الجيش العربي في شرق الاردن

{title}
صوت الحق -
أمل محي الدين الكردي




أذيع عبر محطة الاذاعة في عمان يوم 13 شباط عام 1938م معلومات طريفة بحق الجيش العربي الاردني وتضمن اللقاء معلومات طريفة حيث قال: الجيش العربي هو قوة الشرطة والدرك في شرق الاردن وهو مسؤول لدى حكومة سمو الامير المعظم عن الامن العام وحفظ النظام وادارة السجون والمهاجرة والسفر وتطبيق قانون السير الذي يشمل اصدار رخص السيارات والسواقين ويتألف الجيش العربي من اربعين ضابطا وثلاثة مرشحين لضباط والف واثنين وستين جندياً ومئة وخمس وستين جنديا احتياط وهو يشمل على عدة فروع كالفرسان والهجانة والمشاة والقسم الميكانيكي أي السيارات المسلحة هذا وان مركز القيادة والاحتياط والمعسكر العام في عمان. أما باقي القوة فموزع على الارياف ومقسم على ست مناطق وسبعين مخفراً ونقسم شرق الاردن الى خمس مناطق وهي عجلون والبلقاء والكرك ومعان ومنطقة البادية وهذه المناطق منظمة على شكل يسهل الاعمال الادارية والبوليسية معاً ويدير هذه المناطق من الناحية البوليسية معاً ما عدا منطقة البادية ضباط اردنيون حيث يعود اليهم الفضل كله في الوصول الى هذه الحالة الممتازة السائدة في جميع نواحي شرق الاردن وذلك من حيث استتاب الامن واحترام القانون والنظام .

وهناك في الصحراء جزء من قوة الجيش العربي يعرف بقوة البادية انشىء في عام 1930م ويتألف السواد الاعظم من قوة البادية من البدو أما أبناء شيوخ او من أقرباء زعماء القبائل ولا يخفى أن الغزو في الصحراء كان مستمراً وكان مصدر قلق عظيم للحكومة لكن كفاءة قوة البادية وحسن قيامها بالواجب المفروض عليها قد جعل الغزو أثراً بعد عين في جميع بوادي شرق الاردن بينما كلنا يعلم ان الغزو هو جزء من طبيعة البدوي الموروثة حيث يعتبر رياضة مشروعة ومفخرة من المفاخر عنده.

وفي شرق الاردن تسعة سجون بما فيها السجن المركزي في عمان وكافة السجناء الذين يزيد حكمهم عن ثلاثة اشهر يُرسلون الى السجن المركزي ولا حرفة لهم ولا صناعة او ممن كان اعتمادهم بالمعيشة مقتصراً على الزراعة غير انهم بعد ما يمكثون قليلاً في السجن سرعان ما يتعلمون الحرف المختلفة والمفيدة كالنجارة والحدادة والبناء والقصارة والدهان والغسيل والكي وصناعة السجاد وادارة مقاسم التلفون وقلع الاحجار وتحتها اضف الى انه يوجد في الجيش لجنة خيرية اختيارية اخذت على عاتقها مساعدة المساجين بعد خروجهم من السجن واطعام المعوزين وكسوتهم وايجاد اعمال للمستحقين من العاطلين وادخال المرضى من الفقراء الى المستشفيات وارجاع الغرباء المقطوعين الى اوطانهم.

هذا هو جيشنا العربي بين الامس واليوم كما اذيع عنه عبر الاذاعة في تاريخه المذكور وكتبت هذه المعلومة عبر الصحف في حينها ويعتبر الجيش الاردني من أفضل الجيوش وهو ذا امتيازات عالية في التدريب والتجهيز ومن اقوى الجيوش العربية واليوم نرسم جنودنا بأحلى وأبهى الصور التي يخفق لها القلب وهم كنز الوطن وثروته وحماة الديار ، واليوم ننتطلع الى الاجهزة الامنية والادارات المساندة لهم بكل فخر واعتزاز على مواقفهم الانسانية المقرونة بالنخوة والشهامة والبصمات الانسانية وهذا ما جعلنا نحترم ونقدس هذه الجنود الباسلة، التي ما زالوا يقدمون اروع الصور في البطولة والتضحية الى يومنا هذا فلهم منا تحية الاعتزاز والفخار ولأرواح الشهداء الابرار التقدير والوفاء.

أرجو الله تعالى أن يبقى جيشنا ذخراً لنا وللوطن وأن يطيل الله في عمر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ويمده بالصحة والعافية وأن يرحم مؤسس الدولة الاردنية وجيشها وان يبقى الوطن ذخراً لنا ونبقى له.