تجاوز أحوالنا ممكن

{title}
صوت الحق - خالد الزبيدي

دولة بمساحة الاردن وتعداد سكان نموذجي وببنية شبابية متعلمة تحب العمل، وموارد طبيعية جيدة منها الفوسفات والبوتاس والصخر الزيتي والنحاس والرمل الزجاجي وقدرة عالية في توليد الطاقة الكهربائية من الشمس والرياح والزراعة الموسمية واللاموسمية والسياحة وقطاع واسع من الخدمات في قطاعات جزئية غاية في الاهمية الصحة والعلاج والتعليم، وموقع جغرافي يزيد القيمة المضافة للاردن والاردنيين، وبرغم ذلك نعاني من مشاكل سرعان ما تتفاقم وتتحول الى ازمات مؤذية تكاد تشل الحياة، ونجد اصطفافات غريبة وعجيبة، ويتساوى العالم وأنصاف المتعلمين بإطلاق الفتاوى وطرح الحلول ونعيش في غشاوة وضبابية تستمر في ظل غياب الحقيقة والمرجعيات الكفؤة.
هذه الصورة المتكررة الحدوث دفعتنا الى الوراء سنوات كانت الاصعب خلال السنوات العشر الماضية، فقد زاد الاغنياء بمتوالية حسابية بينما ارتفع الفقر والفقراء وفق متوالية هندسية، وتسلقت العجوز المالية والدين العام مرتفعات شاهقة وتم فرض الضرائب بلا هوادة كل ذلك تم بدون مبررات حقيقية، فهذا التراجع والتعقيدات التي تعمقت حتى لم يتم رسم حد فاصل لها وحدود تصل اليها، اي ان المستقبل لا زال مبهما، ولا خطط ولا برامج يعتد بها او قابلة للتنفيذ والقياس.

مبررات الحكومات المتعاقبة تتعذر بعدم القدرة على النمو المستهدف لنقص الموارد، علما ان دولا تنسمت القمم وحققت نموا مستداما اعتمدت على الموارد البشرية والاستثمار في الانسان فاليابان والمانيا وسلوفينيا وقائمة طويلة حققت النمو بدون النفط والغاز فقد اعتمدت على بناء نظام حياة جاد وقوانين واضحة وملزمة، بدءا من استخدام الطريق الى اعقد مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الانسان هو نتاج البيئة وهو لاحقا يطوعها لجني ثمار جهوده، وإذا عدنا الى احكام الاديان والقوانين الالهية، والوضعية ومواكبة احتياجات الانسان وتطوراته نستطيع التقدم والإفلات من الحالة الصعبة التي انزلقنا اليها دون رد الحقيقي، والابتعاد عن التمترس كل في موقعه وخندقه لا يبارحه ترقب بالاخرين علما بأننا يجب ان نكون صفا للسير لتحقيق الاهداف السياسية والاقتصادية، وعدم السماح لاي من النيل منا، اما ترك ظهور انفسنا مكشوفة هي اصعب مرحلة نمر بها دون ان نعي ما يجري داخل مجتمعنا ومن حولنا.

مرة جديدة قادرون على النهوض وهذا رهن بوجود اهل هذا النهوض والتقدم.