هل التصعيد في الجنوب السوري يضع الأردن أمام تحديات جديدة؟

صوت الحق -
لوزان عبيدات - أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد، أن التطورات الأخيرة في درعا، على مقربة من الحدود الأردنية، تؤكد انزلاق الوضع الأمني في شمال سوريا نحو مزيد من الفوضى.
وقال أبو زيد لـ "صوت الحق" إن امتداد الاضطرابات من درعا إلى مناطق قريبة من العاصمة دمشق يعزز المخاوف من تصعيد يهدد أمن المنطقة.
وأضاف أبو زيد أن الأردن يراقب عن كثب تطورات الجنوب السوري، خاصة مع تزايد الحديث عن انسحابات للقوات السورية وانتشار فصائل المعارضة في مناطق استراتيجية مثل الجمرك القديم بدرعا.
وبين أن الأردن يواكب التحركات الدبلوماسية المرتقبة في حوار الدوحة لأطراف مؤتمر أستانا، في ظل المخاطر المتزايدة على حدوده الشمالية.
تهديدات أمنية
ولفت إلى أن التهديدات على الأردن تأتي من عدة محاور، منها انتشار الميليشيات الشيعية من البوكمال إلى تدمر، بالإضافة إلى النشاط المستمر لجيوب تنظيم داعش في مناطق مثل البادية السورية وجبل البشري.
وأشار إلى أن العلاقة المعقدة بين الدروز والنظام السوري في السويداء، وما قد ينجم عنها من تداعيات تؤثر على استقرار الجنوب السوري.
ولفت إلى أن المنطقة الممتدة من المثلث السوري-العراقي-الأردني وصولًا إلى صلخد السورية، على بعد 15 كم فقط من الحدود الأردنية، باتت الأكثر عرضة للانفلات الأمني، مما يشكل تحديًا كبيرًا للمملكة.
خيارات الأردن للتعامل مع الأزمة
وأكد إن الأردن يدرك صعوبة الاعتماد على النظام السوري لضبط الحدود الجنوبية، مبينًا أن تصريحات المسؤولين الأردنيين تعكس تغيرًا في الموقف مقارنة بموقفهم خلال الثورة السورية عام 2011.
وأوضح أن الأردن قد يلجأ إلى التنسيق مع العشائر المحلية في درعا والسويداء، وكذلك مع العشائر في مناطق الرقة، للتعامل مع أي تطورات قد تهدد أمن الحدود.
كما بين أن التنسيق المستمر بين الأردن والقوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة التنف، والتي تبعد أقل من 20 كيلومترًا عن الحدود الثلاثية الأردنية-العراقية-السورية.
وفي سياق متصل، قرر وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، الجمعة، إغلاق معبر جابر الحدودي المقابل لمعبر نصيب السوري، بسبب الظروف الأمنية المضطربة في الجنوب السوري.
وبموجب قرار الإغلاق، سيسمح فقط للأردنيين والشاحنات الأردنية بالعودة إلى أراضي المملكة، فيما ستمنع حركة المرور للمغادرين إلى الأراضي السورية.