الطاقة والقرار المستقل
صوت الحق -
منذ وقت مبكر سعت المستعمرة الإسرائيلية وأجهزتها ودبلوماسيوها لــ»فرملة « الخطوات الأردنية نحو الارتقاء إلى مستوى العصر النووي وأن تكون فيه، الذي بدأته البشرية منذ أكثر من سبعين عاماً، كما يقول خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، ومدير عام المركز الدولي لضوء السنكروترون « سيزامي» وحينما نقول العصر النووي لا يعني السلاح الذري، بل هو عالم واسع يشمل الصحة والزراعة والطاقة والعلوم، ولأنه عصر متقدم مازال يأخذ خطواته التدريجية، بعد أن قطع شوطاً، وأصبح راسخاً، واضح المعالم والشروط والاحتياجات.
والأردن سعى إلى أن يكون حاضراً وشريكاً في هذا المضمار – وفق الدكتور طوقان – تعويضاً عن تخلف العرب عن معايير العصر لأسباب معيقة خارجة عن إرادته، ولعدة أسباب أهمها هيمنة وتسلط المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي في منطقتنا العربية، الذي أحبط كافة المشاريع والبرامج العربية نحو التقدم سواء بالتدمير والقصف المباشر كما حصل للعراق وسوريا، أو عبر الضغوط السياسية لمنع الدول المساعدة من التقدم للتعاون النووي مع مصر والخليج العربي، أو بالاغتيال المباشر للعلماء والمختصين والخبراء، فالعدو الإسرائيلي لا يعنيه شكل الحكم العربي وخياراته السياسية، بل يتصرف باعتبار العرب جميعهم في سلة واحدة أعداء لمشروعه الاستعماري التوسعي، وبقائه متفوقاً، وكبح جماح العرب وتطلعاتهم نحو التقدم والاستقلال السياسي والاقتصادي.
الأردن أحد البلدان العربية المستهدفة لإحباط مشاريعه الاستراتيجية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، فجرى التحريض ضده، ومورست الضغوط عليه وعلى أطراف دولية عدة لعدم التعاون معه في هذا المضمار، ولكن الخيار الأردني بقي عنيداً نحو طرق أبواب العصر النووي لعدة أسباب :
أولاً : توفر الإرادة السياسية نحو التقدم ومشاركة العصر قيمه وعلومه وإنجازاته.
ثانياً : توفر المواد الأولية واستخراجها مثل اليورانيوم والثوريوم وغيرها من العناصر وبكميات كبيرة.
ثالثاً : امتلاك القدرة البشرية والعلماء المختصين الذين تخرجوا من أرقى الجامعات في العالم واختاروا العودة والعمل في وطنهم رغم الإغراءات التي قُدمت لهم خارج الأردن، ودلالة ذلك أن الخبراء الأردنيين هم الذين يشغلون المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب والمسارعات النووية في المركز الدولي لضوء السنكروترون وكافة المختبرات البحثية، وبهذه العوامل حقق الأردن بعد أكثر من عشر سنوات خطوات عملية ملموسة، وبات لديه عناوين وخبرات جذابة لشركاء دوليين، أجروا تجاربهم العلمية الناجحة في المنشآت النووية المختصة في الأردن، وتحول الأردن إلى مركز تعليمي بحثي متقدم بهذا المضمار، مثلما بات لدينا إنتاج متطلبات التشخيص والمعالجة النووية لاحتياجات أقسام الطب النووي في المستشفيات الأردنية كمركز الحسين للسرطان ومدينة الحسين الطبية ومستشفى البشير، مما يؤكد حاجتنا الضرورية لمواصلة المشوار على هذا الطريق المتقدم.
المأزق الأردني وتفاقم المديونية يعود لأحد الأسباب الجوهرية وهو غياب مصادر الطاقة المحلية وشحها مما أثقل قدراتنا واستنزف مواردنا، حتى وصلنا إلى القرار الأسوء لشراء الغاز الفلسطيني المسروق عن طريق العدو الإسرائيلي، وعلينا أن ندرك جيداً أن عودة تدفق الغاز المصري إلى بلادنا وبكميات تفوق حاجتنا الآن يعود لقرار سياسي مصري أردني مشترك لعل ذلك يوفر لنا الإرادة والقرار للتحرر والتخلص من اتفاق الغاز المجحف مع العدو الإسرائيلي استجابة للمطالب الحزبية والنقابية والجماهيرية، وتأكيداً على استقلالنا وحرية قرارنا، لا أن نبقى أسرى علاقة غير متكافئة مع المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
الدستور
والأردن سعى إلى أن يكون حاضراً وشريكاً في هذا المضمار – وفق الدكتور طوقان – تعويضاً عن تخلف العرب عن معايير العصر لأسباب معيقة خارجة عن إرادته، ولعدة أسباب أهمها هيمنة وتسلط المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي في منطقتنا العربية، الذي أحبط كافة المشاريع والبرامج العربية نحو التقدم سواء بالتدمير والقصف المباشر كما حصل للعراق وسوريا، أو عبر الضغوط السياسية لمنع الدول المساعدة من التقدم للتعاون النووي مع مصر والخليج العربي، أو بالاغتيال المباشر للعلماء والمختصين والخبراء، فالعدو الإسرائيلي لا يعنيه شكل الحكم العربي وخياراته السياسية، بل يتصرف باعتبار العرب جميعهم في سلة واحدة أعداء لمشروعه الاستعماري التوسعي، وبقائه متفوقاً، وكبح جماح العرب وتطلعاتهم نحو التقدم والاستقلال السياسي والاقتصادي.
الأردن أحد البلدان العربية المستهدفة لإحباط مشاريعه الاستراتيجية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، فجرى التحريض ضده، ومورست الضغوط عليه وعلى أطراف دولية عدة لعدم التعاون معه في هذا المضمار، ولكن الخيار الأردني بقي عنيداً نحو طرق أبواب العصر النووي لعدة أسباب :
أولاً : توفر الإرادة السياسية نحو التقدم ومشاركة العصر قيمه وعلومه وإنجازاته.
ثانياً : توفر المواد الأولية واستخراجها مثل اليورانيوم والثوريوم وغيرها من العناصر وبكميات كبيرة.
ثالثاً : امتلاك القدرة البشرية والعلماء المختصين الذين تخرجوا من أرقى الجامعات في العالم واختاروا العودة والعمل في وطنهم رغم الإغراءات التي قُدمت لهم خارج الأردن، ودلالة ذلك أن الخبراء الأردنيين هم الذين يشغلون المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب والمسارعات النووية في المركز الدولي لضوء السنكروترون وكافة المختبرات البحثية، وبهذه العوامل حقق الأردن بعد أكثر من عشر سنوات خطوات عملية ملموسة، وبات لديه عناوين وخبرات جذابة لشركاء دوليين، أجروا تجاربهم العلمية الناجحة في المنشآت النووية المختصة في الأردن، وتحول الأردن إلى مركز تعليمي بحثي متقدم بهذا المضمار، مثلما بات لدينا إنتاج متطلبات التشخيص والمعالجة النووية لاحتياجات أقسام الطب النووي في المستشفيات الأردنية كمركز الحسين للسرطان ومدينة الحسين الطبية ومستشفى البشير، مما يؤكد حاجتنا الضرورية لمواصلة المشوار على هذا الطريق المتقدم.
المأزق الأردني وتفاقم المديونية يعود لأحد الأسباب الجوهرية وهو غياب مصادر الطاقة المحلية وشحها مما أثقل قدراتنا واستنزف مواردنا، حتى وصلنا إلى القرار الأسوء لشراء الغاز الفلسطيني المسروق عن طريق العدو الإسرائيلي، وعلينا أن ندرك جيداً أن عودة تدفق الغاز المصري إلى بلادنا وبكميات تفوق حاجتنا الآن يعود لقرار سياسي مصري أردني مشترك لعل ذلك يوفر لنا الإرادة والقرار للتحرر والتخلص من اتفاق الغاز المجحف مع العدو الإسرائيلي استجابة للمطالب الحزبية والنقابية والجماهيرية، وتأكيداً على استقلالنا وحرية قرارنا، لا أن نبقى أسرى علاقة غير متكافئة مع المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
الدستور