الخصاونة: سياسات الدَّولة الحصيفة في مجال الطَّاقة جنَّب الخزينة تحمُّل كُلف تقدَّر بحوالي 1.2 مليار دينار

{title}
صوت الحق - الخصاونة: سياسات الدَّولة الحصيفة في مجال الطَّاقة، والتوسُّع في التَّعاقد طويل الأجل من الغاز الطَّبيعي جنَّب الخزينة تحمُّل كُلف تقدَّر بحوالي 1.2 مليار دينار في ظلِّ الارتفاعات غير المسبوقة في أسعار الطَّاقة.


زار رئيس الوزراء، الدكتور بشر الخصاونة، اليوم الأحد، محافظة مأدبا، والتقى الوجهاء والفاعليَّات الرسميَّة والشعبيَّة ونواب وأعيان المحافظة، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة بتلمُّس احتياجات المواطنين في مختلف محافظات المملكة، والعمل على تحسين الواقع المعيشي والخدمي والتَّنموي.

واستعرض رئيس الوزراء، خلال اللقاء الذي عقد في الجامعة الأميركية بمأدبا وبحضور فريق وزاري، التحديات التي واجهها الأردن خلال العقد الأخير والتي تفاقمت بفعل جائحة كورونا، لافتا إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتجاوز آثار الجائحة وتداعياتها.

وأكد الخصاونة أن أزمة كورونا أصبحت اليوم خلفنا رغم تركتها الثقيلة مثلما هي تركة العقد الأخير وتحدياته، مبينا أننا نسير على طريق التعافي وأن الأردن تجاوز أصعب التحديات وبقي قويَّاً، وإيمان الأردنيين بوطنهم وقيادتهم لا حدود له.

ولفت إلى تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على أسعار النفط والعديد من المواد الأساسية، مؤكدا أنه ورغم الارتفاع المضطرد في أسعار النفط إلا أنه سيتمّ تثبيت أسعار المشتقَّات النفطيَّة للشهر الثَّالث على التَّوالي، بالتَّزامن مع حلول شهر رمضان المبارك.

كما لفت إلى أن كلفة تثبيت أسعار المشتقات النفطية على الخزينة خلال الشَّهرين الحالي والمقبل قرابة 80 مليون دينار مثلما بلغت كلفتها على الخزينة خلال الأشهر الماضية بين 52 إلى 53 مليون دينار، مشيرا إلى أنه ستتم العودة إلى عكس معادلة أسعار النفط على أسعار المشتقات النفطية عقب شهر رمضان.

وشدد رئيس الوزراء على أن سياسات الدولة الحصيفة في مجال الطَّاقة، والتوسُّع في التَّعاقد طويل الأجل من الغاز الطَّبيعي سواء الغاز المصري أو سفينة الغاز المسال في العقبة أو مصادر أخرى جنَّب الخزينة تحمُّل كُلف تقدَّر بحوالي 1.2 مليار دولار خلال العامين 2020 و 2021 ونحو 300 مليون دولار خلال الشهرين الماضيين في ظلّ الارتفاعات غير المسبوقة في أسعار الطَّاقة.

واشار الخصاونة إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية أدت إلى ارتفاع مضطرد في أسعار المواد الأساسية مثل القمح والشعير والذرة والزيوت النباتية، لافتا إلى أن مخزون الأردن الاستراتيجي من القمح يكفي لفترة بين 14 إلى 15 شهرا.

وأكد على شهادة البنك الدولي بأن الأردن من أقل الدول ضررا من آثار هذه الأزمة.

كما أكد رئيس الوزراء أن الأردن يتأثر كبقية الدول من تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، سيما ما يتعلق بأسعار المواد والسلع التي سيتم التعاقد عليها، لافتا إلى وجود سقوف سعرية تلجأ لها الحكومة في تحديد أسعار المواد الأساسية التي ترتفع أسعارها بشكل غير مبرر.
ولفت إلى أن هناك تجاوبا من غالبية التجار والمستوردين بعدم المبالغة برفع الأسعار مثلما أن هناك حالات محدودة غير ملتزمة.

وشدد بهذا الصدد على أن الحكومة لن تسمح بالعبث بقوت المواطن أو المغالاة في أسعار السّلع والمواد من قبل فئة قليلة قد تلجأ إلى التكسب على حساب المواطن والاستغلال غير المبرر لآثار وتداعيات أزمات عالمية.
وقال "سنتعامل بالعين الحمراء مع كل من يتلاعب أو يتجاوز على قوت المواطن".
وبين رئيس الوزراء أن جلالة الملك عبدالله الثاني يحمل رؤية إصلاحيَّة شاملة تتمثَّل في تحديث المنظومة السياسيَّة والإداريَّة والاقتصاديَّة.

وأشار إلى أن ورشة العمل الاقتصادية التي يعقدها الديوان الملكي الهاشمي، بالتعاون مع الحكومة، تستهدف وضع وثيقة تشكل رؤية مرجعية للأردن للسنوات المقبلة، متضمنة مقاربات لتحديات البطالة وإطلاق طاقات الشباب في محاور ومجالات عديدة.
ولفت إلى أن جلالة الملك يسعى لمباشرة العمل التنفيذي بالمحاور الأساسية للإصلاح الشامل في فترة لا تتجاوز هذا الصيف.

وأكد رئيس الوزراء أن تمكين القطاع الخاص، ورفع تنافسيَّته، وإقامة شراكة حقيقيَّة معه هدف استراتيجي للدولة الأردنيَّة، لافتا إلى أن الوفر المتحقق من تطبيق التعرفة الكهربائية الجديدة التي سيتم العمل بها مطلع شهر نيسان المقبل سيتم توجيهه للقطاعات الإنتاجية من صناعة وتجارة وسياحة ومستشفيات.
ووجه رئيس الوزراء وزارتي التَّخطيط والتعاون الدولي والمياه والري لإيجاد التَّمويل اللازم للتوسُّع في إقامة السّدود التُّرابيَّة والحفائر المائيَّة.

كما وجه وزارة الصحَّة لتوفير حاجة مستشفى النديم في مأدبا ومستشفى ذيبان من أطبَّاء الاختصاص والأجهزة والمعدات اللازمة، مثلما وجه وزارة الأشغال العامَّة والإسكان لتعبيد الطَّريق المؤدّي إلى مصنع الصَّافي للألبسة في منطقة مليح.

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة ستقوم بتسخير جميع الإمكانات اللازمة لإنجاح مأدبا عاصمة للسّياحة العربيَّة 2023، وإبراز هذا الحدث بما يليق بالأردن وبمكانة مأدبا السياحيَّة.
ولفت الخصاونة إلى المشروعات الكبرى التي يجري العمل على تنفيذها ومنها مشروع سكة الحديد الذي ستوقع مذكرة التفاهم الأولية بشأنه مع أحد الصناديق العربية خلال الأسابيع المقبلة مثلما سيعرض على مجلس الوزراء مشروع مستشفى تعليمي سيتم تنفيذه من قبل أحد الصناديق الكبرى فضلا عن مشروعات جرى الاتفاق بشأنها في العقبة مع مجموعة موانئ أبوظبي.

وأكد سعي الحكومة إلى جذب استثمارات كبرى وإحياء المدن الصناعية في العديد من المحافظات وإعطائها ميزات تنافسية بما فيها أسعار الأراضي والكهرباء.
وكان محافظ مأدبا، نايف الهدايات، قال إن المحافظة حظيت بجملة من المبادرات الملكية التي جاءت لتبني على المنجزات ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في تحسين ظروف ومعيشة المواطنين، إذ شملت هذه المبادرات جميع القطاعات ومن أبرزها، التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية والمشاريع الإنتاجية.
وأضاف أن آخر هذه المبادرات شملت تسليم عدد من المباني السكنية للأسر العفيفة من قبل رئيس الديوان الملكي الهاشمي، إضافة إلى المشاريع التي تم إنجازها من قبل مجلس محافظة مأدبا المنتهي ولايته أخيراً.

وجرى حوار عرض خلاله ممثلو الفعاليات الشعبية والرسمية في المحافظة أبرز المطالب والاحتياجات، حيث أكدوا أهمية إقامة مشروعات تنموية تسهم في إحداث تنمية مستدامة وتوفير فرص عمل للشباب.

وأكدوا أهمية دعم السياحة في مأدبا التي تم اختيارها عاصمة للسياحة العربية عام 2023 وضرورة إنجاح هذا الحدث الوطني والعربي المهم.
وطالبوا بضرورة صيانة البنى التحتية وحل مشاكل أراضي الدولة في العديد من المناطق وحل الأزمات المرورية في المحافظة وضرورة المراقبة الحثيثة للأسعار في الأسواق.