط، وفريق يقول إن اللقاح سيؤدي الى انعدام الذكورة، وسيتحول الذكور الى ذكور غير منتجين للذرية الصالحة، وبعضهم يقول لك إن اللقاح سينهي الخصوبة عند النساء، فوق الذين يقولون إن في اللقاح شريحة سائلة من أجل تتبعك، وسماع كلامك، فتشك في نفسك اذا ما كنت مستهدفا، كونك الشخص الذي سيحرر فلسطين.
رغم أن اللقاح غير إلزامي، إلا أننا قد نشهد في فترة لاحقة، تحوله الى إلزامي، والسبب بسيط؛ إذ إن حكومات العالم، لن تسمح للرافضين بأن يكونوا بؤرة دائمة وحية للوباء، فكل شخص رافض، هو فعليا حالة إصابة محتملة، وهذا يعني أن الوباء لن ينتهي، وسوف يواصل الظهور، ومن هنا، لا يمكن أن تبقى العملية اختيارية الى ما لا نهاية، بحيث يهدد الرافضون أي مكتسبات يحققها الذين تلقوا اللقاح، وهذا تهديد يمس استقرار الدول والشعوب والاقتصادات، وليس مجرد حرية شخصية.
بعض الدول قامت بتلقيح زعمائها أولا، وهنا كان بدء الحملة بشخصية طبية وازنة لها احترامها الكبير، بحيث لا يوجد بيت في الأردن لا يعرف الفريق المتقاعد داوود حنانيا، ودوره الكبير الذي بذله في القطاع الطبي العسكري، وتأثير هذا القطاع الإيجابي على حياة الناس، العسكريين والمدنيين، حين كانت المدينة الطبية في زمنه مضربا للفخر والمثل في الشرق الأوسط.
كل الأمم تسابقت من أجل إنقاذ نفسها وغيرها، عبر اختراع لقاح للوقوف في وجه الوباء، وأمام العالم اليوم لقاحات عدة؛ الروسي، الأميركي- الألماني، الصيني-الإماراتي، البريطاني، والهندي، ولا يعقل أن تبذل كل هذه الأمم هذه الجهود، لنقف في وجهها بشكل ساذج، كوننا عباقرة، ونعتبر أن اللقاح سيؤذينا.
لنقلها بصراحة، فنحن أمام خيارين اليوم، إما الإصابة بالوباء، والتعرض للموت أو الحصول على اللقاح، أياً كانت أعراضه الجانبية، فهي تبقى أقل خطرا وكلفة، من الإصابة بالوباء ذاته، وإذا قمنا بالاختيار بين وضعين، فإن الحصول على اللقاح، يبقى أهون حتى لدى المشككين، وغالبيتهم يمضون وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بحثا عن الإشاعات، من أجل تصديقها، ونقلها الى غيرهم.
من مصلحة الكل الحصول على اللقاح، وحتى لو كان برأي البعض خطرا، فهو أقل خطرا من الوباء، ولا يمكن أن نواصل الانتساب الى الفريق الثالث، الذي يعتقد أنه لن يصاب بالوباء، وهو يرفض أيضا الحصول على اللقاح، وليس لديه دليل علمي على شكوكه وظنونه، ويواصل شرب اليانسون والزنجبيل.
السبب في ذلك بسيط، فالرجل كان مديرا للخدمات الطبية الملكية، وكان مديرا لمدينة الحسين الطبية، وكان قد أجرى أول عملية قلب مفتوح في الأردن عام 1970، وأجرى أول عملية زراعة كلى في الأردن والعالم العربي عام 1972، كما أجرى أول عملية قلب مفتوح تطعيم الشرايين في الأردن عام 1973، وهو أيضا أجرى أول عملية زراعة قلب في الأردن والعالم العربي عام 1985، إضافة الى كل خبرته في المستشفيات العسكرية، وإرثه الطبي، وتتلمذ عشرات الأطباء على يديه، يبادر ويكون أول من يتلقى اللقاح، وهو هنا، يبرق ببرقية طمأنة لكل الناس، ويقول لهم بشكل واضح إن اللقاح هو الحل، حتى نخرج من هذه الأزمة.
نحن هنا لسنا في وارد الإشادة بالرجل، فهو ليس بحاجة الى المجاملات، لكن علينا أن نتذكر أن خبرته وعلمه وتواصله مع التطورات الطبية، جعلته في موقع أول من يتلقى اللقاح، فهو لم يقف عند الإشاعات التي لا تستند الى دليل علمي، ولا الى تقولات، خصوصا أن أغلبها يأتي من أشخاص ليسوا أطباء.
الأزمة الأسوأ من أزمة كورونا، هي غياب الثقة، والإيمان بوجود مؤامرة كونية علينا، خصوصا حين تسمع من يقول إن كل من يتلقى اللقاح سوف يموت بعد ثلاث سنوات لوجود مؤامرة ماسونية كبرى، من أجل تقليل عدد سكان العالم، من سبعة مليارات الى مليار، وآخرون يقولون لك إن اللقاح سيؤدي الى تغيرات جينية، وهذا يعني أنك قد تنام إنسانا، وتصحو بعد ستة أشهر وقد تحولت الى قط، وفريق يقول إن اللقاح سيؤدي الى انعدام الذكورة، وسيتحول الذكور الى ذكور غير منتجين للذرية الصالحة، وبعضهم يقول لك إن اللقاح سينهي الخصوبة عند النساء، فوق الذين يقولون إن في اللقاح شريحة سائلة من أجل تتبعك، وسماع كلامك، فتشك في نفسك اذا ما كنت مستهدفا، كونك الشخص الذي سيحرر فلسطين.
رغم أن اللقاح غير إلزامي، إلا أننا قد نشهد في فترة لاحقة، تحوله الى إلزامي، والسبب بسيط؛ إذ إن حكومات العالم، لن تسمح للرافضين بأن يكونوا بؤرة دائمة وحية للوباء، فكل شخص رافض، هو فعليا حالة إصابة محتملة، وهذا يعني أن الوباء لن ينتهي، وسوف يواصل الظهور، ومن هنا، لا يمكن أن تبقى العملية اختيارية الى ما لا نهاية، بحيث يهدد الرافضون أي مكتسبات يحققها الذين تلقوا اللقاح، وهذا تهديد يمس استقرار الدول والشعوب والاقتصادات، وليس مجرد حرية شخصية.
بعض الدول قامت بتلقيح زعمائها أولا، وهنا كان بدء الحملة بشخصية طبية وازنة لها احترامها الكبير، بحيث لا يوجد بيت في الأردن لا يعرف الفريق المتقاعد داوود حنانيا، ودوره الكبير الذي بذله في القطاع الطبي العسكري، وتأثير هذا القطاع الإيجابي على حياة الناس، العسكريين والمدنيين، حين كانت المدينة الطبية في زمنه مضربا للفخر والمثل في الشرق الأوسط.
كل الأمم تسابقت من أجل إنقاذ نفسها وغيرها، عبر اختراع لقاح للوقوف في وجه الوباء، وأمام العالم اليوم لقاحات عدة؛ الروسي، الأميركي- الألماني، الصيني-الإماراتي، البريطاني، والهندي، ولا يعقل أن تبذل كل هذه الأمم هذه الجهود، لنقف في وجهها بشكل ساذج، كوننا عباقرة، ونعتبر أن اللقاح سيؤذينا.
لنقلها بصراحة، فنحن أمام خيارين اليوم، إما الإصابة بالوباء، والتعرض للموت أو الحصول على اللقاح، أياً كانت أعراضه الجانبية، فهي تبقى أقل خطرا وكلفة، من الإصابة بالوباء ذاته، وإذا قمنا بالاختيار بين وضعين، فإن الحصول على اللقاح، يبقى أهون حتى لدى المشككين، وغالبيتهم يمضون وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بحثا عن الإشاعات، من أجل تصديقها، ونقلها الى غيرهم.
من مصلحة الكل الحصول على اللقاح، وحتى لو كان برأي البعض خطرا، فهو أقل خطرا من الوباء، ولا يمكن أن نواصل الانتساب الى الفريق الثالث، الذي يعتقد أنه لن يصاب بالوباء، وهو يرفض أيضا الحصول على اللقاح، وليس لديه دليل علمي على شكوكه وظنونه، ويواصل شرب اليانسون والزنجبيل.