الأسير محمود العارضة: لم نتعرض للخيانة واعتقالنا كان مصادفةً

{title}
صوت الحق - قال الأسير الفلسطيني المعاد اعتقاله محمود العارضة، الجمعة، إن الأسرى الذين فروا من سجن جلبوع لم يطلبوا المساعدة من أي شخص في الأراضي المحتلة عام 1948، ولم يتعرضوا للخيانة من قبل فلسطينيي 1948، مشيراً إلى أن إعادة الاعتقال كانت عن طريق الصدفة.

وأكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين رسلان محاجنة، أن الوضع النفسي والمعنوي والجسدي للأسير محمود العارضة جيد جداً، بعد زيارة استمرت لأكثر من ساعتين في سجن "الجلمة" الجمعة.

وقال المحامي محاجنة، إن الأسير محمود العارضة جدد التأكيد خلال الزيارة على أن الأسرى الذين تمكنوا من الفرار من سجن "جلبوع" لم يطلبوا المساعدة من أي أحد في الأراضي المحتلة عام 1948 قبل أن يتم الإعلان عن تمكنهم من انتزاع حريتهم، لعدم التأثير على فلسطينيي 1948 وللحيلولة دون تحميلهم مسؤولية جنائية.

وأضاف الأسير محمود العارضة "لم نتعرض للخيانة من فلسطينيي 1948، وسعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال التحقيق للزج بمواطنين من الناصرة على أنهم من قاموا بالوشاية عن الأسرى غير صحيح، ولا يتعدى كونه أسلوب مخابرات لزرع الشك والفتنة".

إعادة اعتقال عن "طريق الصدفة"

وأوضح الأسير محمود العارضة، أن اعتقاله مساء الخميس، كان عن طريق الصدفة، بعد أن شاهدهم أفراد دورية لشرطة الاحتلال الإسرائيلي مرت من منطقة الوادي القريب من حي الفاخورة في منطقة جبل القفزة في الناصرة.

وحرر 6 أسرى أنفسهم في 6 أيلول/ سبتمبر من سجن "جلبوع"، وهم: محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من عرابة، معتقل منذ عام 1996، محكوم مدى الحياة، ومحمد قاسم عارضة (39 عاما) من عرابة معتقل منذ عام 2002، ومحكوم مدى الحياة، ويعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا معتقل منذ عام 2003، ومحكوم مدى الحياة، وأيهم نايف كممجي (35 عاما) من كفر دان معتقل منذ عام 2006 ومحكوم مدى الحياة، وزكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 ولا يزال موقوفا، ومناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد معتقل منذ عام 2019.

أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، مساء الجمعة وفجر السبت الماضي، القبض على 4 أسرى من الأسرى الستة الفارين من سجن جلبوع في منطقة الجليل.

"لم نعد تمثيل" عملية الفرار

ونفى محمود العارضة ما يتردد في وسائل الإعلام الإسرائيلي حول إعادة تمثيل عملية الفرار، مؤكدا أن "كل ما ينشر في هذا الإطار هو كذب وتشويه للحقيقة".

وأشاد محمود بالحراك الشعبي التي تلت عملية الفرار ووحدة الشعب الفلسطيني حول قضية الأسرى في سجون الاحتلال، في الضفة الغربية وقطاع غزة والمدن والبلدات المحتلة عام 1948 ومخيمات اللجوء خارج فلسطين المحتلة.

وقال محمود العارضة "إذا استطعت تحريك الشارع وتوحيده حول قضية معينة، فهذا بالنسبة لي إنجاز حتى لو أعيد اعتقالي".

وخلال لقاء المحامي، أشار الأسير محمود العارضة إلى أنه ارتدى خلال فترة فراره، "جرابا" من ابنة شقيقته وقميصا من ابن شقيقه، وكان يحمل علبة عسل كان سيهديها لوالدته.

ووجه الأسير، من خلال المحامي، رسالة لوالدته، أكد فيها أنه حاول المجيء لعناقها "لكن الله قدّر غير ذلك".

وجاء في الرسالة: "أنتِ في القلب والوجدان وأبشرك بأني أكلت التين من طول البلاد، والصبر والرمان، وأكلت المعروف والسماق والزعتر البري، وأكلت الجوافة بعد حرمان 25 عاما، وكان في جعبتي علبة عسل هدية لك".

"تنسمتُ الحرية ورأينا أن الدنيا تغيرت، وصعدت جبال فلسطين لساعات طويلة، ومررنا بالسهول الواسعة، وعلمت أن سهل عرابة بلدي، قطعة صغيرة من سهول بيسان والناصرة"، وفق ما ورد في الرسالة.

"حرية بطريقته الخاصة"

وأكد الأسير محمد العارضة، أنه قرر نيل حريته بطريقته الخاصة من سجن "جلبوع"، سيما في ظل عدم وجود أفق للإفراج عنه.

وقال الأسير محمد العارضة، خلال زيارة محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين خالد محاجنة له في سجن الجلمة، الجمعة، "قررت نيل الحرية بطريقتي الخاصة، بسبب عدم وجود أفق للإفراج عني، خاصة أن المؤبد غير محدد المدة".

ونفى الأسير محمد العارضة ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، بشأن قيامه بإعادة تمثيل عملية الفرار من سجن "جلبوع"، مشيراً إلى أنه قضى الفترة منذ إعادة اعتقاله وحتى الجمعة بين قاعات المحكمة والزنزانة الانفرادية وأقبية التحقيق.

وأضاف محمد العارضة "خرجت إلى المحكمة مساء السبت الماضي، ثم كنت أتنقل فقط بين الزنزانة الانفرادية وغرف التحقيق".