الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي بين اشباع الفضول وهدر الجهد والوقت

{title}
صوت الحق -
صدام المشاقبة - ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتواصل مع العائلة والأصدقاء، لكن لم لتتطور فيما بعد ويصبح استخدامها لا يقتصر على التواصل فقط بين الافراد، وانما ملاذًا لهم في كل حين، ما جعلهم يستخدمونها لعدد من الساعات، الامر الذي يوصلهم الى الإدمان..

ما هو الادمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

يقول الخبير في الاعلام الرقمي محمد علان مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر وسيلة للتواصل مع العائلة أو لقضاء وقت الفراغ أو لمشاهدة الفيديوهات كنوع من التسلية، فقد زادت شعبية هذه التسلية بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي عند الأطفال والمراهقين والبالغين، وبدأت تتحول هذه التسلية إلى إدمان مثل الأنواع الأخرى من الإدمان السلوكي، وبدأت تشكل ضررًا على العقل والصحة النفسية بشكل قهري ومفرط.

وأضاف علان أن وسائل التواصل الاجتماعي تُساعد على الاسترخاء وعدم الشعور بالوحدة، فاستخدامها تزايد خلال فترات جائحة كورونا بشكل كبير، لتعويض انخفاض معدل العلاقات الوجاهية، إلا أنها في الواقع لها تأثير كبير في عقلك، حيث إنه عندما يقوم الفرد بدخول تطبيقاته المفضلة تزداد إشارات الدوبامين التي ترتبط بالناقلات العصبية المتخصصة بالمتعة في العقل، لذا؛ يتم تحديد استخدام تلك التطبيقات على أنها نشاطات يجب تكرارها، خاصة بعد الشعور بمشاعر إيجابية أثناء استخدامها، وهذا يعتبر كنوع من أنواع التعزيز للإدمان، لذلك حين تبدأ الدوبامين بالانخفاض ستعود لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلل علان أسباب الإدمان بسبب غريزة الفضول التي تسيطر على الأشخاص، حيث بحب الانسان ان يعرف كل شيء، مستذكرة قول الشاعر السوري نزار قباني عندم وصف الشهر بانه خبز العصر، والان أصبح الخبز هو مواقع التواصل الاجتماعي.

الجانب السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي

رغم امتلاك مواقع التواصل الاجتماعي ميزات إيجابية، إلا أن استخدامها يحمل في طياته مجموعة من السلبيات، لعلَّ أبرزها، بحسب خبير علم الاجتماع الدكتور سليم كامل يتمثل بانخفاض الثقة بالذات بسبب التعرض المفرط للمقارنة مع حياة الآخرين، بالإضافة الى القلق والاكتئاب، نتيجة التصفح المتكرر والانتظار الانعزال عن المجتمع الواقعي، ما قد يسبب الوحدة.

وتابع كامل الى ان هنالك سلبيات أخرى تتعلق بالأفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي اضطرابات النوم خاصةً عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم، ناهيك عن انخفاض معدلات الحركة والنشاط البدني وانخفاض في مستويات الأداء في العمل أو الدراسة.

هل نستطيع تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

تقترح الخبير في الاعلام الرقمي محمد علان العديد من النصائح بهدف الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ما يُسهم في الوقاية من الإدمان أو الحد من فرص حدوثه، وتتمثل بحذف الوسائل من الهاتف الشخصي واستخدامها من جهاز الحاسوب فهذا يساعدك على تقليل الوقت المستخدم، إيقاف تشغيل الهاتف الشخصي أثناء الدراسة والعمل وممارسة الأنشطة الترفيهية وأثناء الجلسات العائلية، بالإضافة الى تخصيص أوقات معينة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع مؤقت للوقت.
وينصح الرجبي بوضع الهاتف خارج غرفة النوم، وممارسة هواية جديدة بعيدًا عن التكنولوجيا مثل الرياضة والفنون والطبخ.


">