أكسيوس: ترامب يضغط على مستشاريه بشأن جدوى قصف المنشآت النووية الإيرانية

صوت الحق -
قال موقع Axios الأميركي إن الرئيس دونالد ترامب بات يضغط بشكل مباشر على مستشاريه العسكريين والأمنيين للتأكد من مدى فعالية قصف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية المحصنة باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات الأميركية (MOP)، وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل.
وبحسب التقرير، فإن السؤال الأبرز الذي يشغل الرئيس في الوقت الحالي هو: هل سينجح الهجوم الأميركي في تدمير المنشآت النووية الإيرانية فعلًا؟ هذا التردد في الحسم، بحسب مستشاريه، هو ما يفسّر تأجيل اتخاذ القرار بشأن الدخول المباشر في الحرب.
ونقل Axios عن مسؤول أميركي قوله: "نحن على استعداد لتوجيه ضربة لإيران، لكننا لسنا مقتنعين بعد بأن الأمر ضروري. نريد أن نظل خيارًا غير مستخدَم، لكن الرئيس لم يُقنع بعد بأنه لا غنى عنه".
منشأة فوردو الواقعة جنوب طهران، والتي تمّ بناؤها داخل جبل، تتصدّر قائمة الأهداف الإسرائيلية. غير أن تل أبيب، كما يؤكد التقرير، تفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل، وكذلك إلى قاذفات B-2 اللازمة لحملها – وهي قدرات تتوافر فقط لدى الولايات المتحدة.
رغم ذلك، لم يُصدر ترامب قرارًا نهائيًا بشأن توجيه ضربة. وقال في تصريح صحفي يوم الأربعاء: "نحن الوحيدون القادرون على تنفيذها، لكن هذا لا يعني أنني سأفعل. الجميع يسألني عن فوردو، لكنني لم أقرر بعد".
سأل ترامب مستشاريه العسكريين عمّا إذا كانت قنبلة MOP قادرة فعلًا على تدمير فوردو، وقد أكد له البنتاغون ذلك، لكن مصادر Axios تشير إلى أن الرئيس لم يُظهر اقتناعًا تامًا.
قال مسؤول أميركي بارز: "القنبلة ستنجح، لا شك في قدراتنا. لكن الأمر لا يتوقف عند إسقاط قنبلة، بل هناك خطة متكاملة"، مضيفًا: "هدفنا بسيط: لا سلاح نووي لإيران. وإذا كان من المنطقي تنفيذ ضربة جراحية دقيقة، فسنفعل".
وفي مقابل الحذر الأميركي، يواصل القادة الإسرائيليون الدفع نحو تصعيد مباشر. فقد لمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسفير إسرائيل في واشنطن يحيئيل لايتر، إلى امتلاك إسرائيل لخيارات بديلة تشمل عمليات كوماندوز.
وأشار التقرير إلى عملية نفذتها القوات الخاصة الإسرائيلية العام الماضي عندما فجّرت مصنعًا للصواريخ تحت الأرض في سوريا.
مع السيطرة الجوية الحالية لإسرائيل على أجواء إيران، يرى مراقبون أن خيار الكوماندوز لم يعد مستبعدًا كما كان.
وفي الوقت نفسه، يواصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف محاولات إعادة التواصل مع الإيرانيين. وبحسب مصادر Axios، فإن ويتكوف أجرى اتصالات مباشرة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لكن الردود كانت متباينة. قال مسؤول أميركي: "بعض الأيام نتلقى اتصالًا إيجابيًا، وأيام أخرى لا نسمع منهم شيئًا. لكننا لم نفقد الأمل".
ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بوزير الخارجية الإيراني يوم الجمعة في جنيف، بالتنسيق مع واشنطن.
في هذا الوقت، عقد ترامب اجتماعًا جديدًا في غرفة العمليات مع فريق الأمن القومي لمراجعة الموقف. ونقل التقرير عن مسؤول أميركي قوله: "صبر الرئيس ينفد مع كل دقيقة. الساعة تدق لإيران، وكل الخيارات مطروحة".
رغم ذلك، أكد ترامب للصحفيين أنه لم يُغلق باب الدبلوماسية بعد. ونقل Axios عنه قوله: "لدي أفكار، لكنني أفضل اتخاذ القرار في اللحظة الأخيرة".
في المقابل، غردت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بأن طهران "لن تتفاوض تحت الضغط"، موجهة انتقادًا ضمنيًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بوصفه "مثير حروب سابق يتشبث بالبقاء في دائرة الضوء".
في ظل هذا المشهد المتسارع، يرى مراقبون أن الغموض الذي يُبقيه ترامب بشأن نواياه العسكرية، قد يكون تكتيكًا مقصودًا للضغط على إيران، لكنه أيضًا يؤشر إلى أن قرار الحرب لم يُحسم بعد.