مؤشرات تعزز آمال الأردن بالتنقيب عن نحاسه واستكشافه

{title}
صوت الحق -
عززت مؤشرات إيجابية آمال الأردن بالتنقيب واستكشاف نحاسه في مناطق عدة جنوب المملكة، حيث أظهرت التقارير وجود نتائج مؤملة وذات جدوى اقتصادية في خامات النحاس، ما يعزز تحقيق نقلة نوعية في قطاع التعدين.

وتكتسب عمليات التنقيب واستكشاف نحاس الأردن أهمية استراتيجية من حيث تعزيز مكانة المملكة الاقتصادية في المنطقة والعالم وإعادة الزخم الاستثماري لقطاع التعدين، والتي جاءت منسجمة مع رؤية التحديث الاقتصادي.

ويأتي الاهتمام الرسمي بقطاع التعدين وخاصة النحاس تزامنا مع تزايد الطلب العالمي على هذا المعدن، باعتباره من المعادن الاستراتيجية التي تلعب دورا حيويا في العديد من الصناعات، فضلا عن أهمية العناصر المصاحبة للنحاس والتي سيكون لها قيمة اقتصادية مهمة.

وتعول المملكة على زيادة احتياطياتها من معدن النحاس بناء على ما أظهرته الدراسات والتقديرات التنقيبية بأن تراكيز النحاس في منطقة أبو خشيبة تصل لحدود 1 بالمئة وهي نسبة مؤملة وجيدة جدا، في حين تبلغ نسبة النحاس في محمية ضانا نحو 2 بالمئة بحسب مدير مديرية دراسات المصادر الطبيعية في وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندس هشام الزيود.

وقال الزيود إنه تم إرسال العينات التي تم أخذها من مواقع الاستكشاف إلى مختبرات خارجية ويتوقع الحصول على تفاصيل النتائج قريبا.

وأشار إلى أنه تم توقيع 3 مذكرات تفاهم في مناطق أبو خشيبة وملقا وضانا مع 3 شركات محلية وعالمية، ويجري الآن الإعداد لتوقيع مذكرة تفاهم رابعة مع شركة محلية في منطقة غور فيفا.

وأوضح أنه تم الانتهاء من حفر 4 آبار تعدينية لخام النحاس في وادي خالد ضمن محمية ضانا وجمع العينات تحت السطحية، وسيتم تزويد الوزارة بالنتائج حال صدورها ضمن التقارير الشهرية المرسلة.

ونوه إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الاستكشاف من خلال مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة سولفست التركية في منطقة أبو خشيبة، وقريبا سيتم توقيع الاتفاقية التنفيذية مع الشركة بعد أن أنهت برنامجها التنقيبي وقدمت تقرير الجدوى الاقتصادية الأولية لمشروعها.

وفي ذات الإطار، قرر مجلس الوزراء الموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والثروة المعدنية والشركة الوطنية العربية للتعدين والصناعات التحويلية، للتنقيب عن خامات النحاس في منطقة غور فيفا.

وتأتي المذكرة في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة في التشجيع على الاستثمار في قطاع التعدين؛ باعتباره محركا للصناعات عالية القيمة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، والذي يهدف إلى تعزيز مكانة الأردن ليكون مركزا للصناعة التعدينية في المنطقة.

كما تأتي أهمية المذكرة مع الشركة الوطنية العربية للتعدين والصناعات التحويلية باعتبارها شركة وطنية مملوكة لرجال أعمال أردنيين؛ ما يسهم في تشجيع الاستثمارات المحلية في قطاع التعدين وتعزيز استغلال الثروات الطبيعية بخبرات وطنية أردنية، حيث ثمنت جمعية رجال الأعمال الأردنيين موافقة مجلس الوزراء على المذكرة.

وأشار رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع، إلى أن قرار مجلس الوزراء يعد خطوة في تحقيق الرؤية الملكية بالنهوض في قطاع التعدين، ويعد ترجمة للجهود التي تبذلها الحكومة في تعزيز الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص للاستثمار في قطاع التعدين والطاقة، والنهوض في صناعات عالية القيمة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، والذي يهدف إلى تعزيز مكانة الأردن ليكون مركزا للصناعــة التعدينية على مستوى المنطقة، وإلى استغلال الثروات المعدنية والموارد الطبيعية التي تتمتع بها المملكة من قبل أيد أردنية وبخبرات واستثمار رجال الأعمال الأردنيين.


وأكد أن الشركة الوطنية العربية للتعدين والصناعات التحويلية أسست بمبادرة من جمعية رجال الأعمال الأردنيين، وهي شركة وطنية تسهم في تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي في رفد قطاع التعدين في المملكة، وبجعل المملكة مستقلة وطنيا في استخراج الثروات المعدنية والصناعات التحويلية خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية في المنطقة، حيث تتمتع المملكة بمناطق غنية في الموارد الطبيعية والطاقة.

وفي تصريحات سابقة لوزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، أكد أهمية مشروع التنقيب عن النحاس في منطقة وادي عربة الذي تنفذه الشركة الاردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب ضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزارة والشركة في حزيران من عام 2022.

وأشاد الوزير بالجهود التي تبذلها الشركة في إعداد الدراسات المطلوبة، بهدف تقدير احتياطيات خام النحاس في المنطقة وتحديد الجدوى الاقتصادية من استغلاله، تمهيدا لإعداد دراسة الجدوى بعد الانتهاء من برامجها الاستكشافية.

وأكد الاهتمام الملكي السامي بقطاع التعدين من خلال كتاب التكليف السامي لحكومة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، والتوجيهات الملكية المستمرة بهذا الخصوص والتي جاءت منسجمة مع رؤية التحديث الاقتصادي التي عرفت قطاع التعدين بأنه ذو قيمة صناعية عالية وسيساهم في الناتج المحلي الإجمالي وإعادة الزخم الاستثماري للقطاع.

يشار إلى وجود 3 شركات محلية وعالمية تعمل على التنقيب عن النحاس في المملكة، كما وقعت الوزارة 11 مذكرة تفاهم للتنقيب عن خامات النحاس والليثيوم والذهب والعناصر الأرضية النادرة والبوتاس الصخري والفوسفات، بالإضافة لمذكرة التفاهم التي وافق عليها مجلس الوزراء لاستغلال النحاس في منطقة غور فيفا.

وأوضح مدير دائرة التعدين في الأردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب سامر مخامرة، خلال جولة تفقدية نفذها الوزير الخرابشة أخيرا في منطقة عمل الشركة، أنه تم الانتهاء من برنامج الشركة التنقيبي في المنطقة الشمالية لمنطقة التعاقد في ضانا في وادي الجارية منذ توقيع مذكرة التفاهم عام 2022 بإنشاء مسارات جديدة وإعادة تأهيل المسارات القديمة في المنطقة.

وشملت الأعمال الاستكشافية في المجمل 76 خندقا، و170 حفرة، و4 أنفاق قديمة، و16 عينة سطحية، و 21 بئرا، في حين يجري الآن استكمال أعمال التنقيب وتنفيذ برنامج الحفر في الجزء الجنوبي من منطقة وادي خالد، ومن المتوقع حفر 10 آبار و 7 حفر استكشافية وجمع عينات لتعزيز المعلومات والبيانات بالدراسات الجيولوجية، تحضيرا لتوقيع اتفاقية تنفيذية مع الحكومة حال الانتهاء من تقديم دراسة الجدوى الاقتصادية الأولية.

وأظهرت النتائج وجود تراكيز في خام النحاس بثلاث مناطق بنسب أعلى من الدراسات السابقة وفي منطقة واحدة بتراكيز أقل، وهو ما دفع الشركة للتوسع بالجزء الجنوبي بوادي خالد لرفع كمية الاحتياطي وتعزيز نتائج التحاليل الكيميائية لتراكيز النحاس.

وأكد تقرير تقدم سير العمل في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي 2023-2025 عن الربع الثالث من العام الحالي، الانتهاء من المرحلة الأولى لحفر الآبار في مشروع فوسفات الريشة.

وأشار التقرير الصادر عن وحدة متابعة الأداء الحكومي في رئاسة الوزراء بخصوص قطاع التعدين، إلى حفر 29 بئرا وأخذ 324 عينة منها، إلى جانب متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم مع مطوري مشاريع الاستكشاف والتنقيب عن المعادن مع عدة شركات في مختلف مناطق المملكة.

وتضمنت المشاريع الذهب في منطقة أبو خشيبة، والنحاس في في أبو خشيبة، والعناصر الأرضية النادرة، ومشروع الفوسفات في منطقة الريشة.


(مشهور الشخانبة- بترا)