نواب لـ"صوت الحق": خطاب الملك في البرلمان الأوروبي عبّر عن الضمير العربي والإسلامي

{title}
صوت الحق -
لوزان عبيدات - أثار خطاب الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي تفاعلًا واسعًا، إذ اعتبره نواب رسالة إنسانية وقيمية في لحظة دولية حرجة.
ورأى النواب أن الخطاب كشف ازدواجية المعايير الدولية تجاه العدوان على غزة، مؤكدين ضرورة تحرك مجلس النواب خارجيًا دعماً لموقف الأردن وثوابت القضية الفلسطينية

خطاب جسّد صوت الحكمة

قال النائب خميس عطية، رئيس كتلة إرادة والوطني الإسلامي، إن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، تاريخي واصفًا إياه بأنه يجسد رؤية هاشمية ورسالة سلام واعتدال.

وأضاف عطية لـ "صوت الحق" أن الملك خاطب العالم بكلمات إنسانية وخطاب مشرف، ورفع الصوت دفاعًا عن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، مندداً بصمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

وأكد عطية أن الخطاب الملكي عبّر عن نبض الشارع الأردني بكل أطيافه، مجددًا دعم المجلس لموقف الأردن الثابت تجاه القدس ورفض الاحتلال والظلم.

لحظة تاريخية فارقة

من جهتها، أوضحت النائب رانيا أبو رمان أن خطاب  الملك جاء في لحظة تاريخية حمل فيها هم الأمة، داعية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

وأكدت أن الخطاب الملكي كشف عن كارثة إنسانية يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، ووجّه دعوة مباشرة للضمير الإنساني للوقوف في وجه الانتهاكات.

ولفتت إلى أن الصمت الدولي يغذي التطرف ويقوّض العدالة، داعية إلى تفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية لدعم موقف الأردن وإنهاء الاحتلال.

على المجلس أن يتحرّك

بدوره، قال النائب الدكتور إبراهيم الطراونة إن خطاب الملك كان حازمًا وواضحًا وعبّر عن الواقع الأليم في غزة، متهمًا المجتمع الدولي بالتخلي عن القيم والمواثيق الدولية.

وبين الطراونة أن مجلس النواب مطالب بالتحرك الأوسع والتواصل مع البرلمانات العربية والدولية، مشيرًا إلى أن البرلمانات يجب أن تعبّر عن صوت الشعوب.

ووصف الطراونة الدور البرلماني الحالي بأنه "متواضع جدًا"، داعيًا لتفعيل اللجان النيابية لمواكبة حجم الكارثة.

إدانة الفشل الدولي 

في المقابل، وصفت النائب نور أبو غوش خطاب الملك بأنه رسالة استراتيجية واضحة، كشفت فشل النظام الدولي في حماية القيم.

وقالت إن جملة "يمكنكم الاعتماد على الأردن" تحمل النواب مسؤولية مضاعفة، مطالبة بارتقاء الأداء البرلماني لمستوى الحدث.

ودعت أبو غوش لتكثيف التحركات البرلمانية الدولية، ومخاطبة البرلمانات الغربية لكشف جرائم الاحتلال، مشيرة إلى مشروع قانون قدمته كتلة جبهة العمل الإسلامي لمنع التهجير.

خذلان غزة

النائب أحمد الرقب قال إن خطاب جلالة الملك تضمّن مضامين مهمة جداً، أبرزها أن العالم خذل غزة، خصوصاً على المستويين الإنساني والشعبي، مشيراً إلى الانحدار الأخلاقي وجرائم الحرب التي تجاوز بها الكيان الغاصب كل المواثيق الدولية.

وأضاف أن مجلس النواب أصدر عدة تصريحات جماعية ومن خلال اللجان، طالب فيها بوقف إطلاق النار وفتح المعابر، وتوفير الغذاء والدواء، ومعالجة الجرحى.

وبيّن أن مجلس النواب يستطيع القيام بأدوار مهمة، مثل فضح الممارسات الصهيونية، ومخاطبة المحاكم الدولية، والتشبيك مع المنظمات، وتنسيق حملات برلمانية داعمة لغزة.

مذكرات لمحاسبة الكيان 

من ناحيته، أوضح النائب أحمد عشا إن  الملك أبدع كعادته في الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكداً أن وصف جلالته لم يأتِ من فراغ، بل لأن أرواح المدنيين تُعامل كأنها هامشية، مما يهدد مصداقية النظام الدولي ويقوّض الاستقرار.

وأشار إلى أن موقف مجلس النواب كان جيدًا نوعاً ما من خلال الجلسات والمذكرات والمؤتمرات والوقفات، لكن العمل الفردي كان أكثر تقدماً، مؤكداً ضرورة تفعيل التواصل مع البرلمانات الدولية والدعوة لاجتماعات طارئة عربية وإسلامية وعالمية.

ودعا إلى إصدار مذكرات تطالب بمحاكمة الكيان أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتعليق العلاقات والاتفاقيات معه، والتضامن مع الفلسطينيين، ومخاطبة الاتحادات البرلمانية، ووقف تصدير التكنولوجيا والسلاح المستخدم في الجرائم.

صوت الضمير العالمي

وأشاد النائب فراس القبلان، رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام، بمضامين خطاب الملك التي حذرت من تآكل البوصلة الأخلاقية عالميًا.

وقال إن الخطاب شدد على أن المجاعة والقصف واستهداف المدنيين لا يمكن السكوت عليها، وأن القيم ليست شعارات بل مسؤوليات.

وأكد القبلان أن الحل الوحيد هو بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، داعيًا أوروبا والعالم إلى خيار أخلاقي واضح بين حكم القانون أو القوة.

وقد ألقى الملك خطابًا أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ، اليوم الثلاثاء، تناول فيه الأوضاع الإنسانية في غزة،و جملة من القضايا الإقليمية، كما تحدث فيه عن القيم والعدالة والشرعية الدولية.
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS