وطني ورحلة البحث فيه عنه

{title}
صوت الحق - د.روز مروان النسور



أمضي والطريق طويل لذكرى ونسبٍ عريقين، ونهاري وليلي كوكباه عنبرٌ فواح تاريخه متجذرٌ ، فيحائه جذابةٌ فريدة، إلّا أنَّها تَألَفُ القلوب



والمضي بالتاريخ قراءَةً ، و رؤيا ، و حياة لبلدٍ يحاكي أساطير الأولين في أواصِرِ الهجرة والأنصَارِ ، والتّلَاحُمِ وَ الكِفاحْ ، يُكَفْكِفُ الجِراحَ كَما دَمْعُ العَينِ عَصِيّاً ، يمجّدُ الأرضَ و أكنَافَهَا ! مثلَمَا العابِدِ مُصَدّقَاً



أشجَارُهُ حُلّة شامخة، أثارُهُ إرثٌ جَليلْ

وَالأهْلُ أيُّ الأهلِ قليلٌ فيهمُ أجمَلُ الجميل



تتهاوى العِبارات و تُسكَبُ العبرات في ذكرى أي ذكرٍ لــ "أردن الجيل و الجيل و الجيل"



لطالما فاض هذا البلد الأبِيّ بشعور مواطنيه وشعبه ويفيض خيره بحبهم و انتمائهم وولائهم



أما آن لهذه الايادي المُعرِقَة ، و الجباهِ الندية ، و عيونٌ كحيلةٌ ؛ ليلُها مقمِرٌ يضيء آمالاً معلّقة

أربابُ طُفولَةٍ بُنِيَت على أهازيج الكرامة ، و الجندي المجهول ، و عسكريٌ مولود في كل اردني و اردنية

شعبه فتيٌ شبابه نحن ، رواده نحن ، فرسانهُ نحن

أمَا آنَ زَمَنُ تلاقي المُقَلِ المُقمِرَةِ جمالاً ، و أحلاماً باتت أصحَابُهَا فرساناً راجلين !



أينَ الصهوةُ التي ننتظر إمتطائَهَا ، وفي أي كتُبِ ذكِرَ بِأنّ خيلَ عربي أصيلِ النّسَبِ صهل متفاخراً بلا فارسٍ أنامِلُه تناجيه ، إرتواء صحراءَ تلتهبُ ،

لتظفرَ بأيهما

وكلاهما يطفئها ضرباً من التلاحم



ها هنا فرساناً راجلين منتظرين متعطشين لضرب الأرض إعماراً

لخلق الجمالِ ، بحثاً عن جزءٍ من إمكانيات ٍ هم أجدرُ بأن يصنعوا بها الكمال



لا زلتُ أمضي و لا يزال أملي ناراً تحرِقُ الثبوطَ و الكسل بحثاً عن ذاكَ البصيصُ المأمول من أرض الأحرار أن ترقي بنا كما نود أن نداوم الرقي بها



أفما آن الأوان ؟



لصورةٍ من جنة على الأرض ، لا أكثر من صورةٍ تكبرُ و تموت ، ثم تحيا و تموت ، إلّا أنّها تُرسَمُ و تَعْمُر فما كان الخلودُ مَطلَبُنَا وما دامَ وجهٌ قط



فدوام الحال محال ، إلّا أنّ إدراكنا يطالب بإنتفاعٍ على الأستغلال ، و محاولة على التحايل

صدقاً بالنوايا تعاضدٌ ملموس



علنا نجني ثمارَ اقتِباسَ " شجرة الإغواءِ على أرضِ الحياة "

الأردن



ناهضين بها شجرة مُعَمّرَةً على معمورة الأغواء ..