المعشر : لم يبق للرزاز عذر
صوت الحق -
كتب : مروان المعشر
ما الھدف من أي تعدیل وزاري لدى المواطن الأردني؟ بل ما الھدف من أي حكومة تشكل في غیاب إرادة شعبیة تأتي الحكومة من خلالھا للحكم؟ خرجت تحلیلات كثیرة قبل التعدیل الوزاري تتحدث عن النیة لإدخال شخصیات سیاسیة واقتصادیة تساعد الرئیس على مواجھة التحدیات القادمة من صفقة القرن ومن التحدیات الاقتصادیة الخانقة. وتحدث بعضھا عن تعدیل یساعد الرئیس في تعزیز الولایة العامة للحكومة، وعن انطلاقة جدیدة بعد عام من التأني والتروي.
أما وقد حدث التعدیل، فكیف نقرؤه؟ ما ھي آلیة التفكیر التي بحثت ومحصت لتخرج بمثل ھذا التعدیل الذي یصعب قراءتھ أكثر من كونھ یتعلق بالانسجام من عدمھ مع بعض الوزراء؟ ھل ھناك أي اعتبار، وأكرر أي اعتبار، للرأي العام وماذا یتوقع لیس فقط من التعدیل، بل من الحكومة بمجملھا؟ أعرف أن علینا أن ننتظر طویلا قبل أن نتوقع أن تنعكس الارادة الشعبیة في فكر وتوجھ حكوماتنا، ولكن ریثما یتم بناء نظام سیاسي نیابي حزبي جاد، ھل من الطوباویة أن نتوقع ولو قدرا یسیرا من احترام الارادة الشعبیة؟
لقد وضعت آمال كثیرة على ھذه الحكومة بالذات للبدء بنھج جدید في ادارة الدولة الاردنیة قوامھ استعادة الولایة العامة، ولو بالتدریج، وتقدیم خطة متكاملة للإصلاح السیاسي والاقتصادي والاجتماعي، ولو بالتدریج، وتجسیر فجوة الثقة العمیقة بین المواطن والدولة، ولو بالتدریج.
ألیست ھذه ھي التحدیات الرئیسیة التي تواجھ الاردن؟ فكیف یتم التصدي لأي منھا في مثل ھذه التعدیلات؟
ثلاثة تعدیلات وزاریة رفعت في كل مرة سقف التوقعات التي رافقت تشكیل الحكومة، لتھوي ھذه التوقعات للقاع بعد كل تعدیل، ولیترك الجمیع متسائلا: عن جد؟ ھل المطبخ الذي ینتج مثل ھذه التعدیلات، إن كان ھناك مطبخ، على صلة بما یجري في البلاد؟ أم أن ذلك لا یتم أخذه بعین الحسبان؟
أین الوازنون في ھذه الحكومة ممن یعرفون ما یجري في الشارع ویدركون حجم ھوة الثقة بین المواطن والدولة؟ ھل ھناك داخل الحكومة من یعتقد أن مثل ھذه التعدیلات تساھم في تجسیر ھذه الفجوة؟
تعجبت كثیرا وتألمت أكثر في السنة الاخیرة، كما تعجب وتألم العدید من الناس، وبقیت أعطي في قرارة نفسي الكثیر من الأعذار للرئیس، تارة أقنع نفسي أنھ قد یكون أرغم على ھذا القرار او ذاك، وتارة أقول لنفسي أن درایتھ بالأشخاص قد تكون محدودة ھنا وھناك. وكنت احیانا عدیدة أعزي تأنیھ في أخذ القرار لطبیعتھ الھادئة والمسالمة التي تنشد أعلى درجة من التوافق، وإقناع نفسي انھ سیأخذ القرار الصحیح في النھایة.
لم یبق في داخلي عذر أعطیھ للرئیس الیوم، وھو الصدیق الذي أحب واحترم، وسأبقى احب واحترم، ولكن حبي لبلادي یرغمني ان أكتب دون مواربة الیوم. تحدیات بلادي الیوم لم تبق مجالا للتردد والتروي والمجاملة والمساومات، ولا لتشكیلات حكومیة غیر مقنعة وغیر قادرة على مواجھة ھذه التحدیات. لا أستطیع إلا أن أصل الى قناعة بأن ھذه الحكومة لا تملك الحل، وأنھا لن تخرق السقف المنخفض التي وضعتھ ھي لنفسھا منذ تشكیلھا، فلم یعد مھما إن كانت غیر قادرة او غیر راغبة. أكتب ذلك بأسف كبیر وبألم عمیق.
سقف التوقعات لھذه الحكومة كان عالیا جدا، أما الیوم فقد بات واضحا أنھا لا تختلف كثیرا عن سابقاتھا. النیة الحسنة والنظافة وحسن المعشر صفات محمودة، ولكن لتعذرني الحكومة إن قلت انھا لا تكفي وحدھا لولوج المرحلة القادمة بثبات وبفاعلیة. (الغد)
ما الھدف من أي تعدیل وزاري لدى المواطن الأردني؟ بل ما الھدف من أي حكومة تشكل في غیاب إرادة شعبیة تأتي الحكومة من خلالھا للحكم؟ خرجت تحلیلات كثیرة قبل التعدیل الوزاري تتحدث عن النیة لإدخال شخصیات سیاسیة واقتصادیة تساعد الرئیس على مواجھة التحدیات القادمة من صفقة القرن ومن التحدیات الاقتصادیة الخانقة. وتحدث بعضھا عن تعدیل یساعد الرئیس في تعزیز الولایة العامة للحكومة، وعن انطلاقة جدیدة بعد عام من التأني والتروي.
أما وقد حدث التعدیل، فكیف نقرؤه؟ ما ھي آلیة التفكیر التي بحثت ومحصت لتخرج بمثل ھذا التعدیل الذي یصعب قراءتھ أكثر من كونھ یتعلق بالانسجام من عدمھ مع بعض الوزراء؟ ھل ھناك أي اعتبار، وأكرر أي اعتبار، للرأي العام وماذا یتوقع لیس فقط من التعدیل، بل من الحكومة بمجملھا؟ أعرف أن علینا أن ننتظر طویلا قبل أن نتوقع أن تنعكس الارادة الشعبیة في فكر وتوجھ حكوماتنا، ولكن ریثما یتم بناء نظام سیاسي نیابي حزبي جاد، ھل من الطوباویة أن نتوقع ولو قدرا یسیرا من احترام الارادة الشعبیة؟
لقد وضعت آمال كثیرة على ھذه الحكومة بالذات للبدء بنھج جدید في ادارة الدولة الاردنیة قوامھ استعادة الولایة العامة، ولو بالتدریج، وتقدیم خطة متكاملة للإصلاح السیاسي والاقتصادي والاجتماعي، ولو بالتدریج، وتجسیر فجوة الثقة العمیقة بین المواطن والدولة، ولو بالتدریج.
ألیست ھذه ھي التحدیات الرئیسیة التي تواجھ الاردن؟ فكیف یتم التصدي لأي منھا في مثل ھذه التعدیلات؟
ثلاثة تعدیلات وزاریة رفعت في كل مرة سقف التوقعات التي رافقت تشكیل الحكومة، لتھوي ھذه التوقعات للقاع بعد كل تعدیل، ولیترك الجمیع متسائلا: عن جد؟ ھل المطبخ الذي ینتج مثل ھذه التعدیلات، إن كان ھناك مطبخ، على صلة بما یجري في البلاد؟ أم أن ذلك لا یتم أخذه بعین الحسبان؟
أین الوازنون في ھذه الحكومة ممن یعرفون ما یجري في الشارع ویدركون حجم ھوة الثقة بین المواطن والدولة؟ ھل ھناك داخل الحكومة من یعتقد أن مثل ھذه التعدیلات تساھم في تجسیر ھذه الفجوة؟
تعجبت كثیرا وتألمت أكثر في السنة الاخیرة، كما تعجب وتألم العدید من الناس، وبقیت أعطي في قرارة نفسي الكثیر من الأعذار للرئیس، تارة أقنع نفسي أنھ قد یكون أرغم على ھذا القرار او ذاك، وتارة أقول لنفسي أن درایتھ بالأشخاص قد تكون محدودة ھنا وھناك. وكنت احیانا عدیدة أعزي تأنیھ في أخذ القرار لطبیعتھ الھادئة والمسالمة التي تنشد أعلى درجة من التوافق، وإقناع نفسي انھ سیأخذ القرار الصحیح في النھایة.
لم یبق في داخلي عذر أعطیھ للرئیس الیوم، وھو الصدیق الذي أحب واحترم، وسأبقى احب واحترم، ولكن حبي لبلادي یرغمني ان أكتب دون مواربة الیوم. تحدیات بلادي الیوم لم تبق مجالا للتردد والتروي والمجاملة والمساومات، ولا لتشكیلات حكومیة غیر مقنعة وغیر قادرة على مواجھة ھذه التحدیات. لا أستطیع إلا أن أصل الى قناعة بأن ھذه الحكومة لا تملك الحل، وأنھا لن تخرق السقف المنخفض التي وضعتھ ھي لنفسھا منذ تشكیلھا، فلم یعد مھما إن كانت غیر قادرة او غیر راغبة. أكتب ذلك بأسف كبیر وبألم عمیق.
سقف التوقعات لھذه الحكومة كان عالیا جدا، أما الیوم فقد بات واضحا أنھا لا تختلف كثیرا عن سابقاتھا. النیة الحسنة والنظافة وحسن المعشر صفات محمودة، ولكن لتعذرني الحكومة إن قلت انھا لا تكفي وحدھا لولوج المرحلة القادمة بثبات وبفاعلیة. (الغد)