الطراونة: نهر الأردن خط سيادي يفصلنا عن فلسطين
صوت الحق -
** الأردن لا يؤمن سياسيا وأمنيا بالحروب ويدعو لحل النزاعات سواء الإقليمية أو الدولية بالطرق السلمية
** لو أنّ الموقف السياسي الأردني مرتبط بالمساعدات لكان وضع الأردن السياسي والاقتصادي أفضل
** الأردن اكتسب مصداقية مكّنته من التعامل على اساس الاعتدال السياسي الديني في زمن التطرف
قال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور فايز الطراونة، إن الأردن تجاوز فكرة الكونفدرالية مع فلسطين بسبب طموح الفلسطينيين ببناء دولة وكيان مستقل على أرضهم.
وبين خلال فعاليات مؤتمر المجتمع الأردني في مئة عام والذي يعقد في الجامعة الأردنية بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، “نحن في غنى عن الكونفدرالية ونهر الأردن بالنسبة لنا خط سيادي يفصل ويحدد الدولة الفلسطينية ثم بعد قيامها سنتعامل معها باستقلالية قرارها.”
وأشار الطراونة إلى أن تحرير الأراضي المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية على خطوط حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو الأساس ثم بعد ذلك يجلس الطرفان؛ الأردني والفلسطيني، ويتفقان على أي معادلة سواء كانت كونفدرالية أو فديرالية أو تكاملية أو أياً كان.
بالرغم من أن عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بدأ في قمة الأزمات حيث وقعت حادثة 11 سبتمبر بعد سنتين من تسلمه الحكم، والتغير الكبير في العلاقات الدولية نتيجة هذه الحادثة، إلّا أن جلالة الملك تعامل مع الحادثة بطريقة أكسبته الكثير من المصداقية في العالم، ولكن نتيجة الحصار الذي حدث على العراق وتطورات الأحداث عادت أمريكا إلى مفهوم الاحتلال العسكري سواء بأفغانستان أو العراق.
وأضاف الطراونة “وقف جلالة الملك موقفا –كنت بمعيته وشاهدا عليه– أمام جورج بوش حين حاول منع الحل العسكري مع العراق، لكن الأمريكيين تمسكوا بهذا الموقف”.
وبيّن أن قمة اللاتبعية التي مارسها جلالة الملك بالإضافة إلى عدم تجديد استعمال الأراضي في الغمر والباقورة والتحدي لنتنياهو الذي كان يعتبر نفسه مهمينا على الإقليم بالقوة العسكرية التي يمتلكها، إلى جانب رفضه لصفقة القرن التي اعتبرها ترامب قضية شخصية له.
وأكد الطراونة “رفضنا رفضاً قاطعاً الصفقة، بالرغم من المساعدات الأمريكية للأردن التي كانت موضوعة على الطاولة وتبلغ حينها 1.5 مليار دولار، وشكّل الرفض مخاطرة كبيرة على الأردن”، لافتا إلى أن ترامب كاد أن يلغيها لولا تدخل الدولة العميقة الأمريكية بمؤسساتها البنتاغون أو الكونغرس ومراكز الفكر، وقسم من الإعلام أقروا بأن للأردن دورا مهما جدا ويُعتمد عليه وهو من يمثل هوية الاعتدال والمنطقة الآمنة الوحيدة في الشرق الأوسط.
ونوه الطراونة بأن الأردن اكتسب مصداقية مكّنته من التعامل على أساس الاعتدال السياسي الديني في زمن التطرف، ومنها رسالة عمان التي ترجمت لكثير من اللغات وكان لها تأثير كبير على المفاهيم المتعلقة بالإسلام وبينت وجه الإسلام السمح.
وأشار إلى أن الأردن حافظ على دوره الإقليمي حيث إن أي دولة ليس لها دور إقليمي تهمش، والأردن كان له دور هام في الإقليم بما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال الطراونة إن الأردن لا يؤمن سياسيا وأمنيا بالحروب ويدعو لحل النزاعات سواء الإقليمية أو الدولية بالطرق السلمية وهذا ما وضعه على الخارطة والاعتماد عليه في كثير من المواقف.
** ما رأيك بأن الغرف المظلمة في أمريكا لن يقبلوا بقيام دولة فلسطينية وإن كانت إسرائيل ستعترف بمحادثات السلام والتقدم تجاه إقامة دولتين؟
قال الطراونة، إن الحالة الأمريكية معقدة ولا تحكم برأس واحد وإن شذ أحدهم فإن المؤسسات تعود للسياسة الأمريكية بالشكل الذي يصنع فيه القرار، مبيناً أن صفقة القرن كانت باتجاه واحد لمصلحة إسرائيل ولم يكن ترامب “جمهوريا” بل كان قراره يعتمد على رأيه الشخصي “ترامب ليس له تعريف”، ولكن حين جاء بايدن عاد حل الدولتين للطرح.
وأضاف الطراونة أن الليكود الإسرائيلي لا يؤمن إلا أن الضفة الغربية جزء من إسرائيل وهناك آخرون يعتقدون بأن الأمن أهم بكثير من الأرض ولا يمكن لإسرائيل أن تحصل عليه إلا بأن تكون جزءا من المنطقة، ولا يمكن أن تكون جزءا من المنطقة إلا بتطبيق التعبير المقدم عبر المبادرة العربية.
وبين أن “موقفنا في الأردن واضح ويعيده جلالة الملك، مشيرا إلى ضرورة تكراره لأنه تأكيد على الموقف المبدئي، وأعتقد أن المبادرة العربية كانت تعبر عن الموقف الأردني منذ أيام الملك الحسين”.
وتابع الطراونة “برأيي الشخصي تجاوزنا مرحلة الكونفدرالية والسبب أن الهدف والطموح الرئيس عند الفلسطينيين هو الاستقلال وبناء كيان فلسطيني، وفي حال غادرت إسرائيل ودخلت الأجهزة الأمنية باسم الكونفدرالية على الضفة الغربية فإننا أمام محتل آخر.”
وشدد الطراونة “نحن في غنى عنه وفي حال اقيمت الدولة الفلسطينية فهناك نماذج عبر عملية تكاملية، ونهر الأردن بالنسبة لنا خط سيادي يفصل ويحدد الدولة الفلسطينية ثم نتعامل معها باستقلالية القرار”، مشيرا إلى أنه وجه حديثا سابقا لشمعون بيريز عندما تحدث عن الكونفدرالية وأجبته “ما علاقتك بالموضوع؟، أرجو ألا يكون شرطا من شروط المفاوضات مع الفلسطينيين لأن هذا شأن أردني فلسطيني ولا يجوز أن يكون شرطا في ذلك.
واضاف الطراونة “عندما يتم التحرير وتقوم الدولة الفلسطينية، يجلس الطرفان (الأردني والفلسطيني) ويتفقان على أي معادلة سواء كانت كونفدرالية أو فيدرالية أو تكاملية أو أيا كان.”
وبين الطراونة أن جلالة الملك والشعب الفلسطيني لم يرفعا أيديهما حين دفعت صفقة القرن إلى الواجهة، وهذا يعني بالتأكيد عدم الاستسلام، كما أنه لا يمكن لأي قوة عسكرية أن تحل الموقف.
هل الموقف السياسي الأردني تجاه القضايا العربية والدولية مرتبط بالمساعدات، حيث إن الاقتصاد يقود القرار السياسي في العالم؟
أجاب الطراونة “لو أنّ الموقف السياسي الأردني مرتبط بالمساعدات لكان وضع الأردن السياسي والاقتصادي أفضل”.
وروى الطراونة قصة، إبان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حين دعا الرئيس التركي أردوغان إلى قمة إسلامية في إسطنبول و”قامت قيامة ترامب ونتنياهو وقسم كبير من العرب” وفق وصفه.
وتابع ظهرت الدعوة حينها إلى مقاطعة الاجتماع، إلا أن جلالة الملك ذهب إلى هناك بمشاركة 4 رؤساء عرب، مشيرا إلى أن خطاب جلالة الملك كان قاسيا ويصف “التفوير” الحادث بالمنطقة والعبث بالقدس، وأنه لم يحاول أي رئيس أمريكي نقل السفارة إلى القدس.
وأضاف الطراونة تحدثت لجلالة الملك وكنت حينها في الولايات المتحدة، حيث إن المساعدات الأمريكية كانت مطروحة على طاولة توقيع ترامب، والمتعلقة بدعم الموازنة والجيش والمشاريع المختلفة، حيث إن قيمتها آنذاك كانت تصل إلى 600 مليون من أصل المساعدات الكاملة والبالغة 1.5 مليار دولار.
وبين الطراونة أن جلالة الملك، قال إنه لن يغير حرفا من الخطاب وأنه ينتقد السياسة الأمريكية التي أدت لنقل السفارة دون مبرر لذلك.
وختم الطراونة حديثه بأن ترامب وقع في تلك الليلة على المساعدات، رغم سيطرة رأيه الشخصي على القرارات، بسبب قوة الدولة العميقة والمؤسسات التي ترى في الأردن دولة مهمة وهوية قادرة على إقناع الشرق والغرب باعتدالها.
** لو أنّ الموقف السياسي الأردني مرتبط بالمساعدات لكان وضع الأردن السياسي والاقتصادي أفضل
** الأردن اكتسب مصداقية مكّنته من التعامل على اساس الاعتدال السياسي الديني في زمن التطرف
قال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور فايز الطراونة، إن الأردن تجاوز فكرة الكونفدرالية مع فلسطين بسبب طموح الفلسطينيين ببناء دولة وكيان مستقل على أرضهم.
وبين خلال فعاليات مؤتمر المجتمع الأردني في مئة عام والذي يعقد في الجامعة الأردنية بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، “نحن في غنى عن الكونفدرالية ونهر الأردن بالنسبة لنا خط سيادي يفصل ويحدد الدولة الفلسطينية ثم بعد قيامها سنتعامل معها باستقلالية قرارها.”
وأشار الطراونة إلى أن تحرير الأراضي المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية على خطوط حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو الأساس ثم بعد ذلك يجلس الطرفان؛ الأردني والفلسطيني، ويتفقان على أي معادلة سواء كانت كونفدرالية أو فديرالية أو تكاملية أو أياً كان.
بالرغم من أن عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بدأ في قمة الأزمات حيث وقعت حادثة 11 سبتمبر بعد سنتين من تسلمه الحكم، والتغير الكبير في العلاقات الدولية نتيجة هذه الحادثة، إلّا أن جلالة الملك تعامل مع الحادثة بطريقة أكسبته الكثير من المصداقية في العالم، ولكن نتيجة الحصار الذي حدث على العراق وتطورات الأحداث عادت أمريكا إلى مفهوم الاحتلال العسكري سواء بأفغانستان أو العراق.
وأضاف الطراونة “وقف جلالة الملك موقفا –كنت بمعيته وشاهدا عليه– أمام جورج بوش حين حاول منع الحل العسكري مع العراق، لكن الأمريكيين تمسكوا بهذا الموقف”.
وبيّن أن قمة اللاتبعية التي مارسها جلالة الملك بالإضافة إلى عدم تجديد استعمال الأراضي في الغمر والباقورة والتحدي لنتنياهو الذي كان يعتبر نفسه مهمينا على الإقليم بالقوة العسكرية التي يمتلكها، إلى جانب رفضه لصفقة القرن التي اعتبرها ترامب قضية شخصية له.
وأكد الطراونة “رفضنا رفضاً قاطعاً الصفقة، بالرغم من المساعدات الأمريكية للأردن التي كانت موضوعة على الطاولة وتبلغ حينها 1.5 مليار دولار، وشكّل الرفض مخاطرة كبيرة على الأردن”، لافتا إلى أن ترامب كاد أن يلغيها لولا تدخل الدولة العميقة الأمريكية بمؤسساتها البنتاغون أو الكونغرس ومراكز الفكر، وقسم من الإعلام أقروا بأن للأردن دورا مهما جدا ويُعتمد عليه وهو من يمثل هوية الاعتدال والمنطقة الآمنة الوحيدة في الشرق الأوسط.
ونوه الطراونة بأن الأردن اكتسب مصداقية مكّنته من التعامل على أساس الاعتدال السياسي الديني في زمن التطرف، ومنها رسالة عمان التي ترجمت لكثير من اللغات وكان لها تأثير كبير على المفاهيم المتعلقة بالإسلام وبينت وجه الإسلام السمح.
وأشار إلى أن الأردن حافظ على دوره الإقليمي حيث إن أي دولة ليس لها دور إقليمي تهمش، والأردن كان له دور هام في الإقليم بما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال الطراونة إن الأردن لا يؤمن سياسيا وأمنيا بالحروب ويدعو لحل النزاعات سواء الإقليمية أو الدولية بالطرق السلمية وهذا ما وضعه على الخارطة والاعتماد عليه في كثير من المواقف.
** ما رأيك بأن الغرف المظلمة في أمريكا لن يقبلوا بقيام دولة فلسطينية وإن كانت إسرائيل ستعترف بمحادثات السلام والتقدم تجاه إقامة دولتين؟
قال الطراونة، إن الحالة الأمريكية معقدة ولا تحكم برأس واحد وإن شذ أحدهم فإن المؤسسات تعود للسياسة الأمريكية بالشكل الذي يصنع فيه القرار، مبيناً أن صفقة القرن كانت باتجاه واحد لمصلحة إسرائيل ولم يكن ترامب “جمهوريا” بل كان قراره يعتمد على رأيه الشخصي “ترامب ليس له تعريف”، ولكن حين جاء بايدن عاد حل الدولتين للطرح.
وأضاف الطراونة أن الليكود الإسرائيلي لا يؤمن إلا أن الضفة الغربية جزء من إسرائيل وهناك آخرون يعتقدون بأن الأمن أهم بكثير من الأرض ولا يمكن لإسرائيل أن تحصل عليه إلا بأن تكون جزءا من المنطقة، ولا يمكن أن تكون جزءا من المنطقة إلا بتطبيق التعبير المقدم عبر المبادرة العربية.
وبين أن “موقفنا في الأردن واضح ويعيده جلالة الملك، مشيرا إلى ضرورة تكراره لأنه تأكيد على الموقف المبدئي، وأعتقد أن المبادرة العربية كانت تعبر عن الموقف الأردني منذ أيام الملك الحسين”.
وتابع الطراونة “برأيي الشخصي تجاوزنا مرحلة الكونفدرالية والسبب أن الهدف والطموح الرئيس عند الفلسطينيين هو الاستقلال وبناء كيان فلسطيني، وفي حال غادرت إسرائيل ودخلت الأجهزة الأمنية باسم الكونفدرالية على الضفة الغربية فإننا أمام محتل آخر.”
وشدد الطراونة “نحن في غنى عنه وفي حال اقيمت الدولة الفلسطينية فهناك نماذج عبر عملية تكاملية، ونهر الأردن بالنسبة لنا خط سيادي يفصل ويحدد الدولة الفلسطينية ثم نتعامل معها باستقلالية القرار”، مشيرا إلى أنه وجه حديثا سابقا لشمعون بيريز عندما تحدث عن الكونفدرالية وأجبته “ما علاقتك بالموضوع؟، أرجو ألا يكون شرطا من شروط المفاوضات مع الفلسطينيين لأن هذا شأن أردني فلسطيني ولا يجوز أن يكون شرطا في ذلك.
واضاف الطراونة “عندما يتم التحرير وتقوم الدولة الفلسطينية، يجلس الطرفان (الأردني والفلسطيني) ويتفقان على أي معادلة سواء كانت كونفدرالية أو فيدرالية أو تكاملية أو أيا كان.”
وبين الطراونة أن جلالة الملك والشعب الفلسطيني لم يرفعا أيديهما حين دفعت صفقة القرن إلى الواجهة، وهذا يعني بالتأكيد عدم الاستسلام، كما أنه لا يمكن لأي قوة عسكرية أن تحل الموقف.
هل الموقف السياسي الأردني تجاه القضايا العربية والدولية مرتبط بالمساعدات، حيث إن الاقتصاد يقود القرار السياسي في العالم؟
أجاب الطراونة “لو أنّ الموقف السياسي الأردني مرتبط بالمساعدات لكان وضع الأردن السياسي والاقتصادي أفضل”.
وروى الطراونة قصة، إبان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حين دعا الرئيس التركي أردوغان إلى قمة إسلامية في إسطنبول و”قامت قيامة ترامب ونتنياهو وقسم كبير من العرب” وفق وصفه.
وتابع ظهرت الدعوة حينها إلى مقاطعة الاجتماع، إلا أن جلالة الملك ذهب إلى هناك بمشاركة 4 رؤساء عرب، مشيرا إلى أن خطاب جلالة الملك كان قاسيا ويصف “التفوير” الحادث بالمنطقة والعبث بالقدس، وأنه لم يحاول أي رئيس أمريكي نقل السفارة إلى القدس.
وأضاف الطراونة تحدثت لجلالة الملك وكنت حينها في الولايات المتحدة، حيث إن المساعدات الأمريكية كانت مطروحة على طاولة توقيع ترامب، والمتعلقة بدعم الموازنة والجيش والمشاريع المختلفة، حيث إن قيمتها آنذاك كانت تصل إلى 600 مليون من أصل المساعدات الكاملة والبالغة 1.5 مليار دولار.
وبين الطراونة أن جلالة الملك، قال إنه لن يغير حرفا من الخطاب وأنه ينتقد السياسة الأمريكية التي أدت لنقل السفارة دون مبرر لذلك.
وختم الطراونة حديثه بأن ترامب وقع في تلك الليلة على المساعدات، رغم سيطرة رأيه الشخصي على القرارات، بسبب قوة الدولة العميقة والمؤسسات التي ترى في الأردن دولة مهمة وهوية قادرة على إقناع الشرق والغرب باعتدالها.