عواقب وخيمة لا تحمد عقباها .. خبراء يحذرون من الذئاب المنفردة
صوت الحق -
حذر خبراء ومن بينهم وزير الداخلية الأسبق مازن القاضي، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد القطاطشة، والفريق المتقاعد غازي الطيب، واللواء المتقاعد مروان العمد، من استغلال الذئاب المنفردة - الخلايا الإرهابية النائمة - للحالة التي تشهدها البلاد.
الخبراء العسكريون أجمعوا على أن الخلايا الإرهابية النائمة تتأثر بصورة كبيرة بأفكار الميلشيات والجماعات الإرهابية في المنطقة، في حين لمحوا لإمكانية وجود عوامل تأثير من الخارج على جماعة الحسينية الإرهابية.
لكن في ذات الوقت، لم يستبعد القاضي والقطاطشة استغلال الأوضاع الراهنة بالمملكة من جهات إقليمية، وخاصة تحت أنظار حكومة يمينية متطرفة تتشكل في إسرائيل التي تسعى إلى المضي قدما بصفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
واستعرض الخبراء، آليات استغلال الجماعات الإرهابية لحاجات الناس لفتح شهيتهم للانضمام إليها، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، داعين إلى ضرورة الالتفاف حول الأجهزة الأمنية واستقرار البلاد.
**توجيهات من الخارج لخلط الأوراق
توقع وزير الداخلية الأسبق، مازن القاضي، وجود خلايا إرهابية نائمة في الأردن وذلك ظل الظروف الحالية التي يعيشها وبظل المتغيرات في محيطه وما يجري بدول الجوار من فوضى وتنظيمات إرهابية ومليشيات إيرانية ومليشيات حزب الله.
وطمأن القاضي الذي شغل منصب مدير الامن العام سابقا، الأردنيين أن هذه الخلايا معروفة لدى الأجهزة الأمنية ويتم مراقبتها، مشيرا إلى هذه التنظيمات التكفيرية تستغل الاحداث بتوجيهات من الخارج لخلط الأوراق واحداث خلل في الأردن.
وقال "خسرنا شهداء ومصابين، ومن يريد امن واستقرار يجب ان يقدم الضحايا وهذا الوطن قدم شهداء واستطاع من خلال قوافل الشهداء ان يثبت وطن ويجب ان يعلم الأردنيين اننا بلد مستهدف ويجب أن ترص الصفوف خلف قيادة جلالة الملك".
وأضاف، أنه لا يريد من أي ضائقة اقتصادية أن تدمر مقدرات والوطن، داعيا إلى اللجوء للغة الحوار من خلال مؤتمر وطني لدراسة الوضع للخروج بتوصيات لتخفيف من الظروف الاقتصادية ويجب أن تفكر الحكومة مع الشعب في حل الازمة.
وأكد أن الأردن مستهدف من قبل اليمين الصهيوني المتطرف بقيادة نتنياهو، للمضي بصفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، لإجهاض اللاءات الثلاثة لجلالة الملك "كلا للوطن البديل وكلا للتوطين وكلا للرعاية والوصاية الهاشمية على القدس"، بالإضافة إلى مواقف الأردن الثابتة بخصوص القضية الفلسطينية.
وبين، "نعاني من التواصل الاجتماعي والقنوات والاعلام الخارجي والماجور وكل الجهات التي تستهدف الأردن وتحاول تغذية هذه المواقع من اجل تسليط هذه الأضواء على الأردن لإشاعة الفوضى لتحقيق مارب خاصة في غاية يعقوب وتأثير على أمن واستقرار الأردن من خلال المال وهذه تمولها جهات تستهدف الأردن، داعيا لحجبها وإعادة ضبطها لكونها مزعجة ومقلقة".
**على الجميع الهدوء
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد القطاطشة، إن الأصل بالخلايا الإرهابية النائمة أن تكون متابعة من قبل الأجهزة الأمنية.
وأضاف القطاطشة، في حديثه لـ عمون، أن الشخص الذي يتبع للفكر التكفيري عقيدته تشير إلى قتل أكبر عدد ممكن من القوات العسكرية، مؤكدا أن نشامى الأمن على الدوام يحملون أكفانهم على اكتفاهم؛ لذا من الطبيعي يستشهد رفاق سلاح وأبناء في الدفاع عن الأمن الوطني.
وشدد على ضرورة التفريق ما بين العمليات الإرهابية والاحتجاجات، حيث أن المطالب الاقتصادية في الوقفات السلمية لا علاقة لها بالعمليات الإرهابية على الإطلاق، مشيرا إلى غياب رئيس الوزراء بشر الخصاونة عن المشهد في صورة غير مسبوقة عن مثل هذه الأحداث الجسيمة.
ودعا الجميع إلى تكاتف الإيادي والهدوء قليلا لاستيعاب الموقف في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد، "على الحكومة أيضا الهدوء قليلا وعدم الخروج بتصريحات لا تنسجم مع السياق وعدم شيطنة الأردنيين، وعلى جميع الأردنيين الهدوء لنستعيد أنفاسنا وترتيب الأرواق مع التأكيد على أن هذا لا يعني عدم محاسبة الحكومة بسبب عدم التزامها بالقسم أمام جلالة الملك عبد الله الثاني".
وأكد، أن الخلايا الإرهابية النائمة تستغل حاجات المواطنين والاحتجاجات وانشغال الأجهزة الأمنية بها، فتقوم بتوجيه ضربتها إلى القوات الأمنية، مجددا الدعوة للمواطنين إلى التريث قليلا كون كاهل القوات الأمنية مرهق.
ولم يستبعد القطاطشة استغلال الأوضاع الراهنة في البلاد من جهات إقليمية، وخاصة تحت أنظار حكومة يمينية متطرفة تتشكل في إسرائيل التي تستغل كل أزمة لكنه في ذات الوقت أكد أن ذلك لا يعني أن تكون حلول الحكومة على جيب المواطن دون تفكير.
ويرى أن الخلايا النائمة قد تستغل أيّة ظروف بعدما فقدنا أربعة من أبنائنا مع التأكيد على ضرورة عدم الدخول في إضرابات أو احتجاجات حتى نهاية الشهر، معتقدا أن أحد أسباب التطرف عدم القدرة على إدارة الملفات الاقتصادية والذهاب نحو جيب المواطن، ما يؤدي إلى تأجيج الأوضاع في المملكة.
ولا يظن القطاطشة وجود أوامر فورية ما بين حملة الفكر المتطرف مع الجماعات المنظمة، استنادا لأبجديات استراتيجية تنظيم داعش الإرهابي التي تمنح الخلايا التقدير لاستغلال أي ظرف لتؤجج الأوضاع وتوقع أكبر عدد من الأجهزة الأمنية.
وأكد أن تلك الخلايا في الأغلب الأحوال ليسوا على فهم كبير من الدين الإسلامي الحنيف، "هؤلاء لديهم ظروف اقتصادية، واستغلتها تنظيم داعش الإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتم التغرير بهم وهذا يقع على عاتق جامعاتنا".
ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية تمتلك القدرة عالية على متابعة الخلايا الإرهابية مع الإشارة إلى أن هذا يتم التعامل معه في دول العالم كافة، "وهذا لا يمكن التنبؤ بالأفعال الإجرامية التي تقوم بها تلك الخلايا أي أننا أمام حالة متحركة من العمليات الإرهابية دون توقع، وليست بالضرورة علاقة للأوضاع الاقتصادية بل استغلال تواجد القوات الأمنية بالشوارع، وقاموا بضربتهم".
وشدد على أن تلك الجهات تعتمد على اللقاءات مع الخلايا في دولة أخرى لغايات التمويل الإرهابي في ظل مراقبة التحويلات المالية سواء من الأجهزة الأمنية أو البنوك، "قد يكون لديهم أعوان يمكنهم السفر إلى بلد ما والحصول على مبالغ مالية، وما يقوم به تلك الخلية لا يحتاج إلى مبالغ طائلة، فنحن نتحدث عن قطعة سلاح سعرها 500 دينار فقط، حيث أن جميع العمليات الإرهابية - وهنا خطورتها - لا تحتاج إلى مبالغ كبيرة".
ونوه إلى أن خطورة الفكر التكفيري يكمن في إيمانه الخاطئ أيديولوجيًا بأن تلك العمليات قد تضعه في الجنة، مستبعدا أن لا تعلن أي تنظيمات إرهابية تبنيها لعملية الحسينية ولا سيما أننا أمام حركات فردية.
**بلغوا عن حملة الفكر التكفيري
أما الفريق المتقاعد غازي الطيب قد قال إن شريعة التنظيمات الإرهابية تسعى إلى قتل الوطن والمواطن دون أدنى أيّة أهداف؛ لذا يتوجب أن نقف صفا واحدا.
وأضاف الطيب، الذي شغل منصب قاد القوات الخاصة سابقا، أن المعارضة السلمية شجع عليها جلالة الملك عبد الله الثاني وكفله الدستور لكن في ذات الوقت رفع السلاح، أمرا مرفوضا.
وتساءل الطيب كيف يمكن لهؤلاء أن يحللون شريعة القتل وكيف يسمحون لأنفسهم أن يجعلوا أسلوب حياة، ما يدعو إلى الفتنة والضلال في ظل بحث الناس عن التطوير.
واستذكر قول الإعلامي الراحل نايف المعاني حينما قال، "إين نروح؟.. أين سنذهب؟.. ومن طلع من داره قل مقداره"، مؤكدا ضرورة مقاومة الجماعات الرامية إلى القتل بكل قوة وارشاد المواطنين للانطواء تحتها.
ودعا إلى ضرورة الإبلاغ عن أي شخص يحمل الفكر المتطرف قبيل وقوع حوادث لا تحمد عقباها وزعزعة استقرار المملكة.
ويقدر الطيب، أن خلية الحسينية تعمل بموجب عوامل تأثير من مجموعات خارج البلاد مع التشديد على وجود مغررين لا يعلموا ماهية أهداف تلك المجموعات، وربما يتلقوا أموال مالية من الخارج لغايات التمويل.
ولفت إلى ضرورة أخذ الجامعات والمدارس المسألة على محمل الجد لتوعية الأبناء والطلبة على تلك الآفة التي تشجع على القتل.
وأكد عدم وجود اقبال كبير من الأردنيين على الانتساب للجماعات الإرهابية المتطرفة لكنه في ذات الوقت أشار إلى أن 2 بالمئة من الأشخاص المسلحين يلتفت الكثير من الناس لهم رغم من قلتهم.
وشدد على أن الأردن قادر على التصدي لمثل تلك العمليات الإرهابية بالرغم من التحديات التي تواجهه، مستبعدا إعلان جماعة إرهابية تبنيها لحادثة الحسينية.
وقال، إنه لا يوجد أية عائلة أردنية الا تمتلك منتسب للأجهزة الأمنية، رافضا رفع السلاح بوجه الأجهزة الأمنية..
** إعادة النظر في وجود السلاح
فيما أشار اللواء المتقاعد مروان العمد، إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية في سبيل جمع المعلومات حول التنظيمات التكفيرية والمرتبطين فيها، قائلا إن لولا ما قامت الأجهزة الأمنية بجمع المعلومات لكان حدث في الأردن اعمال كبيرة جدا.
وأكد أنه بالرغم من مقدرة الأجهزة الأمنية وكفاءتها، "الا ما يتسلل بعض الأحيان احدهم لكونه غير مربوط بهيكل تنظيمي وممكن أن يكون واحدا فقط ولا احد يعرف عنه شيء"، مشددا على أن ذلك لا يعني تقصيرا من الأجهزة الأمنية التي منعت العديد من الاعمال الإرهابية وضبطتها.
وشدد على أن ما لم يعلن عنه من العمليات والجماعات التكفيرية التي تم ضبطها اضعاف ما اعلن عنه، مؤكدا كفاءة اجهزتنا الأمنية في الحفاظ على امن الوطن والمواطن.
وعن الخلايا النائمة، أوضح العمد، أن الخلايا النائمة او الذئاب المنفردة فئة تتبنى الفكر المتطرف الإرهابي وتسعى لعمليات ممثلة في امكان تواجداها في حال لم تستطيع الالتحاق بالجماعات التكفيرية وهذه الفئة من الممكن ان تختار هدفها او تنفذه وتعلم عنه من التنظيم، مضيفا أنه من الممكن أيضا أن تقوم الجماعات التكفيرية من خلال تجنيد اشخاص اخرين وتأمين الأسلحة والمعدات لهم لينتظروا تعليمات القيام بعميات محددة او استغلال ظروف معينة تساعدهم لتنفيذها.
حول خلية الحسينية، قال العمد إن افراد الخلية مثل ما انتشر في الاعلام لهم علاقة مع تنظيم النصرة لكون الإرهابي منفذها له اخ في النصرة والأخر معتقل "ولا استبعد وجود اتصال مع خلايا في الخارج ومن الممكن انهم شكلوا خلية للتنفيذ".
وبين أن التنظيمات لا تعتمد على العدد لعدم وجودها في مواقع ثابتة، وذلك لانتشارها في أكثر من مكان ما يصعب تحديد عددهم، مشيرا إلى وجودهم بأعداد تظهر من خلال حدث معين، وانتشارها وتوزعها في نفس موقع الحدث يساعدها على تنفيذ عمليتها مثل ما حدث خلال الاحتجاجات على رفع الأسعار.
وعن تامين السلاح للخلايا النائمة، نوه العمد إلى أن هناك شقين من الممكن ان يتم تامين الأسلحة من خلالهما الأول من أن يقوم التنظيم بوضعه في نقطة ميتة ويذهب الشخص إلى النقطة الميتة ويحصل عليه، او ممكن ان توضع له أموال لشراء السلاح.
وأشار إلى استغرابه من ازدياد الأسلحة والتي باتت في متناول افراد المجتمع، لافتا إلى أهمية إعادة النظر في وجود السلاح بين فئات المجتمع، متأسفا من استهجان البعض لفكرة سحب السلاح.
ولفت إلى أن السلاح في يد المواطن من الممكن أن يقع في يد المخربين، مشيرا إلى ضرورة تنظيمه وتشديد الرقابة عليه ومصادرة أي قطعة غير مرخصة.
وشدد على أن اكبر خطر يواجه المجتمع هو ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يصل لكل بيت والذي يتم للأسف توزيعه وفبركته ويتم تداوله بين الناس مستغربا من بعض ما ينشر على السوشل ميديا وبعضها غير صحيح والناس تصدقها وينشتر وعند الحديث للناس عنه يغيب فترة ومن ثم يتم تداوله.
ووصف ناشري مقاطع الفيديو بالخارج "بالخون"، داعيا المجتمع إلى عدم متابعتهم لكونهم يبثون اخبارا مغرضة.
ولفت إلى أنه يلاحظ أن حملة الفيديوهات والرسائل الخارجية تكثر في أوقات وفي ظل ظروف معينة او اهداف معينة مثل الاحتجاجات السلمية التي اجازها الدستور والتشريعات، موضحا أنها تبدأ بنشر المعلومات الكاذبة وتخلق نوعا من الغضب والغليان عند المحتجين للقيام بأعمال فوضى وشغب من خلال تكسير او اغلاق طرق ومن خلال هذه الاعمال قد يظهر أصحاب فكر متطرف او أجندات خاصة يستغلوا هذه اللحظة بإطلاق النار على رجال الامن.
واقترح العمد، أن يبقى الشهيد حيا من ناحية الترفيع او الدخل المادي والامتيازات، التي يتمتع فيها زملائه في نفس دفعته، منوها إلى أن المفروض أن يتم ترفيعه في موعد ترفيع زملائه ويصرف الراتب لأهله وان يبقى حيا في وحدته لغاية الوصول إلى سن التقاعد، مشددا على أن ذلك هو التكريم الحقيقي للشهيد لا الحزن وتأليف الأغاني عند استشهاده وان يبقى حيا في وحدته إلى أن يصل لمرحلة التقاعد.
عمون
الخبراء العسكريون أجمعوا على أن الخلايا الإرهابية النائمة تتأثر بصورة كبيرة بأفكار الميلشيات والجماعات الإرهابية في المنطقة، في حين لمحوا لإمكانية وجود عوامل تأثير من الخارج على جماعة الحسينية الإرهابية.
لكن في ذات الوقت، لم يستبعد القاضي والقطاطشة استغلال الأوضاع الراهنة بالمملكة من جهات إقليمية، وخاصة تحت أنظار حكومة يمينية متطرفة تتشكل في إسرائيل التي تسعى إلى المضي قدما بصفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
واستعرض الخبراء، آليات استغلال الجماعات الإرهابية لحاجات الناس لفتح شهيتهم للانضمام إليها، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، داعين إلى ضرورة الالتفاف حول الأجهزة الأمنية واستقرار البلاد.
**توجيهات من الخارج لخلط الأوراق
توقع وزير الداخلية الأسبق، مازن القاضي، وجود خلايا إرهابية نائمة في الأردن وذلك ظل الظروف الحالية التي يعيشها وبظل المتغيرات في محيطه وما يجري بدول الجوار من فوضى وتنظيمات إرهابية ومليشيات إيرانية ومليشيات حزب الله.
وطمأن القاضي الذي شغل منصب مدير الامن العام سابقا، الأردنيين أن هذه الخلايا معروفة لدى الأجهزة الأمنية ويتم مراقبتها، مشيرا إلى هذه التنظيمات التكفيرية تستغل الاحداث بتوجيهات من الخارج لخلط الأوراق واحداث خلل في الأردن.
وقال "خسرنا شهداء ومصابين، ومن يريد امن واستقرار يجب ان يقدم الضحايا وهذا الوطن قدم شهداء واستطاع من خلال قوافل الشهداء ان يثبت وطن ويجب ان يعلم الأردنيين اننا بلد مستهدف ويجب أن ترص الصفوف خلف قيادة جلالة الملك".
وأضاف، أنه لا يريد من أي ضائقة اقتصادية أن تدمر مقدرات والوطن، داعيا إلى اللجوء للغة الحوار من خلال مؤتمر وطني لدراسة الوضع للخروج بتوصيات لتخفيف من الظروف الاقتصادية ويجب أن تفكر الحكومة مع الشعب في حل الازمة.
وأكد أن الأردن مستهدف من قبل اليمين الصهيوني المتطرف بقيادة نتنياهو، للمضي بصفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، لإجهاض اللاءات الثلاثة لجلالة الملك "كلا للوطن البديل وكلا للتوطين وكلا للرعاية والوصاية الهاشمية على القدس"، بالإضافة إلى مواقف الأردن الثابتة بخصوص القضية الفلسطينية.
وبين، "نعاني من التواصل الاجتماعي والقنوات والاعلام الخارجي والماجور وكل الجهات التي تستهدف الأردن وتحاول تغذية هذه المواقع من اجل تسليط هذه الأضواء على الأردن لإشاعة الفوضى لتحقيق مارب خاصة في غاية يعقوب وتأثير على أمن واستقرار الأردن من خلال المال وهذه تمولها جهات تستهدف الأردن، داعيا لحجبها وإعادة ضبطها لكونها مزعجة ومقلقة".
**على الجميع الهدوء
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد القطاطشة، إن الأصل بالخلايا الإرهابية النائمة أن تكون متابعة من قبل الأجهزة الأمنية.
وأضاف القطاطشة، في حديثه لـ عمون، أن الشخص الذي يتبع للفكر التكفيري عقيدته تشير إلى قتل أكبر عدد ممكن من القوات العسكرية، مؤكدا أن نشامى الأمن على الدوام يحملون أكفانهم على اكتفاهم؛ لذا من الطبيعي يستشهد رفاق سلاح وأبناء في الدفاع عن الأمن الوطني.
وشدد على ضرورة التفريق ما بين العمليات الإرهابية والاحتجاجات، حيث أن المطالب الاقتصادية في الوقفات السلمية لا علاقة لها بالعمليات الإرهابية على الإطلاق، مشيرا إلى غياب رئيس الوزراء بشر الخصاونة عن المشهد في صورة غير مسبوقة عن مثل هذه الأحداث الجسيمة.
ودعا الجميع إلى تكاتف الإيادي والهدوء قليلا لاستيعاب الموقف في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد، "على الحكومة أيضا الهدوء قليلا وعدم الخروج بتصريحات لا تنسجم مع السياق وعدم شيطنة الأردنيين، وعلى جميع الأردنيين الهدوء لنستعيد أنفاسنا وترتيب الأرواق مع التأكيد على أن هذا لا يعني عدم محاسبة الحكومة بسبب عدم التزامها بالقسم أمام جلالة الملك عبد الله الثاني".
وأكد، أن الخلايا الإرهابية النائمة تستغل حاجات المواطنين والاحتجاجات وانشغال الأجهزة الأمنية بها، فتقوم بتوجيه ضربتها إلى القوات الأمنية، مجددا الدعوة للمواطنين إلى التريث قليلا كون كاهل القوات الأمنية مرهق.
ولم يستبعد القطاطشة استغلال الأوضاع الراهنة في البلاد من جهات إقليمية، وخاصة تحت أنظار حكومة يمينية متطرفة تتشكل في إسرائيل التي تستغل كل أزمة لكنه في ذات الوقت أكد أن ذلك لا يعني أن تكون حلول الحكومة على جيب المواطن دون تفكير.
ويرى أن الخلايا النائمة قد تستغل أيّة ظروف بعدما فقدنا أربعة من أبنائنا مع التأكيد على ضرورة عدم الدخول في إضرابات أو احتجاجات حتى نهاية الشهر، معتقدا أن أحد أسباب التطرف عدم القدرة على إدارة الملفات الاقتصادية والذهاب نحو جيب المواطن، ما يؤدي إلى تأجيج الأوضاع في المملكة.
ولا يظن القطاطشة وجود أوامر فورية ما بين حملة الفكر المتطرف مع الجماعات المنظمة، استنادا لأبجديات استراتيجية تنظيم داعش الإرهابي التي تمنح الخلايا التقدير لاستغلال أي ظرف لتؤجج الأوضاع وتوقع أكبر عدد من الأجهزة الأمنية.
وأكد أن تلك الخلايا في الأغلب الأحوال ليسوا على فهم كبير من الدين الإسلامي الحنيف، "هؤلاء لديهم ظروف اقتصادية، واستغلتها تنظيم داعش الإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتم التغرير بهم وهذا يقع على عاتق جامعاتنا".
ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية تمتلك القدرة عالية على متابعة الخلايا الإرهابية مع الإشارة إلى أن هذا يتم التعامل معه في دول العالم كافة، "وهذا لا يمكن التنبؤ بالأفعال الإجرامية التي تقوم بها تلك الخلايا أي أننا أمام حالة متحركة من العمليات الإرهابية دون توقع، وليست بالضرورة علاقة للأوضاع الاقتصادية بل استغلال تواجد القوات الأمنية بالشوارع، وقاموا بضربتهم".
وشدد على أن تلك الجهات تعتمد على اللقاءات مع الخلايا في دولة أخرى لغايات التمويل الإرهابي في ظل مراقبة التحويلات المالية سواء من الأجهزة الأمنية أو البنوك، "قد يكون لديهم أعوان يمكنهم السفر إلى بلد ما والحصول على مبالغ مالية، وما يقوم به تلك الخلية لا يحتاج إلى مبالغ طائلة، فنحن نتحدث عن قطعة سلاح سعرها 500 دينار فقط، حيث أن جميع العمليات الإرهابية - وهنا خطورتها - لا تحتاج إلى مبالغ كبيرة".
ونوه إلى أن خطورة الفكر التكفيري يكمن في إيمانه الخاطئ أيديولوجيًا بأن تلك العمليات قد تضعه في الجنة، مستبعدا أن لا تعلن أي تنظيمات إرهابية تبنيها لعملية الحسينية ولا سيما أننا أمام حركات فردية.
**بلغوا عن حملة الفكر التكفيري
أما الفريق المتقاعد غازي الطيب قد قال إن شريعة التنظيمات الإرهابية تسعى إلى قتل الوطن والمواطن دون أدنى أيّة أهداف؛ لذا يتوجب أن نقف صفا واحدا.
وأضاف الطيب، الذي شغل منصب قاد القوات الخاصة سابقا، أن المعارضة السلمية شجع عليها جلالة الملك عبد الله الثاني وكفله الدستور لكن في ذات الوقت رفع السلاح، أمرا مرفوضا.
وتساءل الطيب كيف يمكن لهؤلاء أن يحللون شريعة القتل وكيف يسمحون لأنفسهم أن يجعلوا أسلوب حياة، ما يدعو إلى الفتنة والضلال في ظل بحث الناس عن التطوير.
واستذكر قول الإعلامي الراحل نايف المعاني حينما قال، "إين نروح؟.. أين سنذهب؟.. ومن طلع من داره قل مقداره"، مؤكدا ضرورة مقاومة الجماعات الرامية إلى القتل بكل قوة وارشاد المواطنين للانطواء تحتها.
ودعا إلى ضرورة الإبلاغ عن أي شخص يحمل الفكر المتطرف قبيل وقوع حوادث لا تحمد عقباها وزعزعة استقرار المملكة.
ويقدر الطيب، أن خلية الحسينية تعمل بموجب عوامل تأثير من مجموعات خارج البلاد مع التشديد على وجود مغررين لا يعلموا ماهية أهداف تلك المجموعات، وربما يتلقوا أموال مالية من الخارج لغايات التمويل.
ولفت إلى ضرورة أخذ الجامعات والمدارس المسألة على محمل الجد لتوعية الأبناء والطلبة على تلك الآفة التي تشجع على القتل.
وأكد عدم وجود اقبال كبير من الأردنيين على الانتساب للجماعات الإرهابية المتطرفة لكنه في ذات الوقت أشار إلى أن 2 بالمئة من الأشخاص المسلحين يلتفت الكثير من الناس لهم رغم من قلتهم.
وشدد على أن الأردن قادر على التصدي لمثل تلك العمليات الإرهابية بالرغم من التحديات التي تواجهه، مستبعدا إعلان جماعة إرهابية تبنيها لحادثة الحسينية.
وقال، إنه لا يوجد أية عائلة أردنية الا تمتلك منتسب للأجهزة الأمنية، رافضا رفع السلاح بوجه الأجهزة الأمنية..
** إعادة النظر في وجود السلاح
فيما أشار اللواء المتقاعد مروان العمد، إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية في سبيل جمع المعلومات حول التنظيمات التكفيرية والمرتبطين فيها، قائلا إن لولا ما قامت الأجهزة الأمنية بجمع المعلومات لكان حدث في الأردن اعمال كبيرة جدا.
وأكد أنه بالرغم من مقدرة الأجهزة الأمنية وكفاءتها، "الا ما يتسلل بعض الأحيان احدهم لكونه غير مربوط بهيكل تنظيمي وممكن أن يكون واحدا فقط ولا احد يعرف عنه شيء"، مشددا على أن ذلك لا يعني تقصيرا من الأجهزة الأمنية التي منعت العديد من الاعمال الإرهابية وضبطتها.
وشدد على أن ما لم يعلن عنه من العمليات والجماعات التكفيرية التي تم ضبطها اضعاف ما اعلن عنه، مؤكدا كفاءة اجهزتنا الأمنية في الحفاظ على امن الوطن والمواطن.
وعن الخلايا النائمة، أوضح العمد، أن الخلايا النائمة او الذئاب المنفردة فئة تتبنى الفكر المتطرف الإرهابي وتسعى لعمليات ممثلة في امكان تواجداها في حال لم تستطيع الالتحاق بالجماعات التكفيرية وهذه الفئة من الممكن ان تختار هدفها او تنفذه وتعلم عنه من التنظيم، مضيفا أنه من الممكن أيضا أن تقوم الجماعات التكفيرية من خلال تجنيد اشخاص اخرين وتأمين الأسلحة والمعدات لهم لينتظروا تعليمات القيام بعميات محددة او استغلال ظروف معينة تساعدهم لتنفيذها.
حول خلية الحسينية، قال العمد إن افراد الخلية مثل ما انتشر في الاعلام لهم علاقة مع تنظيم النصرة لكون الإرهابي منفذها له اخ في النصرة والأخر معتقل "ولا استبعد وجود اتصال مع خلايا في الخارج ومن الممكن انهم شكلوا خلية للتنفيذ".
وبين أن التنظيمات لا تعتمد على العدد لعدم وجودها في مواقع ثابتة، وذلك لانتشارها في أكثر من مكان ما يصعب تحديد عددهم، مشيرا إلى وجودهم بأعداد تظهر من خلال حدث معين، وانتشارها وتوزعها في نفس موقع الحدث يساعدها على تنفيذ عمليتها مثل ما حدث خلال الاحتجاجات على رفع الأسعار.
وعن تامين السلاح للخلايا النائمة، نوه العمد إلى أن هناك شقين من الممكن ان يتم تامين الأسلحة من خلالهما الأول من أن يقوم التنظيم بوضعه في نقطة ميتة ويذهب الشخص إلى النقطة الميتة ويحصل عليه، او ممكن ان توضع له أموال لشراء السلاح.
وأشار إلى استغرابه من ازدياد الأسلحة والتي باتت في متناول افراد المجتمع، لافتا إلى أهمية إعادة النظر في وجود السلاح بين فئات المجتمع، متأسفا من استهجان البعض لفكرة سحب السلاح.
ولفت إلى أن السلاح في يد المواطن من الممكن أن يقع في يد المخربين، مشيرا إلى ضرورة تنظيمه وتشديد الرقابة عليه ومصادرة أي قطعة غير مرخصة.
وشدد على أن اكبر خطر يواجه المجتمع هو ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يصل لكل بيت والذي يتم للأسف توزيعه وفبركته ويتم تداوله بين الناس مستغربا من بعض ما ينشر على السوشل ميديا وبعضها غير صحيح والناس تصدقها وينشتر وعند الحديث للناس عنه يغيب فترة ومن ثم يتم تداوله.
ووصف ناشري مقاطع الفيديو بالخارج "بالخون"، داعيا المجتمع إلى عدم متابعتهم لكونهم يبثون اخبارا مغرضة.
ولفت إلى أنه يلاحظ أن حملة الفيديوهات والرسائل الخارجية تكثر في أوقات وفي ظل ظروف معينة او اهداف معينة مثل الاحتجاجات السلمية التي اجازها الدستور والتشريعات، موضحا أنها تبدأ بنشر المعلومات الكاذبة وتخلق نوعا من الغضب والغليان عند المحتجين للقيام بأعمال فوضى وشغب من خلال تكسير او اغلاق طرق ومن خلال هذه الاعمال قد يظهر أصحاب فكر متطرف او أجندات خاصة يستغلوا هذه اللحظة بإطلاق النار على رجال الامن.
واقترح العمد، أن يبقى الشهيد حيا من ناحية الترفيع او الدخل المادي والامتيازات، التي يتمتع فيها زملائه في نفس دفعته، منوها إلى أن المفروض أن يتم ترفيعه في موعد ترفيع زملائه ويصرف الراتب لأهله وان يبقى حيا في وحدته لغاية الوصول إلى سن التقاعد، مشددا على أن ذلك هو التكريم الحقيقي للشهيد لا الحزن وتأليف الأغاني عند استشهاده وان يبقى حيا في وحدته إلى أن يصل لمرحلة التقاعد.
عمون