هوية قيادي المرحلة الحرجة في القطاع السياحي
صوت الحق -
مخاض عسير يخوضه القطاع السياحي، قُوبل بإجراءات إدارية واقتصادية استثنائية لإعادة إنعاشه والحد بقدر الإمكان من تبعاته السلبية على المستثمر والأيدي العاملة على حد سواء، في هذا المقال لست بصدد تمحيصها وتفنيد بنودها المثيرة للجدل في بعض جزئياتها؛ فقد سبق السيف العذل، بل حديثي لما بعد الدعم الحكومي السخي والذي سيندر نظيرة في المرحلة المقبلة، ما هي الخطط والآليات المستقبلية في ظل شح الطلب السياحي العالمي وتعقيداته؟ هل صفوفها الأولى قادرة على المواجهة والمجابهة؟
ما يثير حفيظتي أن جلّ من يُمسك دفة القطاع السياحي حاليًا هم من خارج رحمه، ليس طعنًا لشخوص أو قامات لا أشكك البتة بإخلاصهم، بل لأن المرحلة الحالية تتطلب أشخاصًا ذوي سمات مختلفة؛ فالوضع الراهن لا يتحمل التنظير والتجريب. وبذلك فنحن بحاجة لنخبة قادرة على إعادة هيكلة البيت السياحي الداخلي، ووضع قواعد وأنظمة تواكب تسارع الأحداث برد فعل غير متلكئ، قيادات ذات صولات وجولات في القطاع السياحي، قياديٌ تفطرت قدماه وهو يتنقل ذهابًا وإيابا في سيق البتراء، وتصدع رأسه من رمضاء وادي رم، وتهشمت ثيابه من أشواك محمية ضانا؛ سعيًا وراء رزقه في هذا القطاع. تسلق السلم السياحي منفردًا بأطرافه الخشنة. شخصٌ يعلم دهاليز وخفايا القطاع وما يجري خلف كواليسه من عبث، لا ما يظهر للعيان من حملان وديعة دائمة الشكوى.
للأسف قطاعنا السياحي لم يكن بأحسن أحواله -كما يظن عامة الناس- قبل الصدمة الفيروسية، فالأرقام المليونيّة المسجلة لأعداد السياح هي نمو طبيعي؛ نتاج زيادة استقرار الأوضاع، كحال البلدان المتعافية في تلك الفترة من أزمة الربيع العربي. بل وكانت تلوح بالأفق أزمة إعلامية ستضر بسمعة المنتج السياحي الأردني، نتيجة ممارسات فوضوية وأنانية مستغلة ذات بصيرة معدمة لا يفقهها إلا من كان على تماسٍ مباشر مع السياح.
رغم أن عمر القطاع السياحي الأردني لا يتجاوز الثلاثة عقود ونيف، ألا أنه أفرز مهنيين وفنيين على مستوى عالٍ جدًا من الحرفية، قادرين على إيجاد عشرات الحلول التي قد تسهم في وقف نزيف القطاع المتقلب بأستمرار، واستشفاف متطلبات المرحلة المقبلة. يعضون النواجذ آسفًا على حال القطاع السياحي، لكن لا تجد لأصواتهم آذانًا صاغية؛ لكثرة العوائق وقنوات التشويش ذات المصالح الشخصية، يطلعونك على تجاربهم الغنية التي أثروها بالعلم والشهادات الأكاديمية ولسان حالهم يقول: نحن هنا!!
آمل أن يوكل الأمر إلى أهله الأصليين، وأرجو أن تفرز لنا المرحلة المقبلة مسؤولًا في القطاع السياحي علمي، عملي، عصامي، صدامي، إبداعي، تشاركي، كاشف للمغطى والمستور، أو إن شق الأمر على أصحاب القرار، فعلى الأقل وجود فئة منهم كبطانة تدلو بدلوها دون حاجز أو عائق، فتخرجنا من هذه العاصفة شديدة الحلكة إلى شاطئ الأمان.
د. عمر طه
ما يثير حفيظتي أن جلّ من يُمسك دفة القطاع السياحي حاليًا هم من خارج رحمه، ليس طعنًا لشخوص أو قامات لا أشكك البتة بإخلاصهم، بل لأن المرحلة الحالية تتطلب أشخاصًا ذوي سمات مختلفة؛ فالوضع الراهن لا يتحمل التنظير والتجريب. وبذلك فنحن بحاجة لنخبة قادرة على إعادة هيكلة البيت السياحي الداخلي، ووضع قواعد وأنظمة تواكب تسارع الأحداث برد فعل غير متلكئ، قيادات ذات صولات وجولات في القطاع السياحي، قياديٌ تفطرت قدماه وهو يتنقل ذهابًا وإيابا في سيق البتراء، وتصدع رأسه من رمضاء وادي رم، وتهشمت ثيابه من أشواك محمية ضانا؛ سعيًا وراء رزقه في هذا القطاع. تسلق السلم السياحي منفردًا بأطرافه الخشنة. شخصٌ يعلم دهاليز وخفايا القطاع وما يجري خلف كواليسه من عبث، لا ما يظهر للعيان من حملان وديعة دائمة الشكوى.
للأسف قطاعنا السياحي لم يكن بأحسن أحواله -كما يظن عامة الناس- قبل الصدمة الفيروسية، فالأرقام المليونيّة المسجلة لأعداد السياح هي نمو طبيعي؛ نتاج زيادة استقرار الأوضاع، كحال البلدان المتعافية في تلك الفترة من أزمة الربيع العربي. بل وكانت تلوح بالأفق أزمة إعلامية ستضر بسمعة المنتج السياحي الأردني، نتيجة ممارسات فوضوية وأنانية مستغلة ذات بصيرة معدمة لا يفقهها إلا من كان على تماسٍ مباشر مع السياح.
رغم أن عمر القطاع السياحي الأردني لا يتجاوز الثلاثة عقود ونيف، ألا أنه أفرز مهنيين وفنيين على مستوى عالٍ جدًا من الحرفية، قادرين على إيجاد عشرات الحلول التي قد تسهم في وقف نزيف القطاع المتقلب بأستمرار، واستشفاف متطلبات المرحلة المقبلة. يعضون النواجذ آسفًا على حال القطاع السياحي، لكن لا تجد لأصواتهم آذانًا صاغية؛ لكثرة العوائق وقنوات التشويش ذات المصالح الشخصية، يطلعونك على تجاربهم الغنية التي أثروها بالعلم والشهادات الأكاديمية ولسان حالهم يقول: نحن هنا!!
آمل أن يوكل الأمر إلى أهله الأصليين، وأرجو أن تفرز لنا المرحلة المقبلة مسؤولًا في القطاع السياحي علمي، عملي، عصامي، صدامي، إبداعي، تشاركي، كاشف للمغطى والمستور، أو إن شق الأمر على أصحاب القرار، فعلى الأقل وجود فئة منهم كبطانة تدلو بدلوها دون حاجز أو عائق، فتخرجنا من هذه العاصفة شديدة الحلكة إلى شاطئ الأمان.
د. عمر طه