الطفولة المبكرة في البيئة الرقمية والذكاء الإصطناعي

{title}
صوت الحق -
بقلم: إيمان حداد

في عصر الذكاء الاصطناعي اصبح الجميع بكافة الاعمار والمهن والتخصصات تعلم واستخدام هذه التقنيات لاغراض متعددة. ويعتبر الاطفال وهم قادة المستقبل من اهم الفئات التي تتعلم وتتفاعل مع هذه التقنيات لغايات متعددة ابرزها الترفيهية والتعليمية. وبدون ادنى شك وكوننا في هذا العصر الرقمي لا نستطيع منع اطفالنا من مواكبة تقنيات الذكاء الاصطناعي ليصبحوا جزء لا يتجزا من البيئة الرقمية. ولكن نسال انفسنا عدة اسئلة اولها متى يبدا الطفل في تعلم هذه الادوات وثانيا لماذا يجب على الطفل ان يتعلم هذه التقنيات وثالثا ما هي ايجابيات وسلبيات انخراطهم في العالم الرقمي ورابعا ما هي الخطة المناسبة لبدء تعليم الاطفال الادوات الرقمية؟ 

عندما نتحدث عن العمر المناسب للطفل ليبدا في التفاعل في البيئة الرقمية فلا يوجد جواب محدد او مثبت ولكن وتبعا للابحاث العلمية وعن راي خبراء مختصين يبدا الاطفال حاليا  من عمر 6 سنوات في تعلم التقنيات الرقمية ابرزها برمجة الروبوت بشكل يتناسب مع قدراته حيث يوجد تقنيات متعددة مناسبة للاطفال وتنمي من معارفهم ومهاراتهم الرقمية فمثلا برنامج Scratch من ابرز البرامج  التي تنمي مهارة الاطفال في  حل المشكلات باسلوب التخطيط والتحليل وهذا ما نطلق عليه تعلم استراتيجيات حل المشاكل. وبالامكان تعلم لغة برمجة تتناسب مع اعمارهم لبرمجة الروبوت. ومن ابرز المواقع التي تساعد  الاطفال خاصة في المدارس للاستفادة من ادوات الذكاء الاصطناعي هو magic school  و school Ai  وغيرها من البرامج والتطبيقات. والروبوت المصمم من خلال شركة هانسون روبوتكس وهو little Sophia  عبارة عن روبوت يساعد الاطفال في الدراسة وتعلم البرمجة والهندسة اضافة الى الترفيه. 

اما بالنسبة لماذا يجب ان يتفاعل الاطفال مع البيئة الرقمية وذلك لانهم قادة المستقبل وقادرين من ناحية قدرات عقلية استيعاب المواضيع بشكل سلس وتفاعل اكبر مع المواضيع اضافة الى ذلك ليعكسوا ما تعلموه وتدربوا عليه من تقنيات على دراستهم وحياتهم اليومية ويصبح لديهم تفكير تحليلي بشكل اعمق.

بالرغم من الايجابيات التي سيستفيد منها الاطفال من انخراطهم مع العالم الرقمي الا انه هنالك سلبيات لها انعكاس على نفسية الطفل وايضا اضرار جسدية لذلك يفضل  البدء من الاهالي والمؤسسات التعليمية ان تبدا مرحلة الوعي مع الاطفال ليستخدموا هذه التقنيات بالشكل السليم وتعريفهم بالعالم الرقمي وكيف يتجنبوا الاخطار من الاستخدام الخاطئ لهذه التقنيات خاصة تطبيقات الالعاب ومحتويات اليوتيوب لذلك يجب ربط هاتف الاهل مع الاطفال بحيث يكونوا مراقبين الى اطفالهم في طبيعة المحتويات التي يتطلعون عليها اضافة الى نوع التطبيقات التي يتم تثبيتها على الهواتف هل هي مناسبة الى اعمارهم واخبار اطفالهم ان هذا الاجراء ليس لقلة ثقة بهم بل لحمايتهم اضافة الى ما سبق تحميل برنامج يسمى ادارة هاتف الطفل للتحكم ايضا في الوقت التي يقضيه على الهاتف. 

واخيرا نشجع الجميع لاكساب اطفالهم معارف ومهارات رقمية ولكن بحذر وان يكون للطفل نشاطات اخرى لتعزز من شخصيته مثل التطوع وتعلم اللغات والفنون وغيرها من النشاطات واقترح تخصيص مادة مدرسية من التربية والتعليم لتساهم في مساعدة الاطفال وتثقيفهم في التعامل مع العالم الرقمي.