توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم: سلبيات وايجابيات كثيرة

{title}
صوت الحق -
صدام المشاقبة - مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات المتعلقة بالتعلم والحصول على المعلومات، ظهرت أسئلة كثيرة متعلقة بمعايير استخدام تلك التطبيقات ومدى استفادة الطلبة منها، وما هي أبرز فوائد ومخاوف استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
أظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي دورًا فعالًا بميدان التعليم والتدريب، ويوجد اتجاه عالمي نحو الاعتماد على هذه التطبيقات بشكل كبير في معظم المجالات التعليمية؛ وذلك لما تتسم به من سهولة في التعامل، وقلة التكلفة، والقدرة على تخزين كم هائل من المعلومات، حيث تعتمد هذه التطبيقات على التعلم الآلي أو التعلم العميق. ويمكن تعريف الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence بأنه ذلك العلم الذى يهتم بجعل الأنظمة الإلكترونية ذات ذكاء مشابه للذكاء الإنساني، بما يمكن الأنظمة من التفكير واتخاذ قرارات، والعمل وفقًا لها، بشكل يتناسب مع طبيعة المهام المحددة لها.

وفقا لأستاذة تكنولوجيا التعليم في جامعة دمياط المصرية الدكتورة نشوى رفعت شحادة فان هنالك وهناك ثلاثة مكونات أساسية للذكاء الاصطناعي هى: قاعدة معرفية   Knowledge base:  وهى عبارة عن مكتبة إلكترونية ذاتية الخدمة تحتوى على معلومات مطلوبة لأداء مهام مخصصة للنظام، وقد تتضمن الأسئلة الشائعة والكتيبات وأدلة استكشاف الأخطاء وإصلاحها وغيرها من المعلومات، وهى تمكن النظام من التفاعل والاستجابة لمدخلات المستخدم.
وتابعت شحادة ان المكون الثاني يمثل بإجراءات مبرمجة تتكون من عمليات استنباط واستقراء واستنتاج؛ لمحاكاة الذكاء الإنساني، وأداء المهام المطلوبة، فيما يتمثل المكون الثالث بواجهة المستخدم للتفاعل مع النظام.
فوائد الذكاء الاصطناعي في التعليم 
يشرح الأستاذ عمر برهم الخبير في تكنولوجيا التعليم فوائد دمج الذكاء الاصطناعي في نظام التعليم، حيث يتيح الذكاء الاصطناعي تخصيص تجارب التعلم، مما يوفر الفرصة للاستجابة على وجه التحديد لاحتياجات الطلاب الفردية، وباستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة، يستطيع المعلمون تصميم المناهج وطرق التدريس بناءً على نقاط القوة والضعف لدى كل طالب وأساليب التعلم الفريدة. على سبيل المثال، يمكن لأنظمة التعلم التكيفي، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ضبط مستوى صعوبة التمارين تلقائيًا بناءً على أداء الطالب، مما يوفر رحلة تعليمية أكثر فردية وفعالية، مضيفا ان الذكاء الاصطناعي يزيد في كفاءة وانتاجية التعليم، حيث يمكن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات الإدارية، مثل إدارة الجداول الزمنية والموارد وبيانات الطلاب، مما يوفر الوقت للمعلمين وموظفي المدرسة للتركيز على المهام ذات القيمة المضافة الأعلى، مثل التدريس والتوجيه والدعم الشخصي للطلاب.

ويبين برهم أنظمة التدريس المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر دعمًا على مدار الساعة للطلاب الذين يحتاجون إلى المساعدة خارج ساعات الدراسة. يمكن لأنظمة التدريس الذكية هذه إزالة الشكوك وتقديم تفسيرات إضافية، والإجابة على الأسئلة، وحتى التوصية بموارد إضافية للدراسة الذاتية.، بالإضافة الى ان استخدام خوارزميات التعلم الآلي تتيح إجراء تحليل تنبؤي يساعد في تحديد الطلاب الذين يجدون صعوبات في تحقيق أفضل النتائج بسرعة، يتيح ذلك للمعلمين التدخل بسرعة من خلال استراتيجيات الدعم المستهدفة بحيث يصل كل طالب إلى إمكاناته الكاملة.

بالإضافة إلى المعرفة بالموضوع، يتطلب سوق العمل اليوم مهارات مثل حل المشكلات، والقدرة على التكيف، وكلها يمكن صقلها من خلال التفاعل مع برامج الذكاء الاصطناعي المتطورة في بيئة تعليمية.


مخاوف زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التعليم

يشير أستاذ نظم المعلومات وتكنولوجيا التعليم سامر ارديسات ان للأفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي بالتعليم له مخاوف كثير من ابرزها اضعاف العقل الناقد لدى الطلبة، حيث تعتبر مهارات التفكير النقدي من اهم المهارات التي يحتاجها الطلبة على اختلاف تخصصاتها من اجل ومهاراتهم، ولا يمكن ان تتطور العلوم والمعارف دون تطوير العقل الناقد.
وأردف ارديسات ان قدرة الذكاء الاصطناعي على إنشاء تدفقات لا نهاية لها من المحتوى المخصص للمتعلمين تثير مسألة مهمة تدعى  بتشبع المحتوى. مع وجود الكثير من المعلومات في متناول أيديهم، قد يشعر الطلاب بالإرهاق ويجدون صعوبة في التمييز بين المعرفة الأساسية والتفاصيل الأقل أهمية.
ونوه اريسات الى أهمية الانتباه الى قضية تحيز الخوارزميات، حيث أن الخوارزميات تتعلم من مجموعات البيانات الموجودة التي غالبًا ما تتضمن تحيزات مجتمعية، عن قصد أو بغير قصد، خاص ان معظم البيانات يتم توظيفها من المجتمعات الغنية والمتقدمة، فهناك خطر من استمرار هذه التحيزات أو حتى تضخيمها من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الفصول الدراسية.

وأشار الى ان هنالك مخاوف متعلقة بانتهاك الخصوصية، حيث ان أحد الاتجاهات الناشئة في تكنولوجيا التعليم هو استخدام برامج الدردشة الآلية مثل OpenAI's GPT-4 لأغراض التدريس نظرًا لقدراتها المتقدمة في توليد اللغة. ومع ذلك، فإن هذا يثير مخاوف خطيرة بشأن خصوصية البيانات، حيث من المحتمل أن يتم الوصول إلى المعلومات الشخصية الحساسة حول الطلاب أو إساءة استخدامها من قبل أطراف ثالثة إذا لم تكن محمية بشكل كاف.
ختاما نستطيع القول ان الذكاء الاصطناعي في التعليم يوفر مشهدًا ديناميكيًا ومتطورًا يعزز تجربة التعلم، مما يجعلها أكثر تخصيصًا وكفاءة وسهولة في الوصول إليها للطلاب، ولكن يجب زيادة الوعي بكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي وتجنب المخاوف والاخطار التي يمكن التعرض لها بسبب الاستخدام الخاطئ.