وزارة الزراعة تثير الجدل .. فهل تشعل فتيل الأزمة بين الحكومة و الاعلام

{title}
صوت الحق -
خاص - تشهد العلاقة بين بعض الوزارات ووسائل الإعلام توترًا متزايدًا في الآونة الأخيرة، حيث تصاعدت المواجهات بين المسؤولين والصحفيين إلى مستويات غير مسبوقة، تخللتها اتهامات مباشرة طالت شخصيات إعلامية معروفة بمصداقيتها وخبرتها الطويلة ، ولم تقتصر هذه المواجهات على انتقادات عابرة، بل تطورت إلى حملات ممنهجة تفتقر إلى الدقة والموضوعية، ما يعكس انحرافًا في النهج المؤسسي لبعض الوزارات تجاه الإعلام.

وفي هذا السياق، أثار منشور صادر عن وزارة الزراعة بحق الزميل فارس الحباشنة جدلاً واسعًا، حيث تضمن اتهامات غير مبررة لا تليق بالبيانات الرسمية، خاصة أن هناك قنوات قانونية معتمدة يمكن اللجوء إليها بدلاً من التشهير العلني.

وردًّا على ما نشرته الوزارة، استنكر الزميل الحباشنة هذه الاتهامات، مؤكدًا أنها لا تمت للحقيقة بصلة، وقام بتفنيد الادعاءات الموجهة إليه ، وأوضح أن ما حدث داخل الوزارة، وتحديدًا فيما يتعلق بزيارة أحد المستثمرين الكوريين، كان ضمن مساعٍ رسمية لفتح سوق جديد في الأردن، على غرار تجارب ناجحة في دول شقيقة مثل مصر، السعودية، والكويت.

وأعادت هذه الواقعة طرح تساؤلات جادة حول مدى التزام الحكومة، برئاسة جعفر حسان، بمبدأ الانفتاح على الإعلام، خاصة في ظل تصاعد المواجهات بين بعض الوزراء والصحفيين لمجرد انتقاد آليات العمل داخل الوزارات.


وتالياَ نص الزميل 




رد الزميل الحباشنة على البيان بمنشور مطول تاليًا نصه:


وصلتني نسخة من بيان او رسالة صادرة عن وزارة الزراعة الاردنية . وللوهلة الاولى ظننتها بيانا حكوميا ، او تخطيطا لمشروع حكومي او قصة سريالية.

و لكن ، اتصالات اصدقاء دفعتني الى قراءة الرسالة . المكتوبة بلغة ركيكة و انشائية ، و"لغة شوارع و مخاتي

تصوروا أن وزارة الزراعة تتهمني باني "مخلص معاملات " . وجاءت الرسالة معنونة بسؤال كبير ، ويبدو أن كاتب الرسالة قد تفجرت أعصابه ، و أصابه فالج ، وهو يفكر بالعنوان .. هل الصحافة ، مهنة ام مكتب خدمات و معاملات ؟

تصوروا أن وزارة الزراعة من حوالي أسبوعين ، كل يوم يعقد وزيرها أجتماعا لمدة ساعة و نصف ليبحثوا ملف اسمه الصحفي "فارس الحباشنة" .

و وزير الزراعة كلف 5 موظفين ب"شفتين " نهاري و ليلي لمتابعة نشاطي على السويشل الميديا .

وصباح كل يوم يتم أعداد ملف احمر خاص و سري ، ويضع على مكتب الوزير .

أضحك ، و كلما وردتني معلومة ووثيقة و خبر من وزارة الزراعة .. اجلس و اشرب ماء ، و اضحك ، برافو ، وزير الزرعة .

و الان ، يا معالي الوزير الرسالة و البيان . و الليلة على قناة المملكة او التلفزيون الاردني او غدا صباحا على اذاعات الحمولة الزائدة ، لماذا لا تخرج و تقول للاردنيين من هو فارس الحباشنة ، الشرير و مخلص المعاملات ، و من هم الاشرار الذي ذكروا في البيان يا شطور . وماذا فعلنا في وزارة الزراعة .

بيان وزارة الزراعة الليلة ، وسوف انشره باول تعليق .. اعتبره بمثابة "هجوم حكومي ضدي" ، و اتهم رئيس الحكومة جعفر حسان شخصيا بالتحريض على الصحافة المهنية والحرة ، و المسؤولة .. والموضوع أكبر من وزير زراعة يهاجم صحفي مهني ، و صحفي حاصره و اقتحم اسوار وزارته الهشه ، واربكه بقدر ما قدم للرأي العام وفضح الوزارة من معلومات واسرار و كواليس غامضة و حقائق مبهمة في صناعة السياسة و القرار الزراعي الاردني .

بيان الزراعة كاريكاتوري ، لما هو بعيد عن الواقع .. يا معالي الوزير .. في موضوع المبيدات الحيوية ، لنتوقف قليلا .

انا لم اراجع الوزارة كما ذكرتم في البيان من أجل الواسطة و الضغط على الوزير لادخال مبيدات حيوية للاردن .

وانا ، وقفت في صف مستثمر كانت وحوش الوزارة تريد ابتلاعه .

و مستثمر من عاميين تايه في طوابق ومكاتب الوزارة يلف و يدور من مكتب الى اخر ، ودون فائدة و لا جدوى ، و لا جواب يذكر .

نعم ، يا معالي الوزير التقينا في مكتبك ، وتحدثنا في "موضوع المبيد الحيوي "، ومن لحظتها اكتشفت لماذا يهرب الاستثمار من الاردن ؟

يا معالي الوزير .. المبيد الحيوي الذي تدعي أنه يحمل مواد سامة وخطرة على صحة الانسان ، كيف تم فحصه ، ومن هي الجهة المخولة في الاردن بفحص المبيدات الحيوية ؟ وما هي التشريعات الناظمة لترخيص ستيراد المبيدات الحيوية ؟ و أذ أن الوزارة حتى اللحظة لم تقر تعليمات للمبيدات الحيوية ، وما هو معمول به من تعلميات يتعلق بالمبيدات الكمياوية حصريا.

و في البداية كنت اشك و لم اصدق ما سمعت ، ولكن بعد تجربة ومعاينة يقنت أن معاليك لا تميز بين مبيد حيوي و كمياوي .

وعندما التقيت معاليك بمدير عام الشركة الكورية المصنعة للمبيدات ، زداني قلق و دهشة و حيرة ان معاليك لا تتكلم انجليزي ، ولم تستعن بمترجم ، ولا ادري كيف
فهمت على رجل عالم في الزراعة و الكيماء ، و هو من اهم عشر رجال اعمال في كوريا الجنوبية ، ومعلومات معاليك ، بالوقاية الزراعية و المبيدات ، و الف باء الزراعة ، كثقافتي في الفيزياء النووية .

و هذا ليس مهما ، والاهم ، يا معالي الوزير عندما "دقيت على صدرك" ، و طلبت بفتح السوق الكوري لاعتبار انه من الاسواق الخضراء و الصديقة للبئية و الاقتصاد الاخصر ، فلماذا تراجعت ؟

اطرح السؤال من باب حسن النية ، وأنا اعرف حجم و تأثير لوبيات تجار واقتصاد المبيدات الكيماوية في الاردن !

و للعلم المبيد الحيوي الذي تم رفضه من وزارة الزراعة الاردنية مرخص في كوريا الجنوبية و السعودية ، ودولة الامارات و الكويت ومصر ، و تركيا .

واعتبرني "شرير " و مخلص معاملات يا سيدي .. و انا لست منزلا و منزها ، وان كانت علاقتي في موضوع المبيد "صحفية بحتة" ، و سوف انشر لاحقا تحقيق استقصائي مكتوب و مصور عن قضايا الاستثمار ، وماذا يحدث في وزارة الزراعة ووزارات اخرى ؟

الوزير الذي يقدم نفسه في بيان الليلة طيبا و برئيا ، وانا الشرير و أكل اكباد المسلمين ..و انه يتعرض الى حملة للنيل من سمعته و انجازاته العظيمة في وزارة الزراعة ، كما جاء في البيان بكل ثقة ..

تعرفون من شهرين وأكثر ، وما ترك الوزير طرفا لقرابة او صداقة او زمالة او وسائل ضغط اخرى الا و استعملها ووظفها ضدي .

لا تتخيلوا كم حجم ومعدل الضغوط الاجتماعية و غيرها .

بطبعي اخجل من الناس ، و لا اغادر بين الناس معروفا .. واقول ارمي وراء ظهرك .
و شن الوزير حملة عتيدة . و لا يترك مجلسا الا و يتحدث عن المبيدات الحيوية ، و يدعي أني توسطت لادخال زيت زيوت و ثوم الى الاردن .

و كم لا متناهي من الافتراءات المفترضة .. واحيانا تصدر عن الوزير مباشرة ، و احيانا تصدر عن صفحات وهمية ، و احيانا تصدر عن وكلاء ينتشرون هذه

الايام في المواقع الاخبارية و السويشا ميديا يدافعون عن الوزراء ، و اذا ما تعرض وزير الى هجوم او نقد يخرجون من حجورهم .

الوزير و بيان الليلة يبدو ان التوقيت غير عادي و مدروس بعناية و خوف .. وحيث أن التعديل الوزاري على الابواب ، و اللي على رأسه بطيخة يحسس عليها .
عندما يكون الاعلام مخطيء مثلا ، والحكومة و وزارة الزراعة وزيرها على صواب ، لماذا لا يلجؤون الى القضاء ؟

لا أحد يبدو أنه لفت نظر وزير الزراعة الى أن عمل الصحافة سري و استقصائي ، وانه مبدئيا ، وحتى اشعار اخر ، مراقبة الوزراء و المسؤولين المرتعشين و المترددين ، و المشبوهين .

و خصوصا ، من هم على رأس وزارات سيادية و شبه سيادية وخدماتية ، ومحاسبتهم ومساءلتهم و انتقادهم ، و جعلهم يعيشون في خوف و حيرة ، و شك .
و لما معاليه كتب البيان او وجه احدا من جماعته في كتابه بيان الليلة .

لم يخطر بباله ، أني اعرف من هو و هم مخلصي المعاملات ؟

انا علاقتي مع الحكومة متوترة و مشحونة ، ولا املك رصيدا من الصداقات و العلاقات الطبية مع وزراء او امناء عاميين او مسؤولين في الدولة .. و كيف يستقيم الاتهام يا معالي الوزير ، ونحن نعرف من هم مخلصي المعاملات ؟

طبقة من "وزراء السابقين " ورجال دولة كبار يعلمون مستشارين لشركات الالبان واجبان و دجاج و اغنام .. و خالي الطابق مستور ، و لا اريد أن اصنع الليلة موجة زائدة من الغضب و الانتقام ضدي .. و احسن ما افضح من يعلمون مع شركات ، وهم على رأس عملهم !

افهم أن يشكتي وزير على صحفي ، ولكن أن يصدر بيانا و يكلف موظفي واصدقاء الوزراة في نشره على " جروبات الواتس" ، ربنا شيء يثير الريبة و السخرية ، بل القلق على الدولة الاردنية ، و الى أين وصلنا ؟

و أحقا أني لهذه الدرجة و الحد "شرير" ، و اني ارعب الحكومة و وزيرا ووزارة .. من الافضل أن اسمع ردا من رئيس الحكومة ، فيبدو ان الوزير في البيان القادم سيطالب بترحيلي و تسفيري من الاردن او سحب جواز سفري ورقمي الوطني .

من طبعي او اخلاقي أني لا احمل الضغينة لأحد ، واترفع عن الرد ، ومن يحملون الضغائن من ولدوا على سحفها فقط .. و من ولد على حد النار و السيف يترفع عن الصغائر .


وأدناه البيان المنسوب للوزارة:


الحباشنة ومن على شاكلته، هل الصحافة مهنة، أم مكتب خدمات ومعاملات؟.
الزملاء الكرام،

للتوضيح ووضع الأمور في نصابها الصحيح، يقود الصحفي فارس الحباشنة، مدعوماً بمجموعة ذات مصالح ضيقة، حملة ممنهجة تستهدف الوزارة بشكل واضح، والحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن المذكور رافق أحد الأشخاص في محاولة لإدخال مبيدات زراعية وتسجيلها، ورغم أن الوزارة استقبلته بحسن نية، وقدمت كافة التسهيلات وفق الأصول، لاعتقادنا أنه يعمل لمصلحة الوطن، إلا أن الفحص العلمي الدقيق كشف أن هذه المبيدات تحتوي على أربع مواد محظورة دولياً في أمريكا، الاتحاد الأوروبي، بريطانيا، وكندا، وهي مواد قاتلة، ثبتت خطورتها على الجهاز العصبي والأجنة.

أمام هذه الحقائق القاطعة، كان قرار اللجنة المختصة من الخبراء والأكاديميين، برفض تسجيل هذه المبيدات حمايةً لصحة المواطنين، وامتثالاً للقوانين التي تحكم هذا المجال، إلا أن المذكور، وبعد أن اصطدمت محاولاته بجدار القانون والمصلحة العامة، لجأ إلى أساليب الضغط والابتزاز الإعلامي، محاولاً تشويه صورة الوزارة، واغتيال شخصية الوزير، عبر حملات تضليلية لا تمت للحقيقة بصلة.. ومع ذلك، فإن الوزارة لم ولن تلتفت لمثل هذه الممارسات، لأن صحة المواطن هي الأولوية المطلقة، ولأن القانون هو الفيصل الوحيد في مثل هذه القضايا، ولا لهكذا متسلقين، يُجَيّرون أقلامهم لمصالحهم الخاصة، فأصبحوا كآلة البيع الذاتي على الارصفة، لا تعمل الا اذا تم وضع النقود فيها".

وإذ تؤكد الوزارة احترامها الكامل للإعلام والصحافة النزيهة، فإنها لن تسمح أن تكون صحة الناس سلعة تُساوَم عليها، وللتذكير، فقد سبق أن قدمت الوزارة لهذا الصحفي تسهيلات عديدة، انطلاقاً من تقديرها للدور الإعلامي، ولكن ليس على حساب المصلحة العامة،

وهنا يبرز السؤال الأهم: ما علاقة الصحافة بتسجيل المبيدات، واستيراد الزيت والثوم؟!.. وهل يريد أمثال هذا الصحفي، أن يجعلوا من الصحفي -لا سمح الله- معقباً للمعاملات في كريدورات الوزارات والمؤسسات الحكومية؟!..

وعليه، فإن الوزارة عازمة على التصدي لهذه الحملة المضللة بكل السبل، ولن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يحاول التضليل أو الابتزاز، ونؤكد أننا على أتم الاستعداد لتزويد أي زميل إعلامي بكافة التفاصيل والمعلومات المتعلقة بهذه القضية، لمن أراد الوقوف على الحقيقة بعيداً عن الدعايات الموجهة.

وفي الختام.. نود طمأنة هذا الصحفي وأمثاله، أننا نقدر غيرتهم المفاجئة على الوطن، ونأسف أن هذه الغيرة لم تتجسد إلا عندما اصطدمت مصالحهم الخاصة بجدار القانون!، لعلها مجرد صدفة بريئة، أو ربما نوع جديد من الوطنية التي لا تزدهر إلا في مواسم المكاسب الشخصية!، فمن يدري؟، ربما بات حب الوطن يقاس بعدد الصفقات المعلقة، لا بعدد المواقف المبدئية!.".

تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS