7 أكتوبر و"حلل يا دويري" .. مسميات بمواجهة "الضوابط الأردنية" ما بين الدعم والرفض
صوت الحق -
رغم تراجع أحد الأردنيين عن تسمية مطعم يملكه في مدينة الكرك جنوبي الأردن باسم "7 أكتوبر" وهو تاريخ عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، إلا أن الفكرة راقت لعدد آخر من الأردنيين بإطلاق مسميات مرتبطة بالحدث على محلات تجارية لهم في عدد من المناطق الأخرى لا سيما في العاصمة عمان على غرار "حلل يا دويرى".
وبحسب تصريحات مالك المطعم باسل الصرايرة، فإن تراجعه عن تسمية مطعمه بـ"7 أكتوبر" بعد يومين فقط من تعليق اللافتة، جاء لأسباب ترتبط بشروط ومتطلبات الترخيص. لكن مسؤولين إسرائيليين احتجوا على إطلاق اسمم المطعم، وطالبوا الأردن بوقف وإلغاء هذا الاسم.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في تغريدة عبر حسابه على منصة "X": "يجب أن يتوقف التمجيد لـ7 أكتوبر، ونتوقع من الحكومة الأردنية أن تدين هذا الأمر علناً وبشكل لا لبس فيه".
كما طالب وزير البناء والإسكان في حكومة الاحتلال يتسحاق جولدكنوفف، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية يسرائيل كاتس بتقديم احتجاج رسمي للحكومة الأردنية على خلفية افتتاح مطعم "7 أكتوبر".
كما تداولت الصحف الإسرائيلية خبر تسمية المطعم بتاريخ، حيث ذكر موقع "يلا نت" الإسرائيلي أن تسمية المطعم بهذا الاسم دليل آخر على تدهور العلاقات بين عمان وتل أبيب. ويرتبط الأردن والاحتلال الإسرائيلي باتفاقية سلام منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي.
ويأتي إطلاق اسم "7 أكتوبر" على هذا المطعم، في وقت اتجه الأردنيون إلى أساليب جديدة للتضامن مع الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان مدمر وحصار قاتل لسكانه وإظهار التضامن مع المقاومة الفلسطينية الصامدة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورغم تراجع صاحب مطعم الكرك عن تسمية "7 أكتوبر"، تداول نشطاء أسماء محلات تجارية أخرى تحمل ذات الاسم أو مدلولات أخرى مرتبطة بعملية "طوفان الأقصى" ومن ذلك "حلل يا دويري" في إشارة إلى التحليلات العسكرية التي يقدمها الخبير الاستراتيجي اللواء فايز الدويري على إحدى القنوات التلفزيونية العربية لما يجري في غزة. كما حملت واجهات بعض المحلات لوحات بمسميات أخرى في محاولة لتلبية متطلبات الترخيص.
وقال مصدر إن هناك تشريعات وضوابط خاصة بتسجيل الأسماء التجارية ومحددة بقانون في الأردن، مضيفا أن ضوابط ومحددات تسجيل واستخدام الأسماء التجارية واضحة بموجب التشريعات التي تنظم عملها وهي تحظر تسجيل الأسماء في بعض الحالات.
وبدوره، قال مسؤول أردني في غرفة تجارية، إن الغرفة لا ترفض تسجيل أي اسم تجاري ما دام أنه حاصل على الموافقات اللازمة وضمن القوانين المعمول بها، مشيرا إلى أنه لم يتقدم أحد بالتسجيل لأسماء مثيرة هذا الوقت.
وأضاف المسؤول التجاري الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن اختيار بعض الأسماء المثيرة للاهتمام يرجع إما للتعبير عن مواقف سياسية معينة كمساندة الأشقاء الفلسطينيين أو في إطار عاطفي وأحيانا لغايات تسويقية وترويجية كون بعض الأسماء سريعة الانتشار والتداول بين الأشخاص.
وأضاف أن التسويق يعتمد في أحد أركانه على اختيار الاسم، خاصة التي تلامس عواطف الناس ومواقفهم واحتياجاتهم ويجدونها ملاذا للتعبير عن مواقفهم وتوجهاتهم. وتابع: "بالتأكيد أي سلعة أو متجر يعبر عن دعم لفلسطين ويعبر عن إدانة الاحتلال الإسرائيلي ينتشر بسرعة ويقبل عليه الناس كما حدث في مطعم 7 أكتوبر لمجرد تعليق لوحته".
حرب غزة والاقتصاد في الأردن
وتشهد العاصمة عمان والمدن الأردنية الأخرى فعاليات مساندة للقضية الفلسطينية والتنديد بالعدوان الإسرائيلي بشكل مستمر ومطالبة الحكومة بإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال وإيجاد البدائل لشراء الغاز والمياه منه.
وتأتي العلامات التجارية التي تدعم الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال، في وقت تتزايد تحركات النقابات المهنية ولجان مقاومة التطبيع لتوسيع نطاق حملات مقاطعة السلع الإسرائيلية وكذلك الأميركية، في ظل دعم واشنطن عدوان الاحتلال الوحشي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكانت غرف الصناعة والتجارة في الأردن والنقابات المهنية أعلنت سابقاً عن إجراءات بحق من يقيم علاقات اقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال، ومن ذلك اعتماد قائمة سوداء للمطبعين ونشر أسمائهم وعدم التعامل معهم.
العربي الجديد