الخلاف لا يفسد للود قضية

{title}
صوت الحق - ابراهيم ارشيد النوايسة

إن العقل البشري زود بقدرات نفسية معقدة وكثيرة لا يمكن أن يعيش الإنسان ويستمر بدونها وتلك القدرات مشتركة بين الناس ولكن مستوها ومستوى رقيها ودرجة عملها تختلف من شخص إلى آخر، كما أن الناس لا تنصت إلى الأذكياء بل للذين يؤمنون بما يقولون ولديهم يقين بأنهم على حق.
الحكومة الأردنية متمسكة بما في نفسها وتقدم حلول أقل كلفة لمحاولة مسك العصا من المنتصف، ولكي لا تفتح على نفسها مطالب جديدة من قطاعات أخرى.

النقابة متصلبة في موقفها للمطالبة بالعلاوة 50% شاملة غير منقوصة ، وترفض أي حلول أخرى لشعورها بالظلم الكبير الواقع على قطاع التعليم ، إذاً التصعيد مستمر ما بين الحكومة والنقابة والفجوة تزداد هوة ولم تفلح وساطة النواب وأهل الخير وما زال تعطيل المسيرة العلمية مستمراً .

الطرفان يبحثان عن فرصة للفوز بمكاسبهم والحسم بصرف النظر عن اشياء أخرى، وأنا في هذه المقالة لا أريد إلا التحليل المنطقي مع استقراء المستقبل للخروج بنتائج عملية قابلة للتطوير.

يعلم الجميع بأن الأردن قد مر بظروف مالية صعبة نتاج أزمات متتالية مثل أزمة الخليج والثورات العربية واغلاق الحدود، وتمسك الشعب والقيادة بثوابته الوطنية حيال القضية الفلسطينية.

بالإضافة إلى الأخطاء المتمثلة في الإدارات الحكومات المتتالية ودخولها في المشاريع الفاشلة التي أضرت في الاقتصاد الوطني وانعكست بشكل مباشر على الوطن و المواطن الأردني في تحمل أعباء غلاء الأسعار والضرائب فأصبح مرتبه الشهري لا يكاد يسد رمق العيش، والمعلمين هم جزء من هذا النسيج الوطني فجميعنا بنفس المركب وقد ميزنا الله سبحانه وتعالى عن كافة المخلوقات بالعقل لنحلل ونفكر ونقرر .

فهنالك معادلة علمية تقول بأن معالجة الخطأ بالخطأ خطأ ، فإن التصلب والتشنج على رأي معين فيه ضرر كبير للوطن والمواطن ونحن نتحدث عن مئات الآلاف من الطلبة ليس لهم ذنب ولا جريرة في تصادم سياسات المعلمين والحكومة .

أعتقد بأن ما يجري على الساحة الأردنية يتطلب مزيداً من الصبر ولغة الحوار الجادة في إدارة الأزمات، بعيداً عن التشنج ضمن مبدأ معادلة الربح والخسارة ففي حقيقة الأمر لا يوجد رابح أو خاسر في هذه المعادلة فجميعنا في مركب واحد .