د. ماجد الحنيطي : تسويق المواقف السياسية: صور أردوغان

{title}
صوت الحق - د. ماجد الحنيطي
يعتمد تحقيق اهداف الدولة وبشكل كبير علي سمعتها او مكانتها السياسية كأحد أهم الفاعلين والمؤثرين في أنماط العلاقة بين مكوناته، وذلك من خلال قائمة أو "دليل سلوك" مميز لقيادة الدولة، وما تملكه من اتجاهات ايجابيه لجمهورها الداخلي والخارجي نحو سياستها وقراراتها، وتُشكل انطباعات الجماهير والصورة الذهنية التي تتشكل في وجدانه وتؤثر في سلوكه الأساس الذي تبنى عليه السمعة، لذا فإنه من الضروري ان تهتم قيادات الدول التي تسعى لاكتساب دورا في المسرح السياسي الدولي في بناء صورتها الذهنية بأنماط تتناسب مع اهدافها وغاياتها.
وبعد ذلك تأتي مرحلة "تسويق المواقف السياسية" الذي يعتمد على ثلاثة عوامل: الاتساع، والعمق والترابط، يشير الاتساع الى عدد القضايا المطروحة، ويشير العمق الى تعدد الحلول، والترابط باستخدام الوسائل المتماسكة والمتعددة، بالإضافة الى ادوات الإقناع التي تستهدف مشاعر الجماهير أولا ومن ثم عقولهم.
وفى الخطاب الذي القاه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تكاد القضايا المطروحة فيه لا تحصى، من هيمنة دول مجلس الأمن على النظام الدولي، الى ضعف الدور المتحدة في حل الخلافات والمنازعات، ثم القضية الفلسطينية، والازمة السورية، دور تركيا في استضافه اللاجئين، وقضية كشمير، والشأن الإيراني، ومن ثم مسألة الطاقة النووية....الخ، اما عن الحلول والترابط فقدت تمركزت جميعها حول ضرورة تحقيق العدالة و تفعيل دور الامم المتحدة وتطبيق قراراتها.
وعن ادوات الاقناع وخصوصا التي تستهدف مشاعر الجمهور فقد مثلت الصور التي رفعها الرئيس التركي على منبر الامم المتحد_ صورة الطفل السوري ايلان الكردي الذي توفي غرقا اثناء محاولة عائلته الوصول الى اوروبا عبر البحر، وخارطة فلسطين وتوسع الامتداد الاسرائيلي فيها، صوره المناطق الآمنة المأمولة على الحدود السورية_ أحد اهم اشكال تسويق المواقف السياسية