حادث البحر الميت
صوت الحق -
برقيات مؤلمة وأول الكلام هو السلام على أرواح الفتية الذين أخذتهم الرحلة من أدنى الأرض ليرتفعوا إلى أعلى السماء، والسلام على قلوب الأمهات المفطورة إثر الفجيعة، على لياليهن الطويلة في انتظار الأحبة على طول النوافذ وعرض الأبواب، على دقات القلوب الخافقة بالإنتظار، على أحلام الصبية وقهقهاتهم قبل أن يلتهم السيل أجسادهم، السلام والطمأنينة على كل من فقد حبيبا وطال انتظار إيابه.
وثاني الكلام هو أنه ينبغي، ونحن في عين هذه العاصفة الهوجاء، ووسط هذا الموج المتلاطم حزنا وأسى، ان نعيد ترتيب الأولويات وأن نؤجل البحث عن أكباش الفداء قليلا حتى إذا أخذنا العزاء بالزهور الذابلة، وقفنا وقفة مسؤولية كاملة، وقدمنا بين يدي الوقفة، الضمائر خالصة للوطن، والقلوب صافية له، ودمعاً عزيزاً على صرخات الصبية في الأودية، وغضب كبير على السيل وعلى الجسر وعلى الليل .
حتى إذا استقام لنا مقام العارفين بالأسباب، ورأينا وفق نظرات صائبة وجه التقصير وحجم الإهمال، كان لنا أن نعيد إنتاج مفهوم الإخلاص والولاء وإيقاظ الضمائر، ووضعنا أيدينا على الجروح النازفة للتضميد، فنترك العيون دامعة ويقظة، ونؤمن طريقا ليس فيها 'بيع ربا ولا مهر بغي' لكل الذاهبين والسائرين والمرتحلين.
ننتظر تقريرا كاملا عن الأسباب والنتائج لهذه الكارثة. حتى ذلك الحين، لا بأس ببعض البرقيات بين يدي الفجيعة:
• الرحمة للراحلين، صبية وفتية وشبابا، والدعاء لأهلهم بأن يربط الله على القلوب كي لا يتسع شرخها العميق.
• أن يضع المحققون في أسباب الكارثة، أيديهم على كل شيء، الجسر المنهار، عطاءه ودراساته وتنفيذه والإشراف عليه ووثائق استلامه، وكذلك كل الجسور، غياب نظام الإنذار المبكر للظروف الجوية، غياب التنسيق العمودي المتكامل بين وزارة التربية ومديرياتها والمدارس التابعة لها، البنى المتهالكة في الشوارع والميادين والجسور والأودية.
• أن تأخذ الدولة دروسا كبيرة من هذه الفجيعة، وأن تعقد ندوات وورش عمل تتناول كل ما حصل بالساعة وبالدقيقة، وأن يتم تقييم كل الإجراءات المتخذة من كل الأجهزة المعنية.
• ان تقوم الوزارات والمؤسسات المعنية بالكشف الميداني على الطرق والجسور وعبارات تصريف المياه والسدود، بشكل سريع وشامل، كإجراء ضروري لمواجهة ظروف مماثلة.
• أن نحتسب عند الله، أبناءنا وبناتنا وإخوتنا وأخواتنا: شهداء راحلين للجنان.
العزاء للوطن، في الفجيعة، وللأمهات، وللنشامى من كل الأجهزة؛ أقصد أولئك الذي رموا الخوف وقابلوا بالقلوب الشجاعة عتمة البحر البارد المظلم، ولكل أولئك الذين دمعت عيونهم على الراحلين.
د. نضال القطامين
وثاني الكلام هو أنه ينبغي، ونحن في عين هذه العاصفة الهوجاء، ووسط هذا الموج المتلاطم حزنا وأسى، ان نعيد ترتيب الأولويات وأن نؤجل البحث عن أكباش الفداء قليلا حتى إذا أخذنا العزاء بالزهور الذابلة، وقفنا وقفة مسؤولية كاملة، وقدمنا بين يدي الوقفة، الضمائر خالصة للوطن، والقلوب صافية له، ودمعاً عزيزاً على صرخات الصبية في الأودية، وغضب كبير على السيل وعلى الجسر وعلى الليل .
حتى إذا استقام لنا مقام العارفين بالأسباب، ورأينا وفق نظرات صائبة وجه التقصير وحجم الإهمال، كان لنا أن نعيد إنتاج مفهوم الإخلاص والولاء وإيقاظ الضمائر، ووضعنا أيدينا على الجروح النازفة للتضميد، فنترك العيون دامعة ويقظة، ونؤمن طريقا ليس فيها 'بيع ربا ولا مهر بغي' لكل الذاهبين والسائرين والمرتحلين.
ننتظر تقريرا كاملا عن الأسباب والنتائج لهذه الكارثة. حتى ذلك الحين، لا بأس ببعض البرقيات بين يدي الفجيعة:
• الرحمة للراحلين، صبية وفتية وشبابا، والدعاء لأهلهم بأن يربط الله على القلوب كي لا يتسع شرخها العميق.
• أن يضع المحققون في أسباب الكارثة، أيديهم على كل شيء، الجسر المنهار، عطاءه ودراساته وتنفيذه والإشراف عليه ووثائق استلامه، وكذلك كل الجسور، غياب نظام الإنذار المبكر للظروف الجوية، غياب التنسيق العمودي المتكامل بين وزارة التربية ومديرياتها والمدارس التابعة لها، البنى المتهالكة في الشوارع والميادين والجسور والأودية.
• أن تأخذ الدولة دروسا كبيرة من هذه الفجيعة، وأن تعقد ندوات وورش عمل تتناول كل ما حصل بالساعة وبالدقيقة، وأن يتم تقييم كل الإجراءات المتخذة من كل الأجهزة المعنية.
• ان تقوم الوزارات والمؤسسات المعنية بالكشف الميداني على الطرق والجسور وعبارات تصريف المياه والسدود، بشكل سريع وشامل، كإجراء ضروري لمواجهة ظروف مماثلة.
• أن نحتسب عند الله، أبناءنا وبناتنا وإخوتنا وأخواتنا: شهداء راحلين للجنان.
العزاء للوطن، في الفجيعة، وللأمهات، وللنشامى من كل الأجهزة؛ أقصد أولئك الذي رموا الخوف وقابلوا بالقلوب الشجاعة عتمة البحر البارد المظلم، ولكل أولئك الذين دمعت عيونهم على الراحلين.
د. نضال القطامين