بعد انتقاده للحزب المدني الديمقراطي … هل ندم الشرفات على مقاله الأخير ؟

{title}
صوت الحق - لوزان عبيدات 
لم يكن يتوقع عضو حزب الميثاق الوطني ، الدكتور طلال الشرفات ،  ردود الأفعال الصعبة التي تلقاها عقب حديثه عن الحزب المدني الديمقراطي " تحت التأسيس " في مقال نشره عبر موقع إخباري الكتروني محلي .
 
وقد تعمد الشرفات بفتتاحية المقال بوصف مؤسسي الحزب على انهم اقتحموا مفاصل السلطة ، قائلا " كنت دائماً أساير القلق من توجهات البعض الذين اقتحموا مفاصل السلطة، وتسللوا إلى أكثر الأماكن خطورة على هوية الدولة وركائز صمودها منذ منتصف التسعينات؛ عندما طفق الليبراليون الجدد في التبشير بآمال اقتصادية واجتماعية لم ننل منها سوى المعاناة والخيانة والثبور، وما كنا يوماً رافضين للآخر إلا في حدود فهم مخاوفنا حول هويتنا الوطنية، وسلمنا الأهلي، وعيشنا المشترك، ومصالحنا الوطنية العليا المكللة بتضحيات شهداء الوطن وبُناته الأوائل منذ تأسيس الدولة، دولة الهوية والرسالة " .
 
ولم يكتفي الشرفات بهذه المقدمة ، استمر في انتقاد المبادئ الأساسية للحزب وذلك بالقول " قرأت بتمعن المبادئ الأساسية لحزب "الدولة المدنية” المصاغة بمكر ودهاء شديدين؛ انتابني شعور اختلطت فيه الإدانة، والقلق، والرفض وإعلاء سقف المخاوف التي يتوجب أن نعلن فيها؛ أن تلك المقترحات بقضّها وقضيضها تهدف إلى إلغاء الدستور، وهدم كيان الدولة، وتذويب هويتنا الوطنية والفتك بها، وثوابتنا الراسخة بهذا الفضاء المظلم المتسلل الخطير الذي يخلط بين التنافس البرامجي المشروع، وضرب بنية الدولة وتسلسل نهوضها المشروع بأفكار مرفوضة تلغي الدستور، وقيم المجتمع وتقاليده وإرثه الفكري والعقائدي المصان " 
 . 
ولم يتوقف الشرفات عند انتقاد المبادئ فقط ، استمر بإنتقاد أدبيات الحزب وثوابته و ذلك بالقول "  أن ما ورد في أدبيات "حزب الدولة المدنية” أصابنا بالذعر والقلق على تجربتنا الديمقراطية برمتها، والسبب أنه يرنو بتلك الدعوات إلى تغريب المجتمع، وضرب معظم قيمه الحيَّة باسم "الحرية الفردية” و”المساواة الكاملة” في المشاركة بالخدمة العامة في القطاع العام " . 

لم يكن مقال الشرفات عبارة عن تعدد كلمات وجمعها في جمل ونشرها في مقال ، بل جميع فقرات مقالاته كانت تحوي هجوم واضح وصريح على اعضاء الحزب دون معرفة الأسباب حول ذلك . 

من جهته ، رد النائب السابق ، المحامي قيس زيادين ، أحد مؤسسي الحزب المدني الديمقراطي ،  على مقالة الشرفات بكتابته منشورا عبر صفحة الرسمية على منصة التواصل الإجتماعي ، فيسبوك ، " مقال العين الاسبق يدل على فوبيا من الوعي، و ابوية ووصاية "فاضحة" على المجتمع و الناس في ظل اصلاح سياسي و تعددية محتومه " . 

كما أرفق زيادين الرابط الخاص للمقال لإطلاع المتابعين عليه ليتلقى ردود أفعال معارضة لهذه المقالة ، مبينا أن دراسة الخيار القضائي للرد على هذه المقالة مازال قائما . 

من ناحيته ، قال المهندس عدنان السواعير ،  وهو عضو مؤسس آخر في الحزب المدني الديمقراطي ، " من المؤلم ان تقرأ لشخص قانوني ما يثبت عدم معرفته بالقوانين النافذة " . 

وأضاف " أولاً الحزب المدني الديمقراطي الأردني "تحت التأسيس" تخطى مرحلة الموافقة على تسجيله في الهيئة المستقلة، لو لم يكن ملتزمًا بثوابت الدولة الاردنية وعلى رأسها الدستور لما تمت اجازته، هذه هي قاعدة أساسية على الكاتب معرفتها

استخفاف الكاتب برأي الشارع الأردني والذي باعتقاده انه سيصدق كل ما يكتب، نفس الكاتب سبق وأن هاجم أحزاب أخرى ومن ضمنها الحزب الذي ينتمي له "


وتابع " من المؤكد أن الحزب لم يخالف الدستور، إنما الكاتب نفسه خالفه عندما وصف المساواة الكاملة بين الجنسين في المشاركة بالقطاع العام بأنه ضرب لقيمنا الحية.

نساء الأردن ناضلن ليحصلن على المساواة واستطعن الوصول لذلك في القطاع العام وبعض مؤسسات القطاع الخاص والكاتب يريد هدم كل ذلك " . 

هلوسة القوى الظلامية والتي انتفعت خلال العقود الماضية تتصرف وكأنها هي من تملك صكوك الغفران لهذا الحزب او ذاك.
وزاد " كم كنت سعيدًا عندما قرأت ردود الزملاء من خلال صفحة الحزب، ندخل في نقاشات كثيرة ونختلف في كثير من الأحيان، لكن هذا المقال وحد اليوم أعضاء الحزب بطريقة مذهلة، حجم التضامن الذي وصلنا من صديقات واصدقاء خارج الحزب كان ذو حجم مذهل " . 

وختم حديثه بالقول " سنستمر في نهجنا لتحقيق رؤية جلالة الملك في مسيرة التحديث السياسي والوصول للامل المنشود وهو أردن أقوى ذو تعددية سياسية من خلال أحزاب صاحبة برامج ورؤية مستنيرة " . 

إلى ذلك ، أكد عضو الحزب الديمقراطي الإجتماعي ، وائل المنسي ، أن مقال الشرفات يعتبر تشويه مقصود للحزب وخطاب غير مقبول ويحتوي على تشوية واضح لمفهوم الدولة المدنية . 

وأضاف المنسي " أرفض هذا الرأي والانتقاد الموارب لحزب تحت التأسيس والذي يحدد تجاوزه على الدستور والقوانين والنظام هو فقط الجهات الرسمية ممثلة بالهيئات المستقلة للانتخاب ، وليس رأي شخص وخاصة انه حزب منافس " .  
وختم المنسي بالقول " ليس وقته وبكير على المنافسة الشريفة والاخلاقية ، فكيف بمنافسة غير نزيهة تعتمد بالضرب تحت الحزام " . 

واستهجن المحامي ، حمادة أبو نجمة ، أحد مؤسسي الحزب المدني الديمقراطي ، في منشور له عبر ، الفيسبوك ، مقال الشرفات وذلك بالقول " أن يتصدى رجل قانون ومشرع سابق لمبدأ المساواة الذي ضمنه الدستور ويعتبر أن "المساواة الكاملة" في المشاركة بالخدمة العامة في القطاع العام ضرب لمعظم قيم المجتمع الحيَّة ويهاجم الأحزاب التي تدعوا لمبادئ الحرية والمساواة ويشبهها بالداعشية " . 

والسؤال هنا وبعد ردود الأفعال الصعبة التي جاءت ردا على المقال " هل ندم الشرفات على مقالة الأخير " ؟