انقراض مهنة
صوت الحق -
عبدالهادي راجي المجالي
منذ أيام وأنا أبحث عن (كندرجي) لقد انقرضت هذه المهنة.. تخيلوا أني كنت أجد محالاً كثيرة لإصلاح الأحذية, لم يكن الأمر يحتاج لكل هذا العناء.. الآن صرت أطوف شوارع وأزقة, واكتشفت أن المحال التي كنت أزورها من أجل إصلاح حذائي قد اغلقت...
حقيقة لا أعرف لماذا؟ ولكن الغريب أن الصحافة لم تتحدث عن مهنة تكاد أن تنقرض... وبعض المحللين الاقتصاديين لم يتطرقوا للأمر, وبعض المعنيين بالتراث أيضاً لم يصرحوا..
كانت مشكلتي تتلخص بالمشي, فقد اكتشف أن حذائي يتعرض للاهتراء من الجهة اليمنى, وكنت مجبراً أن ابدل الحذاء كل شهرين, لكن (إسكافياً) مبدعاً, كان يحل لي المسألة بتركيب قطعة معدنية على طرف الكعب الخارجي, تمنع الاهتراء وتبقي الحذاء مستقيماً.. كان يمازحني ويقول لي: (مشكلتك انك بتحذف بالمشي).. وكان لابد من حل جذري للمسألة وقد ابتكر الحل من عنده.. وقد اتفقنا أنا وهو أن عبقرية (الكندرجي) وحاجة الكاتب.. قد تؤسس فيما بعد لمشروع مهم.
هذا (الإسكافي), أغلق محله منذ اندلاع أزمة الكورونا, وأنا حقيقة لا أعرف ما هو الرابط بين كورونا والأحذية, لكن جاره قال لي: إنه غادر البلد.. ذهب إلى كندا, وأنا استغربت هل يوجد في كندا فرص عمل لهذه المهنة..
لقد اكتشفت بعد نظرة فاحصة, لهذا القطاع.. وبعد جولات ميدانية... وبعد جلسات مطولة مع بعض من عملوا في المهنة, أن الأحذية صارت أرخص.. واكتشفت أن استيرادها صار سهلاً, خصوصا أن العمل اليدوي في هذا المجال قد انقرض وحلت محله الماكنة..
في عصرنا الحالي، لم يعد الفرد يستعمل (الشبشب) كبديل للحذاء.. ولم يعد يمتلك فقط زوجاً واحداً من الأحذية, بل حدثت طفرة مهمة في هذه الصناعة.. وصار الفرد يمتلك حذاء للرياضة وآخر للمشي.. وآخر للباس الرسمي.. صار هناك ما نسميه في العرف الاقتصادي: (تعدد الأنواع والاستعمالات)... بعكس طفولتنا.. ففي الصيف مثلاً كان لدي (صندل باتا) وهو يصلح للمشي والرياضة و(التشخيص).. وقد سجلت عبره (3) أهداف في مباراة جمعتنا مع فريق الصف السادس (ب) ذات يوم...
وها أنا ما زلت أطوف في الشوارع, كي أكمل تعمقي وتحليلي في مشهد انقراض مهنة (الإسكافي)... وأظن أنه سيكون ثمرة دراسة مهمة وسأنشرها قريباً...
منذ أيام وأنا أبحث عن (كندرجي) لقد انقرضت هذه المهنة.. تخيلوا أني كنت أجد محالاً كثيرة لإصلاح الأحذية, لم يكن الأمر يحتاج لكل هذا العناء.. الآن صرت أطوف شوارع وأزقة, واكتشفت أن المحال التي كنت أزورها من أجل إصلاح حذائي قد اغلقت...
حقيقة لا أعرف لماذا؟ ولكن الغريب أن الصحافة لم تتحدث عن مهنة تكاد أن تنقرض... وبعض المحللين الاقتصاديين لم يتطرقوا للأمر, وبعض المعنيين بالتراث أيضاً لم يصرحوا..
كانت مشكلتي تتلخص بالمشي, فقد اكتشف أن حذائي يتعرض للاهتراء من الجهة اليمنى, وكنت مجبراً أن ابدل الحذاء كل شهرين, لكن (إسكافياً) مبدعاً, كان يحل لي المسألة بتركيب قطعة معدنية على طرف الكعب الخارجي, تمنع الاهتراء وتبقي الحذاء مستقيماً.. كان يمازحني ويقول لي: (مشكلتك انك بتحذف بالمشي).. وكان لابد من حل جذري للمسألة وقد ابتكر الحل من عنده.. وقد اتفقنا أنا وهو أن عبقرية (الكندرجي) وحاجة الكاتب.. قد تؤسس فيما بعد لمشروع مهم.
هذا (الإسكافي), أغلق محله منذ اندلاع أزمة الكورونا, وأنا حقيقة لا أعرف ما هو الرابط بين كورونا والأحذية, لكن جاره قال لي: إنه غادر البلد.. ذهب إلى كندا, وأنا استغربت هل يوجد في كندا فرص عمل لهذه المهنة..
لقد اكتشفت بعد نظرة فاحصة, لهذا القطاع.. وبعد جولات ميدانية... وبعد جلسات مطولة مع بعض من عملوا في المهنة, أن الأحذية صارت أرخص.. واكتشفت أن استيرادها صار سهلاً, خصوصا أن العمل اليدوي في هذا المجال قد انقرض وحلت محله الماكنة..
في عصرنا الحالي، لم يعد الفرد يستعمل (الشبشب) كبديل للحذاء.. ولم يعد يمتلك فقط زوجاً واحداً من الأحذية, بل حدثت طفرة مهمة في هذه الصناعة.. وصار الفرد يمتلك حذاء للرياضة وآخر للمشي.. وآخر للباس الرسمي.. صار هناك ما نسميه في العرف الاقتصادي: (تعدد الأنواع والاستعمالات)... بعكس طفولتنا.. ففي الصيف مثلاً كان لدي (صندل باتا) وهو يصلح للمشي والرياضة و(التشخيص).. وقد سجلت عبره (3) أهداف في مباراة جمعتنا مع فريق الصف السادس (ب) ذات يوم...
وها أنا ما زلت أطوف في الشوارع, كي أكمل تعمقي وتحليلي في مشهد انقراض مهنة (الإسكافي)... وأظن أنه سيكون ثمرة دراسة مهمة وسأنشرها قريباً...