عميد تكنولوجيا المعلومات بـ "اليرموك " يحذر من تكرار قطع الاتصالات والتعتيم الرقمي في غزة

{title}
صوت الحق -



حذر عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الردايدة، من التأثيرات الكارثية لتعمد الاحتلال الاسرائيلي تكرار قطع الاتصالات وخدمات الانترنت عن قطاع غزة بهدف فرض التعتيم الرقمي عن الاحداث المأساوية في القطاع.

 وقال إن قطع الوسائل الرقمية من الاتصالات والانترنت في ظل العدوان الذي تتعرض له غزة، لا يقل أهمية عن قطع المياه والدواء والطعام.


وأضاف أن حظر المحتوى الرقمي له تأثيرات كارثية على المدنيين، يتمثل بإبعاد العيون عن أحداث العدوان، والقيام بجرائم ضد الإنسانية دون مراقبة، وبالتالي يصبح من الصعب الكشف عن الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين، مبينا أن حظر نشر المحتوى لطرف يقع تحت الحرب يؤدي إلى زيادة العدوان الفعلي وارتكاب الجرائم، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات دون رقابة أو مسؤولية.

ووصف الردايدة حظر المحتوى الرقمي وقطع وسائل الاتصالات بالظلام او التعتيم الرقمي، إذ يصبح من الصعب الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حول ما يجري في مناطق الحرب، ما يؤثر على قرارات المجتمع الدولي وقدرته على التدخل بفعالية لمنع تصاعد الاعتداءات، كما ويمكن أن يشكل التعتيم الرقمي في حالة الحرب تحديًا كبيراً ويمكن أن تتعرض البنى التحتية السيبرانية للهجمات والتدمير وفقدان البيانات الحساسة والمعلومات الحيوية، مما يمثل تهديدًا لأمان واستراتيجيات الدول.

وأكد على أن الظلام او التعتيم الرقمي يهدد الشفافية والحق في معرفة الحقائق، لافتا الى ان قطع الإنترنت في سياق حدث ما كالعدوان الدائر على غزة، من شأنه التعتيم على الأخبار والوقائع عن الرأي العام ما يقلل من القدرة على مراقبة هذه الأحداث ومعرفة الحقائق.

ولفت الى ان ما مارسه ويمارسه الاحتلال الإسرائيلي في حربه ضد غزة من تعتيم رقمي وظلام اعلامي يُمثل جريمة حرب، لأن حظر المحتوى يساعد في صعوبة تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة، ويمكن من استمرار الانتهاكات دون تدخل دولي أو محاسبة.

وأشار الردايدة إلى ان حالات تعمد الاحتلال قطع خطوط الاتصالات والإنترنت والتشويش على قطاع غزة كان يتزامن مع هجمات عنيفة للطيران والمدفعية الإسرائيلية ضد المدنيين العزل ،  كما وأن انقطاع خدمات الهواتف والإنترنت أدى لعزل سكان غزة عن العالم وعن بعضهم البعض، وعليه فقد تعذرت فرص الاتصال حتى بسيارات الإسعاف، مستشهداً بما اشارت إليه منظمات الإغاثة الدولية من أن الانقطاع لخدمات الاتصالات أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني من خلال إعاقة عمليات الإنقاذ.

واوضح أن دولة الاحتلال تتحكم بقطاع الاتصالات في كل فلسطين وفي الكابلات التي تربط الضفة الغربية المحتلة بغزة وبالكابلات الدولية، مشيرا الى أن "القطع" لا يحدث نتيجة القصف على الكابلات، وإنما يحدث بشكل متعمد من قبل شركات الاتصالات التابعة للاحتلال.

 وفيما يخص منصات التواصل الاجتماعي، قال الردايدة إن التقارير أكدت وبدا واضحا لكافة المستخدمين ان هذه المنصات انحازت وبشكل واضح مع إسرائيل ودعمت ما قامت به ضد الشعب الفلسطيني في غزة، حيث مارست هذه المنصات تعتيما رقميا بحظر الحسابات التي تعمل على إظهار حقيقة العدوان على غزة، تحت ذريعة عدم السماح للمستخدمين بنشر صور الدماء والدمار الذي أحدثته إسرائيل في غزة.

وتابع أن هذا الحظر شكل تعتيما إعلاميا ورقميا، كما وان حظر الحسابات التي تعمل على إظهار حقيقة العدوان على غزة أثر بشكل كبير على القدرة على نقل المعلومات والتوعية بما يجري على أرض غزة وأدى إلى قمع المعلومات الصحيحة وزاد من محاولات التضليل وتشتيت الجهود الإعلامية وتفكيك الشبكات التي تعمل على نقل الأخبار والمعلومات. 

وبين انه في شكل آخر من اشكال التعتيم الرقمي، فقد بينت بعض التقارير بان المنصات الرقمية ومنصات التواصل شهدت تزايدا في المنشورات التي تحرض على الفلسطينيين والسردية الفلسطينية والجهود المناصرة لقضية غزة وأهلها وكذلك تم التحريض على الناشطين والمؤثرين على وسائل التواصل الذين يدعمون ويقفون مع غزة وأهلها. وعلاوة على ذلك فقد اشارت بعض التقارير إلى ان هناك قرصنة متعمدة تجاه المناصرين للقضية الفلسطينية من خارجها من العرب والأجانب.

ولفت الردايدة إلى أنه وفي سياق الجهود التي من الممكن ان تساعد في اصلاح البنية التحتية في قطاع الاتصالات والمعلومات في قطاع غزة، فقد دعت جمعية شركات تكنولوجيا تقنية المعلومات "انتاج" في الأردن إلى الانضمام للمبادرة النوعية الاغاثية لدعم إعادة اعمار وتأهيل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في غزة بعد الدمار الذي لحق به.

ودعا الردايدة شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن إلى الانضمام لمبادرة "صندوق غزة للتعافي السريع" في قطاع الاتصالات والانترنت التي أطلقها اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية في خطوة تضامنية مع غزة وأهلها.