كوالالمبور

{title}
صوت الحق - عبدالهادي راجي المجالي

أحياناً أمارس سلوكات غريبة, مثلاً أقوم ببرمجة هاتفي على وضعية الطيران.. وأنا (منسدح) على الأريكة أشاهد التلفاز, لكني أتخيل نفسي في طائرة.. أتخيل نفسي متجها إلى (كوالالمبور) لقضاء إجازة خاصة.. وبعد عدة ساعات أعيده للوضع الطبيعي على اعتبار أن الرحلة انتهت, وهبطنا في (كوالالمبور)..

في بعض الأحيان أضغط على زر المصعد (9) مرات, هل يوجد في الحديد أي إحساس؟.. أنا لا أعرف ماذا يعني ذلك؟.. وهل يفهم المصعد لغة الإصرار؟..

حتى البندورة التي أشتريها أقوم (بتحسسها).. (والبطاطا) أيضاً, الأصل أن تنظر لشكل الثمرة.. والشكل وحده هو الكفيل بمعرفة صلاحيتها من عدمه, ولكني أحب (الحسحسة) على الخضار..

قلت لدي سلوكات غريبة أنا لا أفهمها, منها أيضاً أني اقوم بعد الغداء (بالطبطة) على كرشي.. وأنا لا أفهم سر هذه الحركة؟ هل تساعدني في الهضم؟.. أظن أنها حركة لا إرادية تفيد بالتذكير بحجم الوجاهة لدي.. ماذا لو لم أطبطب على كرشي.. هل سيتغير مستوى الهضم عندي.. حتماً لا؟

وأنا الوحيد أيضاً الذي حين يغادر في الصباح, لا بد أن يتفقد ما أسفل السيارة.. باعتبار أن جهة ما تريد تفخيخ سيارتي, ولكني اعتدت على ذلك.. فالقطط غالباً ما تنام أسفل السيارات وصرت أظن كلما صعدت سيارتي أن قطة نامت أسفلها كي تحتمي من الريح, ولا بد من مراقبة الوضع.. وحين يسألني أحدهم أصمت وأقول: مجرد حذر فقط..

حتى الهاتف حين اتحدث به مع صديق.. أنهي المكالمة بالقول: (ما بزبط ع التلفون بس نلتقي) والغريب أن اللقاء لا يحدث أبداً, ولكني أحاول إيهام صديقي.. بأن الهواتف خطرة.. وأن كلامي قد يؤخذ على محمل الجد ويتضمن بعض المعلومات المتعلقة.. بأسرار الصراع الروسي – الأوكراني..

نحن لدينا بعض النقص.. لدينا نقص في القمح فإنتاجنا لا يكفي, ولدينا نقص في الأعلاف، والماء شحيح... ولكننا نملك فائضاً من السلوكات التي لا نحتاجها أبداً.. يا إلهي كم نملك فائض سلوكات متعبة..

وها أنا بعد انهاء المقال أعدت هاتفي لوضع الطيران, فقد اكتملت إجازتي في (كوالالمبور) وأريد العودة لأريكتي..