أجساد أنهكها الوصم والتمييز... تعامل الإعلام الخاطئ زاد من معاناة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري

{title}
صوت الحق -
خالد رشيد - عمان - ستة وثلاثون عاماً على ظهور اول حالة إصابة بمتلازمة "الإيدز" في الأردن، ولا يزال المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري يعانون من الوصمة والتمييز، فما دور الإعلام والتعامل الخاطئ من قبل ناشطي منصات التواصل الاجتماعي مع الفيروس بنشر الوصمة؟

بحسب آراء الخبراء والمختصين تبين أن للإعلام أثر كبير في انتشار الوصمة والتمييز أو القضاء عليها بحسب طريقة التعامل مع الموضوع إعلاميا، حيث أشار الدكتور صدام المشاقبة أستاذ الاعلام في جامعة الشرق الأوسط الى ان الاعلام يلعب دوراً هاماً في تشكيل وعي المجتمعي، وصياغة مفاهيمه وادراكه، لافتاً الى ان بعض وسائل الاعلام العربية ترتكب أخطاء كثيرة خلال تغطيتها للقضايا المتعلقة ب معاناة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري.

وشدد المشاقبة على أهمية تأهيل الصحفيين عبر إقامة ورش عمل للتعامل مع الصحافة الصحية، خاصة فيما يتعلق بمرض "الايدز".

بيَن عبد الله الحناتلة مدير مركز سواعد التغيير لتمكين المجتمع أن المسبب الرئيس للتعامل الخاطئ من قبل الإعلام مع قضايا فيروس نقص المناعة البشري يعود للخلفية غير علمية وغير صحيحة، مشيراً إلى أن التعامل الخاطئ يكون في جميع المستويات الإعلامية.

وذكر الحناتلة مثالاً على التعامل الخاطئ من قبل الإعلاميين مع قضايا المتعايشين مع الفيروس، يتمثل بتركيز الاعلام على طريقة انتقال العدوى للمريض، مضيفاً: "مجرد السؤال عن طريقة انتقال العدوى للمصاب يعد بحد ذاته وصم وتمييز ضد المتعايش مع الفيروس وتصنيف المصابين للتعامل معهم بحسب طريقة الإصابة".

وبدورها أوضحت مها الصلاحات الاخصائية النفسية، والمختصة بتقديم المشورة للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، الأثر النفسي الذي يصيب المتعايشين مع الفيروس بسبب المحتوى المغلوط على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.

وأضافت الصلاحات: "إن المحتوى المغلوط قد يقود المتعايش للانهيار، ولأن يظن نفسه هالك لا محالة رغم أن الالتزام على العلاجات تمنع تطور الحالة المصابة وتمكنها من العيش بشكل طبيعي".

ومن الناحية الأخرى سعت منظمات دولية العاملة في مجال مساعدة مرضى نقص المناعة البشرية لتحسين المحتوى الإعلامي الذي يتناول قضايا المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، عبر تعيين سفراء لنشر التوعية ومكافحة الوصمة ضد الفيروس والمتعايشين معه.

وأكد منتصر القوادري سفير الشباب لمكافحة الايدز والوصمة ضد المتعايشين مع الفيروس في المنطقة العربية على ضرورة أخذ النواحي العلمية والاجتماعية قبل التطرق إلى أي موضوع إعلامياً، مشدداً على أهمية الدور الموكل إليه إعلاميا في الوطن العربي لمكافحة الأفكار المغلوطة ونشر المعلومات الصحيحة عن طرق الوقاية وانتشار العدوى.

 وتابع القوادري: "تنتشر أفكار مغلوطة توصم المتعايشين بأنهم أشخاص خطرين، ويزعم البعض ضرورة توخي الحذر عند التعامل معهم، مؤكداً على أن هذه الأفكار خاطئة ولا صحة لها، معللاً أسباب انتشارها بوجود معلومات خاطئة تخص طرق انتقال العدوى".

"مئات الحالات المؤكدة في الاردن، بحسب تقرير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز التابع لوزارة الصحة الأردنية، ومصير تلك الحالات مقترن بنشر التوعية إعلاميا ومكافحة المعلومات المغلوطة عن الفيروس والمتعايشين معه، إذ تبين أن تدني الثقافة حول الفيروس لدى أفراد المجتمع المسبب الرئيسي للوصمة."

وبلغ عدد مرضى الإيدز في الأردن، في الفترة ١٩٨٦ حتى ٢٠٢٢، نحو ٥٣٩ حالات، وفقا لمدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في وزارة الصحة، لافتاً الى ان هناك حالات لم يتم الكشف عنها، مشيرا إلى حاجة البرنامج الوطني للدعم المادي للقيام بالدراسات وحملات التوعية عبر وسائل الإعلام
.
في ظل استمرار اكتشاف حالات لإصابات جديدة بنقص المناعة البشرية، بات من الضرورة إعادة النظر بكيفية تناول وسائل الاعلام لهذه القضية، لتشكيل وعي مجتمعي سليم، اتجاه المرض والمرضى المصابين به.