خبير تربوي: ضعف العلاقات التربوية يهدد بيئة التعليم في الأردن
صوت الحق -
لوزان عبيدات - قال الخبير الاجتماعي والتربوي الدكتور ذوقان عبيدات إن العلاقات التربوية بين أطراف العملية التعليمية في الأردن تعاني من ضعف عميق ومزمن.
وأضاف عبيدات لـ"صوت الحق" أن وزارة التربية والتعليم لم تتمكن عبر تاريخها من بناء روابط إنسانية متينة مع المعلمين، فيما أخفق المعلمون بدورهم في تحقيق علاقات قائمة على الاحترام المتبادل مع الطلبة.
وأوضح عبيدات أن المدارس كمؤسسات تعليمية لم تنجح في إقامة جسور متينة مع المجتمع المحلي وأولياء الأمور، مضيفًا أن المناهج الدراسية والكتب المدرسية فشلت في تحقيق تواصل فكري وعاطفي بين الطالب وكتابه، ما أدى إلى خلل في أسس التعامل داخل البيئة التعليمية.
وحذر من أن يخلق هذا الخلل البنيوي علاقة سلطوية بين المعلم والطالب، بدلًا من أن تكون قائمة على التوجيه والإرشاد، بسبب غياب القيم التربوية الجوهرية.
وزاد "لم نتمكن من ترسيخ ثقافة احترام متبادل بين الطالب والمعلم، ولا حتى احترام المجتمع للمؤسسة التعليمية".
وفي حديثه عن الحوادث الفردية داخل المدارس، أكد عبيدات أن الاعتداءات بين الطلبة والمعلمين هي حوادث استثنائية لا ترقى إلى مستوى الظواهر، داعيًا إلى فهم هذه الحوادث في سياقها الصحيح وتجنب المبالغة في توصيفها.
وبين أن أسباب هذه الحوادث تعود إلى إخفاق المنظومة التربوية في توفير بيئة تعليمية تهدف إلى تهذيب الطلبة وغرس القيم النبيلة، مؤكدًا أن المسؤولية تقع على عاتق النظام التعليمي بأكمله وليس على الطلبة فقط.
ودعا إلى إعادة صياغة العلاقات داخل المدارس على أسس صحية تقوم على الحوار والاحترام المتبادل، مشددًا على أهمية تحسين ظروف المعلمين الذين يعانون من الإحباط نتيجة غياب نقابتهم وظروفهم المعيشية الصعبة.
واختتم بالتأكيد على ضرورة تبني رؤية شمولية للإصلاح، تشمل تحسين المناخ التعليمي داخل المدارس وتعزيز الثقة بين أطراف العملية التربوية، إلى جانب إعادة بناء القيم التربوية التي تُشكل الأساس المتين للعلاقة بين المعلم، الطالب، والمجتمع.