ما الذي أزعج الأطراف المتصارعة من الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية؟

{title}
صوت الحق -
لوزان عبيدات
أوضح النائب الأسبق هايل ودعان الدعجة أن الدبلوماسية الأردنية، تحت قيادة الملك، لم تتوقف يومًا عن دعم القضية الفلسطينية ودفعها نحو الاهتمام الدولي.

وأشار الدعجة في حديث خاص لـ"صوت الحق"، السبت، إلى أن هذه الدبلوماسية عملت على إدراج القضية الفلسطينية ضمن أجندات المجتمع الدولي وأولوياته، مذكّرة الدول بقراراتها وضرورة تنفيذها لإنصاف الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وأكد أن الجهود الدبلوماسية الأردنية لا تزال مستمرة بعد أحداث "طوفان الأقصى"، حيث تواجه بشجاعة المجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، كما تستهدف المرافق المدنية مثل المدارس والمستشفيات ومقرات الأونروا.

الموقف العربي المتقدم

أشار الدعجة إلى أن الأردن نجح في نقل صورة حقيقية للمجتمع الدولي حول الإبادة الإسرائيلية، مما أدى إلى تغيير مواقف العديد من دول العالم، خاصة الغربية التي كانت تؤيد إسرائيل، مؤكدًا أن الأردن كشف عن حقيقة الأحداث في غزة، مما أثار غضب إسرائيل وأحرج العديد من دول المنطقة.

وتابع قائلاً: "هذا الدور الأردني أزعج إسرائيل وأحرج العديد من دول المنطقة، خاصة بعد أن تمت ترجمة هذا الموقف العروبي المتقدم في اللقاءات والاتصالات الملكية مع أطراف دولية مؤثرة، مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وحتى إيران. وقد تجلى هذا الموقف أيضاً في زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي لإيران مؤخراً، استجابة لدعوة إيرانية، مما جعل الأنظار تتجه نحو هذه الزيارة التاريخية".

وأضاف: "جاءت هذه الزيارة في ظل اتصالات دبلوماسية مستمرة من قبل الولايات المتحدة وشركائها، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومصر، بهدف منع المزيد من التصعيد في المنطقة".

الدبلوماسية الأردنية ودورها المحوري

وشدد الدعجة على أن المجتمع الدولي يثق في الدبلوماسية الأردنية ودورها المحوري في معالجة الملفات والقضايا الإقليمية، وقدرتها على لعب أدوار مؤثرة ومتقدمة فيها، مشيًرا إلى أن الجهود الأردنية في أحداث غزة جعلت من مواقفها ومطالبها قواسم مشتركة تبنتها المنظومة الدولية.

كما أكد أن الأولويات الأردنية تتركز على الوقف الفوري للحرب على غزة كسبيل وحيد لوقف التصعيد في المنطقة، وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية من خلال المستشفيات الميدانية والإنزالات الجوية. ونتيجة لذلك، أصبح الأردن وجهة عالمية للعمل الإنساني تجاه أهل غزة.

واختتم بالقول: "لا شك أن هذه المواقف الأردنية هي التي تثير غضب بعض الأطراف في المنطقة، خاصة إسرائيل، التي تسعى للإساءة إلى الأردن والتشكيك في مواقفه من خلال نشر الأكاذيب والشائعات والادعاءات الملفقة للطعن في صدقيته ومواقفه العروبية والقومية المشرفة".