لماذا اختار الملك اللواء أحمد حسني مديراً لدائرة المخابرات

{title}
صوت الحق - كشفت الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى مدير دائرة المخابرات العامة الجديد اللواء أحمد حسني، عن أسباب داخلية وخارجية لهذا التعيين، وإن كان متن الرسالة أظهر أن للاسباب الداخلية موطئ قدم اوسع من تلك الخارجية، التي استدعت هذا التغيير.

الملك في رسالته أظهر أسباب اختيار اللواء أحمد حسني، وقال "لقد وقع اختيارنا عليك لتتولى إدارة دائرة المخابرات العامة، في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها منطقتنا بأسرها تحديات جمة وغير مسبوقة، ويواجه فيها بلدنا الحبيب تحديات فرضتها عليه المتغيرات الإقليمية والمناخ العالمي العام الفريد والمتوتر".

أسباب خارجية

أما من حيث الاسباب الخارجية، فهي ليست سرا، وتتمثل فيما تواجهه المنطقة من تحديات جمة وغير مسبوقة، في هذه المرحلة الدقيقة، وما اسفرت عنه من تحديات داخلية فرضتها عليه المتغيرات الإقليمية والمناخ العالمي العام الفريد والمتوتر.


أسباب داخلية.. التجديد بوتيرة اسرع

فيما توقفت الرسالة طويلا أمام الاسباب الداخلية، التي تمثلت في الاستمرار، "بتركيز وبوتيرة أسرع، في عملية التجديد والتحديث والتطوير الجارية أصلا في الجهاز.

تجاوزات.. ولكن

ولم تخف الرسالة وجود تجاوزات لدى قلة قليلة، حادت عن طريق الخدمة المخلصة للوطن وقدمت المصالح الخاصة على الصالح العام.

جلالته يدرك جيدا ان مثل هذه التجاوزات في مسيرة دائرة المخابرات العامة - شأنها في ذلك شأن أي مؤسسة او إدارة حكومية أخرى، سوى ان الفرق الجوهري هنا في التعامل الفوري معها وتصويبها.

تصويب بوشر به فورا، لكنه فيما يبدو تطلّب اليوم "تركيزا وبوتيرة أسرع"، لضمان أعلى درجات المهنية والحرفية للمخابرات العامة.

ثقة

وهنا، يجدد جلالته ثقته الكبيرة بافراد الجهاز. جهاز ضمن بحرفيته أن يكون في "طليعة الأجهزة التي يشار إليها بالإعجاب والتقدير في الأردن وعلى المستوى الدولي".

التعامل مع محاولات استهداف العبث بالمرتكزات


ومن بين الأسباب الداخلية ايضا، رصد كل المحاولات اليائسة التي ظهرت في الآونة الأخيرة والهادفة، وفق الرسالة، للمساس بالثوابت الوطنية الأردنية، والتعامل معها بفاعلية، وفي التصدي لكل من تسول له نفسه محاولة العبث بالمرتكزات التي ينص عليها الدستور الأردني.

مواجهة البعض.. من هم؟

كما وجهت الرسالة الجهاز لمواجهة البعض "ممن يستغلون الظروف الصعبة والدقيقة التي نمر بها، والهموم المشروعة، التي نعمل على تجاوزها، لدى بعض الفئات في مجتمعنا، طلباً لشعبية زائلة، تاركين بذلك أنفسهم، سواءً عن علم أو جهل، عرضة للاستغلال من جهات عديدة لا تريد لنا الخير وتعمل على العبث بأمن الأردن واستقراره".

شفافية ووضوح

ولا بد هنا من الاشارة الى ان نشر الرسالة التي أفصحت عن الكثير يجب أن تكون مدرسة لكل سياسيي البلد.

إن مدرسة جلالة الملك في التعاطي مع ملف بهذه السخونة، وبكل هذه الشفافية، يجب أن يعلّم "السياسي"، أن اخفاء الحقائق ومحاولة ليّها، يفتح أبواب الإشاعات إلى ما لا نهاية.

جلالة الملك برسالته، لم يكن فقط يوجهها الى مدير المخابرات فقط، بل الى الداخل الاردني بجميع اطيافه، ليكون اولا عونا، وثانيا لان من حق المواطن ان يعرف. فمتى سيتعلم سياسيو الاردن ان هوايتهم في اخفاء "كل شيء" هو المصنع الاول للاشاعات.

أخيراً

لطالما كان الامني سابق السياسي بالانجاز والحرفية والمهنية والاداء. فمتى سيتعلم السياسي هذا الدرس؟