بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة.. مصر تسعى لتشكيل قوة عربية مشتركة على غرار حلف "الناتو"

{title}
صوت الحق -

 متابعات: يسعى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لاستعادة دعم الموقف العربي لإطلاق "قوة عربية مشتركة" على غرار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تكون قادرة على التحرك لحماية أي دولة عربية تتعرّض لاعتداء، وهو اقتراح أُعيد طرحه بالفعل خلال الاتصالات الدبلوماسية الجارية تمهيداً للقمة العربية الإسلامية المقرّرة في الدوحة يوم الاثنين.


ونقلا عن مسؤول مصري مطّلع، أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، بأن القاهرة تعوّل كثيراً على الحصول على دعم المسار التنفيذي لهذا المقترح، الذي كان قد طُرح للمرة الأولى في مصر قبل نحو تسع سنوات.


وأشار المسؤول إلى أنه ثمة عوائق تنفيذية لا تزال أمام المقترح في حال تشكيل هذه القوة، أبرزها توقيت تدخّلها وآلية تفعيلها.


وفي هذا الإطار، تعمل مصر، عبر أذرعها العسكرية، على صياغة مقترحات لآلية عمل القوة تتيح استخدامها عند مقتضى الضرورة، وتشكيلها بما يتناسب مع التعداد السكاني للدول العربية وقواتها المسلحة، مع مراعاة التوازنات الإقليمية والسياسية في التشكيل، سواء بالنسبة إلى إشراك عسكريين من دول مثل المغرب والجزائر، أو تقاسم مناصب القيادة؛ إذ تريد القاهرة الاحتفاظ بالقيادة الأولى مقابل منح المنصب الثاني للسعودية أو لإحدى دول الخليج، وفقاً للمسؤول.


وبينما تقترح مصر إشراك نحو 20 ألف مقاتل من جيشها في القوة العسكرية المشتركة، فهي تسعى إلى الاستفادة من هذا المقترح في تسريع وتيرة تطوير وتزويد جيشها بأحدث الأسلحة، مع افتراض أن يكون قائد القوة رئيس أركان الجيش المصري، أو ضابطاً برتبة فريق (أعلى الرتب العسكرية في الجيش المصري).


وتتواصل المشاورات العربية بشأن هذا التشكيل، خصوصاً مع السعودية التي ستكون ثانية أكبر القوات عدداً في القوة في حال تشكّلها.


وفي الوقت نفسه، يتشارك الدبلوماسيون المعنيون بصياغة إطار هذه القوة، الاعتقاد بوجوب تجنّب أن يتحوّل تشكيلها إلى إعلان حرب عربية على إسرائيل، قد تتخذ منه بعض الدول ذريعةً للانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة مع تل أبيب، على حدّ قول المصدر.


وفي السياق، أعلنت مصر، السبت، عن اتصالات مكثفة مع مسؤولين بدول عربية وإسلامية استعدادا للقمة التي تستضيفها قطر بعد يومين لبحث سبل الرد على الهجوم الإسرائيلي في الدوحة.


وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن "الاتصالات جرت بين وزيرها بدر عبد العاطي ونظيريه السعودي فيصل بن فرحان والتركي هاكان فيدان، إضافة إلى نائب رئيس وزراء وزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار".


وأضافت أن الاتصالات جاءت "في ضوء التطورات الإقليمية المتسارعة في المنطقة، وفى إطار التنسيق المشترك مع دول الإقليم قبل انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة (الاثنين المقبل)".


وأردف البيان، أن الاتصالات "تناولت تقييم الأوضاع الراهنة، حيث تبادل الوزراء وجهات النظر حول سبل التعامل مع التحديات السياسية والأمنية الجسيمة التي تواجه المنطقة وتداعيات الاحداث الأخيرة".


وتابع أن الاتصالات تناولت كذلك "ضرورة مواصلة التنسيق في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار للدول العربية والإسلامية".


ونقل البيان عن الوزراء "تأكيدهم على أهمية تضامن الدول العربية والإسلامية في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة، وضرورة مواصلة تنسيق المواقف بما يحقق المصالح العربية والإسلامية وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة".




واليوم السبت، قال متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان نشرته الخارجية القطرية، إن الدوحة "ستستضيف الاثنين القادم، القمة العربية الإسلامية الطارئة، والتي تعقد في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة".


وأضاف أن القمة "ستناقش مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر مقدم من الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية الذي سينعقد يوم غد الأحد"، دون توضيح تفاصيل بشأن هذا المشروع المرتقب.

تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS