الأردن بوابة الإقليم إلى واشنطن
صوت الحق -
في الأردن توقعات ما، كون الرئيس الأميركي الجديد، على صلة إيجابية بالأردن، ولأن مدير وكالة المخابرات الأميركية الجديدة، كان سفيرا في الأردن، نهاية التسعينيات، وعلى صلة إيجابية بعمان.
ربما هذه مؤشرات جيدة، على صعيد العلاقات، لكنها لا تعني بالضرورة حدوث انقلاب في العلاقات، فلن تصحو واشنطن غدا، وتقدم للأردن عشرة مليارات دفعة واحدة، لكن سيخف الضغط على عمان، وهو الضغط الذي مورس آخر عامين، بسبب الإدارة المنتهية ولايتها، والجفاء الذي ساد هذه العلاقات.
هذا يعني ان كل القصة، ليست بحاجة الى ابتهاج، فنتيجة الانتخابات الأميركية، وما ينجم عنها، ذات تأثير أميركي أولا، ثم تترك اثرا على مختلف علاقات واشنطن بدول العالم، لكنها ليست نتيجة اردنية، ستصب لصالح الأردن، وكأننا تدخلنا بالانتخابات الأميركية، وفتحنا واشنطن فتحاً مبيناً، على سروج خيلنا.
وجه الاحتفاء المبطن في الأردن، يرتبط بنقطتين فقط، أولهما، خروج الإدارة السيئة بعد أيام، وثانيهما ان من سيحكمون في الولايات المتحدة، أصدقاء للأردن، لن يتقصدوا إيذاء الأردن عبر الضغط عليه.
القصة الثانية التي تتشاغل بها عمان غير الرسمية، هي كثرة الكلام عن الحاجة الى تغييرات على مستويات مختلفة، فكما ان للأردن صداقات في واشنطن، فإن للديموقراطيين والإدارة الجديدة صداقات في عمان، وهناك أسماء متعددة يتم طرحها، لأنها قد تكون مؤهلة للتعامل مع الإدارة الجديدة، بسبب صلات سياسية قديمة، او علاقات شخصية، وهذا امر منطقي، لكنه أيضا، قد يخضع لاعتبارات لا تخطر على بال احد.
علينا ان نتذكر هنا، ان علاقات الدول، لا تدار بمنطق الصداقات فقط، أصدقاء عمان في واشنطن، وأصدقاء واشنطن في عمان، اذ ان هناك محددات ثانية حساسة، تدخل على الخط، تؤدي في حالات كثيرة، الى انتاج معادلات جديدة في هذه العلاقات، كما ان العلاقات ذاتها تدار عبر مستويات مختلفة، بعضها من المستويات العليا التي تتجاوز كل الكلام الذي نسمعه عن الاسماء، وبعضها يرتبط بدور المؤسسات واطارها التنسيقي مع غيرها، بمعنى ان الأسماء هنا، ليست هي العنصر الغالب فقط.
برغم كل هذه التعقيدات، لا يمكن ان ننكر ان الأردن قد يكون الأكثر حظوة في الإقليم خلال السنين المقبلة، لاعتبارات كثيرة، وهو يسترد موقعه المركزي، ويعيد التموضع، وسوف يخرج من حالة دفعه القسري الى الحافة او الأطراف والادوار الأقل أهمية، نحو القلب والمركز، وهذا امر مؤكد، سيؤثر أيضا على قدرة الأردن على استقطاب دول المنطقة، وربما سيمثل بوابة لبعضها نحو واشنطن الغامضة في تقييماتها.
هذا يعني ان الأردن امام فرصة نادرة، حتى يوظف علاقته بالإدارة الأميركية الجديدة، نحو استرداد دوره الإقليمي، ومكانته التي تعرضت الى تراجع، والمؤكد هنا ان الفائدة الأولى الأكثر أهمية لوجود أصدقاء للأردن في واشنطن، اخراج الأردن من حالة التغييب الإقليمي، بل ومضاعفة الدور، وهذا دور يتوجب انتزاعه، وليس انتظاره، خصوصا، ان واشنطن لن تطرق باب احد، وسيكون مطلوبا من عمان، تقديم تصورها لقضايا المنطقة، والاولويات، والا تسمح لأحد بتثبيتها في الصفوف الخلفية في المنطقة.
علينا الا نخلط بين الابتهاج بالخلاص من إدارة سيئة، والمبالغة بتوقعاتنا من الإدارة الجديدة، فيما عمان عليها واجب صياغة تصور جديد بفريق جديد لعلاقتها مع واشنطن في ظل هذا المناخ القابل للتوظيف والاستثمار، وان تستفيد عمان ممن لديه خبرة في الاتجاهين، لوضع هذا التصور، من اجل الخروج تماما، من مأزق الإقليم، وتوحش قواه، والرغبة بمصادرة أدوار الآخرين، وبحيث لا تعود عمان فقط الى ذات قوة فترة ما قبل إدارة الرئيس المنتهية ولايته، بل تسترد مركزية مكانتها في كل الإقليم، وبحيث يكون الأردن بوابة الإقليم، نحو الولايات المتحدة، خصوصا، ان أوراق المنطقة، ليست بيدنا اليوم، بل يوجد شركاء آخرين، بعضهم يريد الشراكة، وبعضهم يريد اضعافك، وبعضهم سيحث عن وسيط بديل غير الأردن.
سيكون الأردن بوابة الإقليم الى واشنطن، اذا نجح في وضع تصوره ووجد فريقه، وحدد أهدافه، واقتنع بعض من فيه، ان تذويب دور الأردن، مكلف جدا، سياسيا واقتصاديا وجيوسياسيا.
هذا إقليم خطير، لن يبقى فيه شيء على حاله، وعلينا ان نستبصر المستقبل، ببصيرة حادة.
ربما هذه مؤشرات جيدة، على صعيد العلاقات، لكنها لا تعني بالضرورة حدوث انقلاب في العلاقات، فلن تصحو واشنطن غدا، وتقدم للأردن عشرة مليارات دفعة واحدة، لكن سيخف الضغط على عمان، وهو الضغط الذي مورس آخر عامين، بسبب الإدارة المنتهية ولايتها، والجفاء الذي ساد هذه العلاقات.
هذا يعني ان كل القصة، ليست بحاجة الى ابتهاج، فنتيجة الانتخابات الأميركية، وما ينجم عنها، ذات تأثير أميركي أولا، ثم تترك اثرا على مختلف علاقات واشنطن بدول العالم، لكنها ليست نتيجة اردنية، ستصب لصالح الأردن، وكأننا تدخلنا بالانتخابات الأميركية، وفتحنا واشنطن فتحاً مبيناً، على سروج خيلنا.
وجه الاحتفاء المبطن في الأردن، يرتبط بنقطتين فقط، أولهما، خروج الإدارة السيئة بعد أيام، وثانيهما ان من سيحكمون في الولايات المتحدة، أصدقاء للأردن، لن يتقصدوا إيذاء الأردن عبر الضغط عليه.
القصة الثانية التي تتشاغل بها عمان غير الرسمية، هي كثرة الكلام عن الحاجة الى تغييرات على مستويات مختلفة، فكما ان للأردن صداقات في واشنطن، فإن للديموقراطيين والإدارة الجديدة صداقات في عمان، وهناك أسماء متعددة يتم طرحها، لأنها قد تكون مؤهلة للتعامل مع الإدارة الجديدة، بسبب صلات سياسية قديمة، او علاقات شخصية، وهذا امر منطقي، لكنه أيضا، قد يخضع لاعتبارات لا تخطر على بال احد.
علينا ان نتذكر هنا، ان علاقات الدول، لا تدار بمنطق الصداقات فقط، أصدقاء عمان في واشنطن، وأصدقاء واشنطن في عمان، اذ ان هناك محددات ثانية حساسة، تدخل على الخط، تؤدي في حالات كثيرة، الى انتاج معادلات جديدة في هذه العلاقات، كما ان العلاقات ذاتها تدار عبر مستويات مختلفة، بعضها من المستويات العليا التي تتجاوز كل الكلام الذي نسمعه عن الاسماء، وبعضها يرتبط بدور المؤسسات واطارها التنسيقي مع غيرها، بمعنى ان الأسماء هنا، ليست هي العنصر الغالب فقط.
برغم كل هذه التعقيدات، لا يمكن ان ننكر ان الأردن قد يكون الأكثر حظوة في الإقليم خلال السنين المقبلة، لاعتبارات كثيرة، وهو يسترد موقعه المركزي، ويعيد التموضع، وسوف يخرج من حالة دفعه القسري الى الحافة او الأطراف والادوار الأقل أهمية، نحو القلب والمركز، وهذا امر مؤكد، سيؤثر أيضا على قدرة الأردن على استقطاب دول المنطقة، وربما سيمثل بوابة لبعضها نحو واشنطن الغامضة في تقييماتها.
هذا يعني ان الأردن امام فرصة نادرة، حتى يوظف علاقته بالإدارة الأميركية الجديدة، نحو استرداد دوره الإقليمي، ومكانته التي تعرضت الى تراجع، والمؤكد هنا ان الفائدة الأولى الأكثر أهمية لوجود أصدقاء للأردن في واشنطن، اخراج الأردن من حالة التغييب الإقليمي، بل ومضاعفة الدور، وهذا دور يتوجب انتزاعه، وليس انتظاره، خصوصا، ان واشنطن لن تطرق باب احد، وسيكون مطلوبا من عمان، تقديم تصورها لقضايا المنطقة، والاولويات، والا تسمح لأحد بتثبيتها في الصفوف الخلفية في المنطقة.
علينا الا نخلط بين الابتهاج بالخلاص من إدارة سيئة، والمبالغة بتوقعاتنا من الإدارة الجديدة، فيما عمان عليها واجب صياغة تصور جديد بفريق جديد لعلاقتها مع واشنطن في ظل هذا المناخ القابل للتوظيف والاستثمار، وان تستفيد عمان ممن لديه خبرة في الاتجاهين، لوضع هذا التصور، من اجل الخروج تماما، من مأزق الإقليم، وتوحش قواه، والرغبة بمصادرة أدوار الآخرين، وبحيث لا تعود عمان فقط الى ذات قوة فترة ما قبل إدارة الرئيس المنتهية ولايته، بل تسترد مركزية مكانتها في كل الإقليم، وبحيث يكون الأردن بوابة الإقليم، نحو الولايات المتحدة، خصوصا، ان أوراق المنطقة، ليست بيدنا اليوم، بل يوجد شركاء آخرين، بعضهم يريد الشراكة، وبعضهم يريد اضعافك، وبعضهم سيحث عن وسيط بديل غير الأردن.
سيكون الأردن بوابة الإقليم الى واشنطن، اذا نجح في وضع تصوره ووجد فريقه، وحدد أهدافه، واقتنع بعض من فيه، ان تذويب دور الأردن، مكلف جدا، سياسيا واقتصاديا وجيوسياسيا.
هذا إقليم خطير، لن يبقى فيه شيء على حاله، وعلينا ان نستبصر المستقبل، ببصيرة حادة.