الملك يلتقي بايدن مساء اليوم

{title}
صوت الحق - تشكل القمة المرتقبة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن، مساء اليوم في العاصمة الأميركية واشنطن، انطلاقة قوية لعودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها، بعد فترة شابها التوتر خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وسياسات إدارته.

ويرى مراقبون، ان من شأن الزيارة والملفات المطروحة على جدول أعمالها، تعزيز استقرار الأردن عبر دعم الولايات المتحدة الأميركية، وخلق بيئة مثمرة لتطوير الاجندة الثنائية وملف القضية الفلسطينة، الذي سيكون على سلم أولويات الزعيمين.

ويؤكد هؤلاء أن القمة الأردنية الأميركية المنتظرة، تعد إنجازا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا، حققه جلالة الملك، يرقى إلى مستوى الاختراق الذي اتسم بالجرأة والحكمة والعقلانية، فهو اللقاء المباشر الأول الذي يعقده الرئيس بايدن على مستوى القادة العرب منذ توليه تقاليد الحكم رسميا في بلاده.

رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور محمد مصالحة، يقول إن الدوائر العربية والمراقبين يتطلعون إلى زيارة جلالة الملك إلى واشنطن، والتي تأتي بعد خمسة أعوام من انقطاع القمم الأردنية الأميركية، بسبب سياسات الإدارة الجمهورية السابقة برئاسة ترامب، الذى اصطفى حليفه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، وعملا معا عبر مستشار ترامب جاريد كوشنر، على تسويق صفقة القرن وما حملته من هدر وإنكار وتعمية للحقوق الفلسطينية، بما في ذلك القدس واللاجئون ومحاولة انهاء الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وأضاف، ان “هذه الأحداث وغيرها، خلقت جفاء مع الأردن الذي رفض الطروحات الأميركية المتنكرة لهذه الحقوق”.

وأوضح أن ما يسهل مهمة القمة المقبلة، ان إدارة بايدن تبنت سلسلة قرارات إيجابية تجاه الفلسطينيين في الأشهر الماضية، وإلى جانب ذلك، ستكون العلاقات الأردنية الأميركية على جدول القمة بالإضافة إلى أزمات الاقليم التي يمكن أن يساعد الأردن في حلحلتها، خصوصا أن الأردن متأثر سلبا من هذه الأزمات لاسيما في سورية.

وتابع، “من المهم جدا، إدراك واشنطن أن استمرار الصراع في المنطقة، يولد التطرف لدى الشباب والأجيال الجديدة، وتبنيها للسياسات الإسرائيلية كما فعل ترامب، لن يفضي الا لمزيد من سفك الدماء والعنف والإفقار”.

وأضاف، “في مطلق الأحوال باعتبار أن الإدارات الأميركية الديمقراطية المتعاقبة تمتدح دور الأردن كعامل استقرار في المنطقة، وتصغي لنصائح الأردن في مواجهة أزمات المنطقة ومحاولات حلها، فإن الزيارة ستهيء فرصة للإدارة الجديدة للاستماع إلى رؤية الأردن في التعامل مع هذه الأزمات.

ويرى الوزير الأسبق الدكتور هايل داوود، ان زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة واللقاءات التي سيجريها جلالته مع بايدن وأركان إدارته الجديدة تعتبر تاريخية بكل المقاييس وجاءت في وقتها المناسب جدا، مشيرا إلى أهمية أن يستمع بايدن لجلالة الملك، بصفته أبرز قادة المنطقة، والأكثر اطلاعا وفهما ودراية لقضايا المنطقة والاصوب رأيا، والاكفأ طرحا للحلول الموضوعية التي تعالج تلك القضايا بحكمة وعمق وعدالة، لإنقاذ دول وشعوب المنطقة من اتون الصراعات والحروب والعنف المتواصل.

وشدد على أهمية البناء على نتائج زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة، فلسطينيا وعربيا بالتنسيق المباشر والدائم مع جلالته في المرحلة المقبلة.

ويقول النائب السابق حابس الفايز، إن زيارة جلالته لواشنطن، تكتسب أهمية خاصة من حيث التوقيت الذي تجري فيه، والملفات الحساسة التي ستدرج على أجندة اللقاءات التي سيعقدها جلالة الملك مع مختلف المسؤولين الأميركيين.

وأضاف، إن “القضية الفلسطينية وخطر التطورات الأخيرة، سيكونان حاضرين وبقوة في لقاءات جلالة الملك بواشنطن”، مشيرا إلى أن الزيارة لا تخلو من هدف اقتصادي، فالمملكة تحتاج لاهتمام اقتصادي أكبر من الحلفاء”.

وتوقع الفايز أن تتناول اللقاءات، ملفات بشأن الأوضاع الأمنية في العراق وسورية، وجهود التوصل لوقف إطلاق النار في اليمن.