بيان من ديوان الكرك في عمّان

{title}
صوت الحق - أصدر أبناء محافظة الكرك، بعد اجتماع عقد في ديوان أبناء المحافظة، بالعاصمة عمّان، بيانا، أكدوا فيه التفافهم خلف الوطن وقائده الملك عبدالله الثاني بن الحسين، تأييدا لموقفه تجاه القضية الفلسطينية.
وتاليا نص البيان:

"بيان صادر عن ديوان ابناء الكرك / عمان"

أيها الأردنيون الشرفاء على امتداد الوطن،،،

لقد تنادت ثلة من أهلكم وابناء عشيرتكم الأردنية الواحدة، ابناء الكرك المقيمين في قلب الوطن النابض عمان سيدة المدن وجوهرتها المكنونة، عاصمة ابي الحسين عميد الأولى من بني هاشم الغُر الميامين الذي بروا بأمتهم منذ فجر التاريخ وما باهوا، وفي هذا المساء الأغر من مساءات الوطن، وفي هذا المكان الذي يتنسم هواء فلسطين والتي هي على مرمى دمعة من عمان الحبيبة... تنادوا ليقفوا وخيولهم مُسرجة، وأرواحهم على الأكُف، ليعلنوها مدويةً بأنهم يلتفون حول وطنهم وقائدهم شريف الأمة وأملها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحســـين المعظم الذي اعلنها بأعلـــى الصوت ليسمع القاصـي والــداني بــأنـه (لا للوطن البديل، لا للتوطين، لا للتخلي عن القدس)، وامام هذا الموقف غير المستغرب من سليل الدوحة الهاشمية، الذي تربطه علاقة دينية وتاريخية وأبدية كهاشمي مع القدس، إذ أن تلك العلاقة بدأت منذ بزوغ فجر الاسلام العظيم ومنذ أن نزلت الآية القرآنية الكريمة على سيد الخلق النبي العربي الهاشمي الأمين عليه الصلاة والسلام؛ إذ جاء في مُحكم التنزيل: ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنُريه من آياتنا إنه هو السميع البصير))، فإن مصدر هذه الآية العظيمة هو رب السماء والارض وليس الأمم المتحدة ولا جامعة الدول العربية أو اللجنة الرباعية، فعندما يكون قرار الوصاية الهاشمية قادماً من رب العزة والسماء فلا قيمة لما يدور في الغُرف المُظلمة وفي الزوايا التي تُعشعش فيها المؤامرات وتُبرم فيها الصَفَقات.

فلقد ارتبط الهاشميون تاريخياً بعقدٍ شرعي وأخلاقي مع مكة المكرمة والمقدسات الاسلامية في القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فحفظوا لها مكانتها، ونأوا بها عن الخصومات السياسية، متسامين عن سهام بعض الأشقاء، وتصدوا منذ الأزل للمزاعم الصهيونية في القدس، والتي مثلت تهديداً مباشراً للمدينة المقدسة وتراثها الحضاري والانساني والديني.

أيها الأردنيون الشرفاء،،، في المدن ،،، والبوادي ،،، والمخيمات،،،

كلنا اليوم مطالبون بالالتفاف حول الأردن ومقدراته وقيادته وأن نَشُدَ الأحزمة على البطون وننذر لوطننا الدم والروح والولد، فعلى هذه الأرض وُلدت الدولة العباسية والدولة الأموية والدولة المؤابية ومملكة العرب الأنباط وكانت مهداً للرسالات السماوية، فهي من أقرب بقاع الأرض إلى السماء وهي أرض الحشد والرباط، ولم تكن طارئةً في التاريخ، ولذلك من الطبيعي أن تقف قيادتها هذا الموقف المُشرف مع قضايا الأمة كافة وابرزها قضيتنا الفلسطينية، فلقد تصدت قيادتنا الحكيمة ومنذ تأسيس الدولة إلى كافة المؤامرات والخطط الصهيونية التي سعت إلى تهويد القدس وضربت بيد من حديد في وجه الاطماع الصهيونية الساعية وراء طمس الهوية التاريخية للمدينة المقدسة، فلقد كان الهاشميون ومنذ فجر التاريخ آل البيت ومَحطُ إجماع الأمة وإن مواقفهم هي من تقرر مصير ومستقبل هذه الإرض ومَن عليها، فنحن وهم نموت دُونها ولأجلِها، فلم تزل دماء عبدالله الأول بن الحسين تعطر أرض المقدس وبلاط المسجد الاقصى، ولازال صوت جنود الجيش العربي الأبي يتردد في المدى ولازالت تُحلق أرواح الشهداء منهم في سماء القدس وفلسطين، ومازال وقع المعارك في باب الواد واللطرون يتردد برغم تعاقب الأيام وتراكم السنين، فهي معركة مفتوحة المدى بين الحق والباطل... معركة بين أصحاب الأرض والشرعية وبين شُذاذ الآفاق أعداء البشرية، وسينتصر الحق ذات يوم حتى وإن طال الزمن، فهكذا تعلمنا من التاريخ بأن الباطل زائل والحق سيكون مُنتصراً في النهاية.

أيها الشرفاء، يا ابناء الأردن العظيم،،،

إن أهلكم وابناء عشيرتكم، ابناء الكرك، المجتمعين في بيت الأردن ... بيت الكرك، يجددون العهد والوعد بالوقوف خلف قائدهم، ربان السفينة، الذي يقودها بكل ثقة واقتدار وسط هذا الموج الهائل الذي يعصف بأمتنا، ونقول يا صاحب الجلالة إن موقفكم المشرف، نصرة للقدس وفلسطين، سيبقى محل فخر واعتزاز لأبناء شعبكم الوفي، وإن حملكم لواء الدفاع على حياض الاقصى المبارك إنما يشكل منهجاً ليس مستغرباً عمن ورث العزة والشرف والكرامة كابراً عن كابراً، ومشعلاً إثر مشعل، وشهيدا برفقة شهيد، مؤكدين لجلالتكم التفافنا حولكم وحول وطننا كما يلتف السوار حول المعصم، مناشدين كل الشرفاء على امتداد الوطن والأمة أن يقفوا صفاً واحداً نُصرة لفلسطين التي هي قضيتنا الأولى والمركزية، مُستذكرين ما قاله الملك المؤسس المغفور له عبدالله الأول بن الحسين طيب الله ثراه عندما التقى تشرشل في (21/مارس/1921) رافضاً وعد بلفور المشؤوم ومُصراً على جعل أمر فلسطين بيد أهلها، إذ قال: (الفلسطينيون مثل الشجر كُلما قُلم نَبّت)، وهاهم أهلنا في فلسطين يجسدون مقولة المغفور له الملك المؤسس، ويثبتون للعالم كل يوم أنهم أسطورة في الصمود ومقاومة المحتل والتصدي له ولمخططاته، وستبقى الأجيال تلو الأجيال تتناقل ذلك الموقف التاريخي المشرف للأردن قيادةً وشعباً رغم الحصار غير المعلن من بعض الاشقاء وكُل الاعداء على حدٍ سواء، وسيبقى هذا الوطن كما هي العنقاء قوياً وصلباً وعزيزاً ومقتدراً طالما أن قائده عبدالله الثاني وشعبه يفيض بالنشامى والنشميات، ويقدم الشهداء في محراب الوطن والأمة كلما نادى المنادي.

سَلامٌ على الأردن... وسَلامٌ على قائدهِ... وسَلامٌ على شهدائِه وشُرفائِه ... وسَلامٌ على جُنودهِ وفُرسانِه... وسلام على القُدسِ وفِلسطين...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

ديوان ابناء الكرك / عمان

عمان في الثاني والعشرين من شهر نيسان لعام 2019