الدكتور الرجبي يكتب الحوار الوطني: طوق نجاة الأردن في مواجهة التحديات
د. محمود ابوفروة الرجبي
في خضم التحولات العالمية المتسارعة والتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة، يقف الأردن أمام مفترق طرق حاسم. فهل سيستسلم للأزمات ويغرق في دوامة اليأس، أم سيتخذ زمام المبادرة ويبدأ حوارًا وطنيًا بناءً يجمع كافة أطياف المجتمع للبحث عن حلول جذرية لمشاكله؟
الحوار الوطني في هذه الـمرحلة ليس مجرد ترف فكري أو شعار سياسي، بل هو ضرورة ملحة وحاجة ماسة للأردن، فهو المنطلق الذي يمكن من خلاله تحديد أولويات الأردنيين في الحياة، بعيدًا عن الأجندات الشخصية والمصالح الضيقة، وليجيب على أسئلة حائرة تدور في أذهان كثير من الأردنيين: فهل الأولوية للتعليم أم الصحة؟ هل للأمن أم للحرية؟ هل للتنمية أم للعدالة؟ هذه الأسئلة وغيرها يجب أن يجيب عليها الأردنيون أنفسهم، من خلال حوار شفاف وصادق، خاصة أننا مقبلون على مرحلة جديدة، وانتخابات مختلفة عما سبقها.
كما أن الحوار الوطني هو السبيل الأمثل لمناقشة القضايا الشائكة التي تؤرق الأردنيين، مثل المديونية المتراكمة وسبل تقليلها، وكيفية تقليص الاعتماد على الدولة في كل شيء، وتشجيع العمل الحزبي وتفعيل دوره في الحياة السياسيةلما له من تأثيرات إيجابية على الحياة العامة في بلدنا، وتطوير القطاع العام ليكون أكثر كفاءة وفاعلية، ومعالجة مشكلة البطالة المتفاقمة التي تهدد مستقبل الشباب، وغيرها فلا بد لنا أن نعمل جاهدين على دراسة معيقات التطور، وكوابح التقدم، وكل ما يقف في وجه النمو الاقتصادي، ناهيك عما يؤثر على اختيار الأفضل في المناصب، ومواقع المسؤولية الـمختلفة، لنحقق الأفضل لبلدنا.
عندما نتحدث عن الحوار الوطني، لا نقصد أن نقول كلامًا في الهواء، بل يحتاج عملًا جادا ومثمرا، يتطلب إرادة سياسية قوية وثقافة مجتمعية متسامحة، وليس من نافلة القول إن ذلك يشكل فرصة للأردنيين لإثبات أنهم قادرون على تجاوز خلافاتهم والعمل معًا من أجل مصلحة وطنهم، فهو طوق النجاة الذي يمكن أن ينقذ الأردن من الغرق في بحر الأزمات، ويقوده إلى بر الأمان والازدهار.
فلنبدأ الحوار الوطني اليوم، ولنجعل منه بداية جديدة للأردن، عنوانها الأمل والتفاؤل والعمل الـمشترك، وعندما نجتمع على كلمة سواء، مبنية على المصلحة العامة، وقتها يمكن أن نجترح الـمعجزات، لنسارع في الخروج من أزمتنا الاقتصادية، ولإحداث وتطور أسرع في مختلف جوانب الحياة.