كاتب أمريكي: مبادرة الملك حول سوريا قد تعزز مصداقية واشنطن

{title}
صوت الحق - تواجه ادارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أزمة مصداقية بما يتعلق في التزاماتها نحو الشرق الاوسط على نطاق واسع خصوصا بعد انسحابها من أفغانستان.

وقال الكاتب جيمس جيفري في مقال نشره مركز ولسون للأبحاث أن الوضع العسكري الامريكي في سوريا يعد مقلقا، حيث يحذر الخبيران نيل كويليام وفريد هوف من الانسحاب.

وأضاف أنه في ضوء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والحاجة الجديدة لاظهار العزيمة والقوة ضد الارهابيين خصوصا تنظيم داعش، فمن غير المرجح انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من سوريا.

وبين أن الوضع في سوريا خلال العقد الماضي تدهور بشدة ليصبح الصراع داخلها من أكثر الصراعات جدية في العالم كما كان الوضع في أفغانستان

ولفت إلى أن التقارب الأمريكي مع إيران التي تعد قوة ضاغطة على الارض في سوريا وبما يتعلق بالملف النووي يتطلب الحاجة الى دور أكثر نشاطا لواشنطن في سوريا. بالتالي، هناك وعي متزايد أن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تفعل المزيد من أجل الوصول الى حل.

وشدد على أنه ورغم وقف اطلاق النار في معظم سوريا، الا أن وجود 5 دول اضافة إلى قوات المعارضة ينذر أن الامور لن تبقى هادئة لفترة طويلة.

وأكد في المقال الذي ترجمته "عمون" أن ادارة بايدن تعاملت بشكل سلبي مع سوريا مقارنة بتعامل الادارتين السابقتين. هذه السلبية تركت شركائها بحيرة من أمرهم وتعزز الشكوك أن القوات الامريكية في سوريا قد تنسحب من هناك، وهناك حاجة لدور أكثر نشاطاً بناء على خطورة التدخل الخارجي في سوريا، والوضع الانساني الكارثي هناك، وحاجة أمريكا لاظهار قوة حاسمة.

ولفت إلى أن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن منحت ادارة بايدن فرصة، حيث قام جلالته باقتراح جهد عالمي جديد يتخلله مجموعة من الدولة المعنية لتقديم تسوية من خلال روسيا، وهو ما أشاد به قادة أمريكا من حيث المبدأ.

وبين الكاتب أن جلالة الملك توجه بعد فترة من زيارته إلى أمريكا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدفع الجهد العالمي للحل في سوريا، موضحاً أن فكرة جلالة الملك من شأنها المساعدة في استقرار الصراع السوري من دون دور مركزي مفرط للولايات المتحدة الامريكية ولكنها بحاجة لدعم واضح وصريح من البيت الابيض.

وبين أنه على الرغم من الاسئلة حول ردة فعل واشنطن، الا ان الملك ومستشاريه سيستمرون بالدفع نحو المبادرة، فالأردن الذي يحتضن أكثر من مليون لاجئ سوري بتكلفة كبيرة لن يكون قادراً على احتضان المزيد في حال نشوب معارك جديدة.

ويواجه الأردن داعش على طول حدوده مع سوريا وهو بحاجة ملحة لعودة اللاجئين بشكل عاجل وعودة الحياة الاقتصادية في سوريا، وهناك ادراك أردني أنه لن يكون بالامكان عقد صفقة مع روسيا بمفرده، لذلك يسعى للعمل مع مجموعة من الدول للضغط على الأسد للعودة الى الحياة الطبيعية التي يراها الاسد وبوتين انتصارا، وفق ما ترجمته عمون.

وشدد "هذه الدول تمتلك تأثيرا كبيرا على التسوية المقترحة، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية والجيش التركي تسيطر على 30% من الاراضي السورية".

وبين "اسرائيل تقصف بشكل روتيني الاسلحة الاستراتيجية لايران في سوريا. الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي واسرائيل خنقوا الاقتصاد السوري من خلال العقوبات وايقاف مساعدات اعادة الاعمار ومنع الابحار"، لافتاً إلى أن الدول العربية، قامت بحرمان الاسد من الاعتراف الدبلوماسي في جامعة الدول العربية".

وأوضح أنه "سيتم العمل بجميع هذه العقوبات حتى يتعاون الاسد مع عملية السلام المقترحة من الامم المتحدة بموجب قرار مجلس الامن رقم 2254".

واعتبر أن الأردن يرى حملة الضغط الواسعة تخلق النفوذ من اجل المقايضة على تسوية. كما أن الاردن يرى أن المجتمع الدولي لن يكون باستطاعته الضغط للحصول على اهداف قصوى مثل رحيل الاسد عن السلطة أو انسحاب القوات الروسية من سوريا، ولكن بالمقابل قد يكون هناك خطوات تدريجية من الممكن أن يقدمها الأسد وروسيا.

واقترح خطوات كإزالة الاسلحة الايرانية الاستراتيجية وتغير سياسات الاسد تجاه شعبه والتشجيع على عودة 12 مليون لاجئ والتحرك ضد داعش وانهاء برنامج الاسد للاسلحة الكيماوية. كما أن تشكيل حكومة جديدة أفضل من شأنها دمج القوات العسكرية المعارضة بما فيها حلفاء الولايات المتحدة الامريكية وقوات الدفاع السورية بقياة الأكراد التي من الممكن أن تطمئن مخاوف تركيا بشأن حزب العمال الكردستاني وعلى طول حدودها.

وبين أن مفتاح النجاح الاردني سيكون لعب دور أنشط من قبل الولايات المتحدة الامريكية عن طريق حشد دعم الدول الاخرى للاردن، فلن يكون بمقدور الولايات المتحدة الامريكية تجاوز اولوياتها الحالية في سوريا وهي محاربة داعش والمساعدات الانسانية وتجاهل اسرائيل وتركيا والاردن ودول عربية اخرى.

وأكد "يجب على الولايات المتحدة الامريكية أن تضمن أن الضغط على الاسد من خلالها والاخرين سيكون مستمرا حتى تتمكن من القيام بمثل هذا الدور الجديد".

وختم "يجب على واشنطن أن تعي أن النجاح الاستراتيجي لايران وروسيا قد يعرض النظام الامني الامريكي في المنطقة للخطر".