رسالة عالية الصوت سمعها كوشنر من الملك عبد الله بتعبيرات واضحة المعالم حول الثوابت الاردنية

{title}
صوت الحق -
أبرق جلالة الملك عبد الله الثاني برسالة واضحة خلال لقائه كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، مفادها أن الأردن يؤمن بحل الدولتين خياراً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ولإحلال السلام المنشود بعد سنوات من الصراع عانى معها الشعب الفلسطيني في سبيل تحصيل حقه المسلوب على أرضه وترابه الوطني.


الرسالة الأردنية واضحة ولا تقبل التأويل أو المزاودة، فالتمسك بقرارات الشرعية الدولية وخيار حل الدولتين الذي تدعمه قوى عدة في العالم، هي الطريق الآمن لتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، والأردن الذي يقدم القضية الفلسطينية أولوية على كل القضايا، لا يمكن أن يتنازل عن ثوابته في الدفاع عنها، فهي قضية مصير ووجدان لكل أردني وعربي ومسلم.


وعلى النحو الذي بقي مؤمناً به وساعياً لتحقيقه، يؤكد جلالة الملك ضرورة تكثيف جميع الجهود لتحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية.


إن هذا الموقف، يبدد كل المخاوف والتساؤلات، ويبقي جبهتنا صلبة، بعد حالة التناغم الرسمي والشعبي التي عبّرت بوضوح عن رفض الأردن لأي تنازلات بحق القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ويتناغم مع ثلاثية «كلا» الملكية، فكلا للتنازل عن القدس، وكلا للتوطين وكلا للوطن البديل، وهي رسائل للداخل والخارج أن الأردن لن يقبل بأي حلول على حسابه وبأي حلول تتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والشرعية.


وبالخيارات السياسية وشبكة العلاقات الدولية والمساحات الدبلوماسية التي يمتلكها الأردن وثقة واحترام المجتمع ببلدنا وبقيادتنا، فإن أي لقاءات جرت أو ستجري، لن نحيد فيها عن ثوابتنا، ولا يتوجب الإنصات لأي صوت مشكك، فالأردن دولة تتعامل مع أنظمة ومع قرارات شرعية، وندرك معادلات الإقليم والعالم، ولا بد من تنويع خياراتنا، والبحث عن مخارج وتوافقات، تصب في المحصلة في الدفع قدماً بمسار عملية السلام، واجهاض أي مخطط يستهدف الأردن أو النيل من حق الشعب الفلسطيني، فحضورنا أو مشاركتنا بأي اجتماع، لن يكون إلا في خانة الضغط والتحشيد لصالح قضيتنا الفلسطينية، مستندين على جبهة داخلية صلبة بقيادة حكيمة وأجهزة قوية، تجتمع كلها في خندق واحد، عنوانها أن الأردن وفلسطين همٌّ واحد ومصير واحد، ولا تنازل عن ثوابتنا، مهما تعالت الضغوطات، وعليه يتوجب الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا، التي ما ساومت يوماً ولن تساوم على وطنها وأمتها.