الدولة الأردنية والملك
صوت الحق -
في مقالته التي طرّز فيها الأمير الحسن بن طلال عصارة أفكاره لعصر ما بعد المئوية الأولى للدولة الأردنية ، أخرج سموه من صندوق تاريخ الأردن لآلىء لا تزال مضيئة في سماء المجتمع الأردني المتآلف والقابض على حبل الوطن المتين،والحسن كثاني أكبر رجالات الهاشميين سناً، قد التقط الإنعطافة التاريخية المصادفة لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني السعيد يوم غدٍ، إذ لا زال جلالته على مقعد قيادة الرأي وانسيابية الفكر والعملقة السياسية في مواجهة التحديات التي تعصف بالعالم العربي والسعي نحو استقرار وحماية الأردن مجتمعا ودولة، ولطالما قدم الملك بين يديها نقاشات مستفيضة تجاوزت صراع البقاء نحو تحويل إرث التاريخ الى ماكينة عمل متجددة تعيش على هديرها الأجيال القادمة.
والحسن بتأكيده على قيادة الملك الحكيمة ،يتدرج في سرديته التاريخية عبر الهجرة الثانية لأبناء الملك الحسين بن علي التي قادها الملك المؤسس عبدالله الأول على وقع الثورة العربية بعد أخيه الملك فيصل الذي أسس الحكومة الفيصلية على أرض سوريا، فإنه يستجر الإرث العربي الذي كان غرام عمالقة الفكر والسياسة والنهضويين الأردنيين والعرب الساعين للوصول الى الدولة العربية الكبرى، والتي تمثلت بالأردن وقيادته كإنموذج لصفحات مشرقة من الإخاء والإمتزاج العرقي والديني والبنيوية الشعبية للعشائر والعائلات، ولجيشها الذي طيبت دماء عسكره ثرى فلسطين والشام والأردن ككواكب تحوم حول الثريا لتحمي الثرى الشريف.
إن استشراف الحسن لمستقبل ما بعد المئة عام بقيادة الملك، وتكييفه لحاضر الدولة الأردنية كمدخل للدولة المنشودة مستقبلا، يستدعي الجلوس على قمة الجبل كي يرى المتفحص ما هي الطريق القويم للبدء في ما نسميه مشروع الدولة الأردنية الجديد، خصوصا في ظل إرهاصات الواقع المعقد للدولة العربية برمتها، ولكن الحسن يحسن انتقاء أفكاره للوصول إلى ترجمة المعاني بلغة الجمع ما بين الرعيل الأول الذي ضحّى لخلق دولة كادت أن لا تكون كما نعرفها بسبب ثعالبية المستعمر والتفافه على التعهدات التي قطعها للشريف الحسين بن علي، وهكذا بقي الأردن الدولة الوحيدة التي حكم عرشها الهاشميون، لأن شعب الأردن الآوائل آمنوا بالنسب الشريف ليبقى خيمة يقيمون عليها ويرحلون معها، يقاتلون بها ويدافعون عنها، وينتظرون منها حسن الجزاء،والوفاء بالوفاء.
الحسن بفطنته، لم يخالجه شعور التمني والشهيق لروح الماضي الذي َمرّ في مُرٍّ وصعوبات، بل أغلق الباب خلفه واستعان بنافذة التاريخ ليحكي لنا قصة نعرفها جميعا، ولكنه رآها من وجهة نظر أخرى متعلقة باستمرارية العرش الهاشمي الذي يقوده جلالة الملك عبدالثاني ليس كأردني فحسب بل بدوره العروبي في الدفاع عن قلاع عربية عدة على رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وما عليها من مقدسات إسلامية ومسيحية لا يجوز المساس بها، وهو قد برز متسلحا بالأسئلة التي تقف على طريقنا كشواخص إرشادية لمستقبل الدولة الأردنية في مئويتها الثانية التي طالما ناقش خارطة طريقها جلالته في أكثر من مناسبة .
لم يكن الأردن مجرد صحراء قاحلة عبرت التاريخ المنسي كما يدعّي الهمازّون، بل كان الأردنيون مقاتلين منذ عهد الملك المؤابي كموش وابنه ميشع الدبياني قبل 2844 عاما، وميشع الجنوبي هو من هزم جيش اليهود وأجلاهم عن جنوب الأردن الكركي، ولم يحكم فيها أي أجنبي، بل أن "الغساسنة" قد حفظوا تراب هذا الوطن منذ مسيحيتهم الأولى ودخولهم جيش الفتح الإسلامي، ولم يستوطن تراب هذا البلد إلا العروبيين، وإذا كان عهد المئوية مستمرا بالهاشميين، فلأنهم تآخوا مع شعب طيب الأعراق والفروع فمنهم الأمراء ومن الشعب الوزراء، ولهذا فإن قيام إمارة شرق الأردن جاء بعد أن تآمر الأخرون على الثورة العربية الكبرى، فحماها الأرادنة من شتى منابتهم وأصولهم.
إن الأردن قد ولد جزءاً من مملكته العربية الأكبر، وإن لم يسعفه القدر، فإنه قد وُلد ليبقى ويستمر قويا ومتجددا بروح وثابة الى ما نريده جميعا، في ظل استقرارمؤسسة العرش كضامن للسلطات وديمومة المؤسسات المتطورة وكفالة العدالة الإجتماعية والانفتاح الاقتصادي ودعمه وتوفير سبل العيش الكريم للجميع وإعادة بناء الهيكلية الحكومية لترعى المصالح العامة والدفاع عن حقوق الشعب وضمان هيبة الدولة المستمرة نحو تحصين مواقفها القوية وتحفيز المصداقية للوصول الى الثقة ما بين المواطن وحكوماته.
الدولة الأردنية المتجددة لا تحتاج الى مئة عام أخرى لتثبت وجودها، بل يكفي أن هناك مخلصين صامتين يعملون لمستقبل أجيالنا دون ضجيج.
والحسن بتأكيده على قيادة الملك الحكيمة ،يتدرج في سرديته التاريخية عبر الهجرة الثانية لأبناء الملك الحسين بن علي التي قادها الملك المؤسس عبدالله الأول على وقع الثورة العربية بعد أخيه الملك فيصل الذي أسس الحكومة الفيصلية على أرض سوريا، فإنه يستجر الإرث العربي الذي كان غرام عمالقة الفكر والسياسة والنهضويين الأردنيين والعرب الساعين للوصول الى الدولة العربية الكبرى، والتي تمثلت بالأردن وقيادته كإنموذج لصفحات مشرقة من الإخاء والإمتزاج العرقي والديني والبنيوية الشعبية للعشائر والعائلات، ولجيشها الذي طيبت دماء عسكره ثرى فلسطين والشام والأردن ككواكب تحوم حول الثريا لتحمي الثرى الشريف.
إن استشراف الحسن لمستقبل ما بعد المئة عام بقيادة الملك، وتكييفه لحاضر الدولة الأردنية كمدخل للدولة المنشودة مستقبلا، يستدعي الجلوس على قمة الجبل كي يرى المتفحص ما هي الطريق القويم للبدء في ما نسميه مشروع الدولة الأردنية الجديد، خصوصا في ظل إرهاصات الواقع المعقد للدولة العربية برمتها، ولكن الحسن يحسن انتقاء أفكاره للوصول إلى ترجمة المعاني بلغة الجمع ما بين الرعيل الأول الذي ضحّى لخلق دولة كادت أن لا تكون كما نعرفها بسبب ثعالبية المستعمر والتفافه على التعهدات التي قطعها للشريف الحسين بن علي، وهكذا بقي الأردن الدولة الوحيدة التي حكم عرشها الهاشميون، لأن شعب الأردن الآوائل آمنوا بالنسب الشريف ليبقى خيمة يقيمون عليها ويرحلون معها، يقاتلون بها ويدافعون عنها، وينتظرون منها حسن الجزاء،والوفاء بالوفاء.
الحسن بفطنته، لم يخالجه شعور التمني والشهيق لروح الماضي الذي َمرّ في مُرٍّ وصعوبات، بل أغلق الباب خلفه واستعان بنافذة التاريخ ليحكي لنا قصة نعرفها جميعا، ولكنه رآها من وجهة نظر أخرى متعلقة باستمرارية العرش الهاشمي الذي يقوده جلالة الملك عبدالثاني ليس كأردني فحسب بل بدوره العروبي في الدفاع عن قلاع عربية عدة على رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وما عليها من مقدسات إسلامية ومسيحية لا يجوز المساس بها، وهو قد برز متسلحا بالأسئلة التي تقف على طريقنا كشواخص إرشادية لمستقبل الدولة الأردنية في مئويتها الثانية التي طالما ناقش خارطة طريقها جلالته في أكثر من مناسبة .
لم يكن الأردن مجرد صحراء قاحلة عبرت التاريخ المنسي كما يدعّي الهمازّون، بل كان الأردنيون مقاتلين منذ عهد الملك المؤابي كموش وابنه ميشع الدبياني قبل 2844 عاما، وميشع الجنوبي هو من هزم جيش اليهود وأجلاهم عن جنوب الأردن الكركي، ولم يحكم فيها أي أجنبي، بل أن "الغساسنة" قد حفظوا تراب هذا الوطن منذ مسيحيتهم الأولى ودخولهم جيش الفتح الإسلامي، ولم يستوطن تراب هذا البلد إلا العروبيين، وإذا كان عهد المئوية مستمرا بالهاشميين، فلأنهم تآخوا مع شعب طيب الأعراق والفروع فمنهم الأمراء ومن الشعب الوزراء، ولهذا فإن قيام إمارة شرق الأردن جاء بعد أن تآمر الأخرون على الثورة العربية الكبرى، فحماها الأرادنة من شتى منابتهم وأصولهم.
إن الأردن قد ولد جزءاً من مملكته العربية الأكبر، وإن لم يسعفه القدر، فإنه قد وُلد ليبقى ويستمر قويا ومتجددا بروح وثابة الى ما نريده جميعا، في ظل استقرارمؤسسة العرش كضامن للسلطات وديمومة المؤسسات المتطورة وكفالة العدالة الإجتماعية والانفتاح الاقتصادي ودعمه وتوفير سبل العيش الكريم للجميع وإعادة بناء الهيكلية الحكومية لترعى المصالح العامة والدفاع عن حقوق الشعب وضمان هيبة الدولة المستمرة نحو تحصين مواقفها القوية وتحفيز المصداقية للوصول الى الثقة ما بين المواطن وحكوماته.
الدولة الأردنية المتجددة لا تحتاج الى مئة عام أخرى لتثبت وجودها، بل يكفي أن هناك مخلصين صامتين يعملون لمستقبل أجيالنا دون ضجيج.