الطاقة والمالية النيابيتان توصيان بإعادة النظر بكلف زائدة تتحملها فاتورة الكهرباء

{title}
صوت الحق - أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ان بحث موضوع الطاقة في هذا الوقت مهم جدا وحساس ويحمل تساؤلات كبيرة وكثيرة جدا ومتنوعة نظراً لانعكاساته بشكل مباشر على المواطنين.

جاء ذلك خلال ترؤسه الاجتماع المشترك الذي عقدته لجنتا المالية والطاقة والثروة المعدنية النيابيتان لمناقشة بند فرق أسعار الوقود على فاتورة الكهرباء والسبل الكفيلة لتخفيف الأعباء عن المواطنين بحضور عدد كبير من النواب والمسؤولين الحكوميين والمعنيين بهذا الشأن .
وأثار الطراونة جملة من التساؤلات المتعلقة بقطاع الطاقة أبرزها: قيمة فاتورة الطاقة، وحجم الطاقة المستخرجة في المملكة وقيمة المستهلك منها وانعكاسات الفارق ما بينهما، في حال انتجنا 4500 ميجاواط.

وأشار إلى وجود تذمر كبير لدى المواطن من قيمة الفاتورة، وتصوراً لديه بأنها غير فعلية، داعيًا إلى ضرورة إجلاء الحقيقة وإزالة الغموض بهذا الخصوص.
كما تساءل الطراونة عن الخط الناقل ومدى استيعابه، وعن الربط الكهربائي مع دول الجوار وضرورة استثماره بشكل مناسب، وهل هنالك دراسة جدية عن عملية استخراج الطاقة البديلة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية؟.

وفيما أشار الطراونة إلى ما تبذله وزارة الطاقة والثروة المعدنية من جهد كبير، قال "إننا نعلم جيدا بأن هناك اتفاقيات سابقة تحكم العمل في هذا القطاع المهم"، مؤكدًا ضرورة انتهاج سياسات حصيفة واجتراح حلول إبداعية تسهم في تخفيف الأعباء عن المواطنين وتخدم المصلحة العامة.
من جهته، قال رئيس اللجنة المالية النيابية خالد البكار انه وبعد نقاش مستفيض حول واقع قطاع الطاقة بالأردن، تم الخروج بجملة من التوصيات للنهوض بهذا القطاع، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهه بما يحقق المصلحة العامة وتخفف عن المواطن.
وأضاف أن من أبرز التوصيات فيما يخص مجال الطاقة البديلة: إعادة النظر بمنح التراخيص المجانية للمستهلكين والحصول على أسعار مخفضة من المنتجين، وإعادة النظر بالرسوم المتعلقة بتمويل مستودعات تخزين المشتقات النفطية.
كما أوصت اللجنة بضرورة إعادة النظر بالكلف الزائدة التي تتحملها فاتورة الكهرباء، ومنها على سبيل المثال لا الحصر فلس الريف ودينار التلفزيون، وإجراء دراسة عن نسبة الفاقد ومحاولة التخفيف منها قدر الإمكان.
وبخصوص الصخر الزيتي، بين البكار أن اللجنة اوصت بإعادة النظر باتفاقية الصخر الزيتي ومقارنتها مع الحاجة الفعلية لكميات استهلاك الكهرباء من حيث الكلف والديمومة.
وفيما يتعلق بشركات الإنتاج، دعت اللجنة الى إعادة تقييم الحاجة الفعلية لكميات الكهرباء المنتجة وإجراء مفاوضات مع الشركات لتخفيض ما يسمى بسعة التكلفة.
وبشأن منح أي تراخيص جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية، فقد أوصت اللجنة الحكومة بالتريث في ذلك لحين إعداد دراسة تشمل استراتيجية شاملة لهذا القطاع.
وقال البكار إننا معنيون جميعاً وفي مركب واحد للدفاع عن المواطن نظراً للظروف الاقتصادية التي يعيشها، مشدداً على ضرورة التشاركية وترسيخ مفهوم الاشتباك الإيجابي بين مجلس النواب والحكومة للوصول لحلول تعود بالمنفعة على المواطن.
وطالب، الفريق الحكومي المختص بإجراء دراسة شاملة ووافية عن قطاع الطاقة واقتصاديات الطاقة، وتزويد اللجنة بمخرجاتها بهدف التوصل إلى نتيجة علمية ومنطقية تسهم في حل المشكلات التي يعاني منها القطاع وتحفز الاستثمار بالطاقة.

بدوره، قال رئيس لجنة الطاقة والثروة المعدنية النيابية المهندس هيثم زيادين إن الرقابة ستطغى على عمل اللجنة التشريعي خلال الدورة الحالية للمجلس.
وفيما أشار إلى أن قطاع الطاقة "مبعثر ويحتاج إلى لملمة أوراقه"، أكد انفتاح "الطاقة النيابية" على كل مؤسسات الوطن وقطاعاته المتعلقة بالطاقة.
وبين زيادين أن جل اهتمام اللجنة سينصب على إزالة جميع العقبات التي تقف أمام البيئة الاستثمارية بما يحفز الاستثمار الداخلي والخارجي في قطاع الطاقة، وذلك انسجامًا مع رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بهذا الشأن.

وتابع أن اللجنة ستولي قطاع الصخر الزيتي والثروات المعدنية الاهتمام الكافي، عبر دعوة المهتمين للاستثمار بهذا القطاع، داعيا الحكومة بالوقت نفسه إلى ضرورة تسهيل الإجراءات والحد من العراقيل أمام الاستثمار والمستثمرين، ما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ويقلص من نسبتي البطالة والفقر.
وشدد على أن اللجنة ستكون منحازة بشكل كامل لصالح المواطن، خصوصًا فيما يتعلق من قرارات حكومية تمس جيب المواطن وتؤثر سلبًا على أسلوب حياته المعيشية، مؤكدًا أن اللجنة ستأخذ بالرأي والرأي الآخر.

وفيما يخص موضوع الطاقة النووية في الأردن، قال زيادين إن اللجنة ستعطي هذا الموضوع أهمية وأولوية، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر بأسعار وكلف الطاقة على المواطن والقطاعات الانتاجية.

وأضاف أنه وفي ظل توقف الحكومة عن الاستمرار بإنتاج الطاقة النووية لعدم وجود مستثمرين، فعليها إنهاء افكارها كاملة بهذا الشأن لتوفير الهدر المالي العام.
وأوضح زيادين أن اللجنة وضعت باعتبارها أهمية بحث موضوع فرق أسعار المحروقات على فواتير الكهرباء من خلال التحاور مع الحكومة وكل الجهات ذات العلاقة وصولا لصيغة يقبلها الشارع أولًا قبل كل شيء، لافتًا إلى أن اللجنة ستقوم بتزويد الحكومة بمقترحاتها ووجهة نظرها حول بعض الحلول التي تتناسب مع الظروف الاقتصادية التي يعيشها الأردن والأردنيون.

من جانبهم، أكد النواب الحضور ضرورة توحيد التشريعات المتعلقة بقطاع الطاقة وإدراجها تحت مظلة واحدة، بُغية جذب الاستثمار والتسهيل على المستثمرين.
ووجهوا عدداً من الأسئلة والاستفسارات للفريق الحكومي حول تسعيرة المشتقات النفطية والشركات العاملة بهذا القطاع والطاقة المتجددة، قائلين لا بد من وجود استراتيجية واضحة في مشاريع الطاقة البديلة.
وطالبوا بإعادة هيكلة القطاع بمجمله والخروج بتوصيات تعود بالنفع على الموطن وإلغاء بند فرق أسعار المحروقات على فاتورة الكهرباء، وأهمية دراسة الاتفاقيات ذات العلاقة بالطاقة المتجددة وفتحها لتشكيل رأيًا شاملاً حول مدى جدواها ومعرفة نسبة العائد والكلفة لها.
من ناحيته، قال وزير المالية عز الدين كناكرية "إن التحديات كبيرة بهذا القطاع، وخسارة شركة الكهرباء الوطنية وصلت إلى 5.5 مليار دينار، الأمر الذي يشكل تحدياً أمام الحكومة والمواطن في آن واحد، ويدعونا للتفكير معاً للتخفيف على المواطن".
ورداً على أسئلة النواب، أوضح كناكرية "أن الحكومة لا تتقاضى أي قرش من فرق أسعار المحروقات، فيما تتقاضى ضريبة على فاتورة النفط"، لافتاً إلى "أن التشوه بالكلف سببه الشركات التي تم الالتزام معها، إذ لا بد من مراجعة شاملة للوصول إلى معادلة تحقق المصلحة الوطنية".

وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي قالت "إن موضوع الطاقه يؤرق الجميع.. وهناك من يشتكي من موضوع التعرفة مثل الجمعيات والمزارعين والمطاعم وقطاع الصناعة والتجارة"، مضيفة "أنه من الواضح وجود مشكلة من التعرفة.. ونحن مدركين لهذا الامر ولدينا دراسة ومراجعة لموضوع التعرفة".
وأشارت إلى أهمية الطاقة المتجددة لأنها مصدر للطاقة المحلية، فكلما زادت الطاقة المحلية كلما زاد أمن الطاقة في الأردن"،
قائلة "إن معظم الطاقة التي نستهلكها هي مستوردة".

واستعرضت زواتي الخطوات المميزة التي اتخذتها الوزارة في مجال الطاقة المتجددة، موضحة أنه خلال عامي 2019 و2021 سيتمتقاعد بعض محطات توليد الكهرباء التقليدية، الأمر الذي سيخفف من الحمل.

وفيما أضافت أن عملية الربط مع دول الجوار مهمة جداً لتصدير الطاقة لهم، أبدت ارتياحاها وتفاؤلها لتخفيف الأعباء مستقبلاً.
وتابعت زواتي أنه وقبل شهر تم التوقع مع مصر على اتفاقية يتم بموجبها إعادة الضخ للغاز الطبيعي المصري بالكميات وبالأسعار المتفق عليها بين شركة الكهرباء الوطنية والجانب المصري، الأمر الذي سيؤدي إلى تخفيض في كلفة سلة الوقود المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية الفترة المقبلة، ما ينعكس إيجابياً على تخفيض قيمة بند فرق أسعار الوقود.

وأكدت أهمية الشراكة ما بين الحكومة والنواب، للارتقاء بالاداء وخدمة الوطن والمواطن.

رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن المهندس فاروق الحياري قال "ان بند فرق أسعار المحروقات ليس ضريبة، انما هو تغطية لكلف النظام الكهربائي، وهو موجود منذ العام 2009، وكان تحت مسمى تغطية خسائر شركة الكهرباء الوطنية" لافتاً إلى أنه يتم رصد تحصيلات المواطنين وتحويل القيم للكهرباء الوطنية.