“الاعتكاف المبكر” في الأقصى يفتح باب خلافات داخلية بين “الأوقاف” والحراك الشبابي

{title}
صوت الحق -

بالرغم من عدم بدء ليالي الاعتكاف في شهر رمضان، والتي تحددها دائرة الأوقاف الإسلامية في العشر الأواخر من الشهر، إلا أن حملات واسعة انطلقت خلال الأيام الماضية، تطالب بتقديم موعد الاعتكاف، والبدء به بشكل فوري، من أجل حشد أعداد كبيرة من المصلين، للتصدي للمستوطنين المتطرفين، الذين يخططون لاقتحامات واسعة للمسجد خلال "عيد الفصح” اليهودي.

وبسبب تلك الدعوات التي تنادي بتقديم موعد الاعتكاف، ظهر خلاف بين القائمين على الدعوة، وبين دائرة الأوقاف الإسلامية، التي تصر على بدء العملية في موعدها الرسمي كل عام، وترجع  السبب في ذلك للتحضيرات التي تلزم الأمر.

وفي هذا السياق، نقلت تقارير محلية عن مدير دائرة أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، قوله إن المسجد الأقصى تديره "مؤسسة مسؤولة”، ويشير إلى وجود 22 عضو مجلس أوقاف، ويقول إن هؤلاء الأعضاء كلهم علماء وشخصيات مقدسية، ويقدرون الظروف في مدينة القدس وظروف المسجد الأقصى المبارك، علما أن منهم من له خدمات تزيد عن 50 عاما في القدس.

ويوضح أن مجلس الأوقاف يقدر كل حركة في القدس وفي كافة النواحي، وأنه منذ عام 1967، هناك اعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، ويضاف إلى ذلك أيام الخميس والجمع، لكون المصلين يأتون من خارج القدس، ومن الأردن، وغزة ومن بعض الدول العربية والإسلامية.

ويشير إلى أن هذه القرارات ليس بالجديدة على الأوقاف الإسلامية، ويوضح بأن هذا كان قرار مجلس الأوقاف، وقال إنه "القرار الصائب”.

وعندما تحدث الخطيب عن عدم فتح المسجد للاعتكاف في باقي أيام الأسبوع، قال: "هذا موضوع سياسي لا أستطيع أن أتحدث فيه، هنالك بعض الأمور فوق طاقتنا، لا أكثر ولا أقل”.

كما تداول نشطاء على مواقع التواصل صورة لقرار مدير عام أوقاف القدس، تحدد أيام الاعتكاف بالعشر الأواخر من رمضان.

لكن هذه الخطط من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية، التي تديرها المملكة الأردنية الهاشمية بصفتها صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، فتحت باب خلاف مع نشطاء المدينة وحتى مع بعض الفصائل التي نادت بضرورة فتح المسجد في هذه الأيام للاعتكاف، بهدف زيادة عدد المصلين، واستغلال الأمر في التصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين الذين ينوون تكثيف الاقتحامات وزيادة وتيرتها، وتنفيذ "طقوس تلمودية” خلال "عيد الفصح” الذي يحل الأربعاء المقبل.

ولذلك دعا الحراك الشبابي الشعبي في القدس المحتلة، جماهيرَ القدس والضفة الغربية ومناطق الـ48، إلى "الزحف المقدس” إلى المسجد الأقصى المبارك "بنية فرض الاعتكاف العظيم والثبات والصمود لتثبيته”، بدءا من صلاة التراويح ليلة 11 رمضان، ومواصلته حتى نهاية الشهر الفضيل.

وبدا أن الدعوة هذه جاءت بدون تنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية، حيث أوضح الحراك الشبابي أن الاعتكاف في المسجد الأقصى "بات مسألة وجود لابد أن تنتصر فيها إرادة شعبنا”، داعيا الفلسطينيين للاستعداد لـ”معركة الرباط والتصدي لعدوان الفصح اليهودي بدءا من صباح الأربعاء الموافق 14 رمضان، لتبديد أوهام العدو في فرض هيكله المزعوم مكان الأقصى”.

هذا الحراك الشبابي المقدسي، توعد بالدفاع عن المسجد الأقصى، وإفشال خطط الجماعات الاستيطانية التي تريد "ذبح القرابين”، وقال في بيان أصدره: "نؤكد للعدو بأن عدوان الفصح على الأقصى لن يكون نزهة، وأن في القدس رجالا تعرف كيف تذيقه الويل؛ وأن وهم القربان في الأقصى سيكون خطوة جديدة على طريق نهايتكم التي بدأت”.

وانتقد هذا الحراك بشدة الحكومة الأردنية وأوقاف القدس، ودعاهم لـ”وقف التنسيق الأمني المخزي في الأقصى”.

جاء ذلك في الوقت الذي تشير معلومات واردة من القدس، إلى أن محاولات عدد من النشطاء الاعتكاف في المسجد الأقصى، فشلت خلال الأيام الماضية، لعدم وجود غطاء رسمي لها من دائرة الأوقاف الإسلامية، وبسبب تدخل قوات الاحتلال، التي قامت بإخراج المعتكفين من المسجد بالقوة.

ووفق أنباء مؤكدة، فإن عشرات المصلين تمكنوا ليل السبت من الاعتكاف في المسجد الأقصى، تلبية لدعوات الحراك الشبابي، ومن المتوقع أن يزيد العدد، في حال لم تكن هناك أي عملية اعتداء من شرطة الاحتلال تمنع ذلك، خاصة وأن شرطة الاحتلال، قطعت التيار الكهربائي عن المنطقة التي تواجد فيها المعتكفون وهي "المسجد القبلي” داخل الأقصى.

وإسنادا لدعوات الاعتكاف المبكر في المسجد الأقصى، انطقت "حملة إلكترونية” على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى هاشتاغ: "افتحوا الاعتكاف في الأقصى”، كتب الكثير من المشاركين في تلك الحملة، تدوينات طالبت الأوقاف الإسلامية بفتح باب الاعتكاف، للتصدي للأخطار التي تهدد المسجد.