واقعنا السياحي ما بعد الأخضر
صوت الحق -
د. عمر طه
يبدو أن رهان منظمة السياحة العالمية وسيناريوهاتها حول شكل الطلب السياحي للمرحلة المقبلة لم يجري كما تشتهي، فما زالت الأرقام متواضعة والقطاع في تخبط بفعل عمليات الغلق والحظر الجزئي والشامل والْحَجْر المؤسسي، تتقلب مزاجيتها مع مقدار وحشية الكوفيد وطفراته. وربما يعطي ذلك درسًا واضحًا للمنخرطين في هذا القطاع المكلوم، والذي ما يلبث أن يستعيد جزءًا من عافيته حتى يترنح مجددًا مثبطًا لعزيمة المتشبثين فيه. ومفاد هذا الدرس أن لا تعافي ولا نمو وعودة لحاجز عام 2019 إلا بتعافٍ شامل لكافة الأسواق السياحية، مصدرة ومستقبلة، وهذا حسب الدراسات لن يكون قبل 2024 بأفضل الأحوال.
من يقود المشهد
ربما من يعبث في المشهد ممسكًا خيوطه هو نفسه من صنع بوادر الانفراج، فعالية اللقاح وقدرته على ترويض المرض وتثبيت مستويات الإصابة هي ما يحوك في صدر المراقبين والمترقبين. فبين الحديث عن جرعة ثالثة ورابعة وقدرة الأمريكي والإنجليزي على مواجهة الهندي دلتا، تبقى الأمور معلقة لحين زوال الغشاوة وظهور النتائج الكاملة التي تحتاج دون أي شك استنزاف مزيد من الوقت؛ فتشعب تفاصيل شكل المقاومة البشرية استناداً للعوامل الديمغرافية من جهة، وشكل المتحور من جهة أخرى تزيد من مشقة المهمة وتعقيدها. بالتالي واستدلالًا لما سبق لن يكون هناك أي قرار قريب، والذي سيرسم بلا شك شكل الخطوط العريضة للبرتوكول الصحي العالمي الذي سيجيز نطاق حرية الحركة ومساراتها.
واقعنا محليًا
قطْعُ نصف الطريق باعتبار الأردن منطقة خضراء وبائيًا، شكل أرضًا صلبة يمكن الاعتماد عليها وإن كان معرضة لأي تقلبات وهزات بفعل موجة فيروسية تتحكم بشكل المنحنى صعودًا وهبوطًا.
ودون أي شك فحملة التلقيح التي شنتها الحكومة لمحاصرة الكوفيد وتقييد حركته والتي وخزت فيها سواعد الأردنيين واعتبرت شرطاً لمزاولة العمل في القطاع، كان لها الأثر الكبير بتحقيق ذلك، وساهم ذلك ببدء النشاط السياحي الإقليمي وفتح الحدود البرية أمام القادمين من دول الخليج العربي واستعادة النشاط الجوي جزءًا من عافيته.
إلا أن ذلك يترافق مع مجموعة من القيود الصحية التي ما زالت تحد من حرية حركة المسافرين كإجراء لا تكاد تخلو منه أي دولة. ما زال الشلل يدب في بعض أطراف القطاع بالتأكيد فالنشاط يسير ببطء شديد، ولم يُحرك إلا شيئًا يسيرًا من الطاقة الاستيعابية، فبالإضافة إلى العجز الإداري والمالي للذراع التسويقي للقطاع السياحي الأردني وشح الموارد والإمكانات، يزداد المشهد تعقيدًا ليبدو الأمر أشبه بعمليات كرّ وفرّ للأسواق السياحية، فما بين دولة خضراء اليوم وحمراء في الأسبوع القادم تعاد الحسابات والإجراءات بين ليلة وضحاها، ويحتم ذلك على أصحاب القرار إيجاد وصفة ثابتة ترشد المرسل والمستقبل لخارطة واضحة المعالم.
عمليات التقييد تحتم أيضًا إيجاد سياسة تسويقية تركز فيها نشاطاتها على البلدان ذات الوضع الوبائي المستقر، وتجنب الدول ذات التقلبات الصحية والموجات الفيروسية المتعددة. وإقليميًا ما زال سوق الشرق الأوسط ككل متفاوت الإجراءات، فبين حالة خضراء وحمراء وتعقيد وتقييد إجراءات الدخول والخروج، كل هذا يجعل وكالات السفر مترددة في حزم برامجها، والتي هي المشغل الأكبر للنشاط السياحي في الأردن، ودون ذلك سيستمر النشاط المتواضع؛ فالأردن منفردًا غير قادر على جذب السياح بالأعداد المأمولة خاصة من هم في أدنى شرق وغرب هذا العالم.
وأخيرًا، فالأولوية من دون أدنى شك حاليًا هي المحافظة على العلامة الخضراء؛ لكونها بداية السطر ومفتاح التشغيل للنشاط السياحي، فخسارتها يربك كل الحسابات ويضعنا خارج دائرة المنافسة، فبين توازنٍ وتغول طرف على آخر، يبقى الأمر تحت مظلة التفاؤل الحذر.
يبدو أن رهان منظمة السياحة العالمية وسيناريوهاتها حول شكل الطلب السياحي للمرحلة المقبلة لم يجري كما تشتهي، فما زالت الأرقام متواضعة والقطاع في تخبط بفعل عمليات الغلق والحظر الجزئي والشامل والْحَجْر المؤسسي، تتقلب مزاجيتها مع مقدار وحشية الكوفيد وطفراته. وربما يعطي ذلك درسًا واضحًا للمنخرطين في هذا القطاع المكلوم، والذي ما يلبث أن يستعيد جزءًا من عافيته حتى يترنح مجددًا مثبطًا لعزيمة المتشبثين فيه. ومفاد هذا الدرس أن لا تعافي ولا نمو وعودة لحاجز عام 2019 إلا بتعافٍ شامل لكافة الأسواق السياحية، مصدرة ومستقبلة، وهذا حسب الدراسات لن يكون قبل 2024 بأفضل الأحوال.
من يقود المشهد
ربما من يعبث في المشهد ممسكًا خيوطه هو نفسه من صنع بوادر الانفراج، فعالية اللقاح وقدرته على ترويض المرض وتثبيت مستويات الإصابة هي ما يحوك في صدر المراقبين والمترقبين. فبين الحديث عن جرعة ثالثة ورابعة وقدرة الأمريكي والإنجليزي على مواجهة الهندي دلتا، تبقى الأمور معلقة لحين زوال الغشاوة وظهور النتائج الكاملة التي تحتاج دون أي شك استنزاف مزيد من الوقت؛ فتشعب تفاصيل شكل المقاومة البشرية استناداً للعوامل الديمغرافية من جهة، وشكل المتحور من جهة أخرى تزيد من مشقة المهمة وتعقيدها. بالتالي واستدلالًا لما سبق لن يكون هناك أي قرار قريب، والذي سيرسم بلا شك شكل الخطوط العريضة للبرتوكول الصحي العالمي الذي سيجيز نطاق حرية الحركة ومساراتها.
واقعنا محليًا
قطْعُ نصف الطريق باعتبار الأردن منطقة خضراء وبائيًا، شكل أرضًا صلبة يمكن الاعتماد عليها وإن كان معرضة لأي تقلبات وهزات بفعل موجة فيروسية تتحكم بشكل المنحنى صعودًا وهبوطًا.
ودون أي شك فحملة التلقيح التي شنتها الحكومة لمحاصرة الكوفيد وتقييد حركته والتي وخزت فيها سواعد الأردنيين واعتبرت شرطاً لمزاولة العمل في القطاع، كان لها الأثر الكبير بتحقيق ذلك، وساهم ذلك ببدء النشاط السياحي الإقليمي وفتح الحدود البرية أمام القادمين من دول الخليج العربي واستعادة النشاط الجوي جزءًا من عافيته.
إلا أن ذلك يترافق مع مجموعة من القيود الصحية التي ما زالت تحد من حرية حركة المسافرين كإجراء لا تكاد تخلو منه أي دولة. ما زال الشلل يدب في بعض أطراف القطاع بالتأكيد فالنشاط يسير ببطء شديد، ولم يُحرك إلا شيئًا يسيرًا من الطاقة الاستيعابية، فبالإضافة إلى العجز الإداري والمالي للذراع التسويقي للقطاع السياحي الأردني وشح الموارد والإمكانات، يزداد المشهد تعقيدًا ليبدو الأمر أشبه بعمليات كرّ وفرّ للأسواق السياحية، فما بين دولة خضراء اليوم وحمراء في الأسبوع القادم تعاد الحسابات والإجراءات بين ليلة وضحاها، ويحتم ذلك على أصحاب القرار إيجاد وصفة ثابتة ترشد المرسل والمستقبل لخارطة واضحة المعالم.
عمليات التقييد تحتم أيضًا إيجاد سياسة تسويقية تركز فيها نشاطاتها على البلدان ذات الوضع الوبائي المستقر، وتجنب الدول ذات التقلبات الصحية والموجات الفيروسية المتعددة. وإقليميًا ما زال سوق الشرق الأوسط ككل متفاوت الإجراءات، فبين حالة خضراء وحمراء وتعقيد وتقييد إجراءات الدخول والخروج، كل هذا يجعل وكالات السفر مترددة في حزم برامجها، والتي هي المشغل الأكبر للنشاط السياحي في الأردن، ودون ذلك سيستمر النشاط المتواضع؛ فالأردن منفردًا غير قادر على جذب السياح بالأعداد المأمولة خاصة من هم في أدنى شرق وغرب هذا العالم.
وأخيرًا، فالأولوية من دون أدنى شك حاليًا هي المحافظة على العلامة الخضراء؛ لكونها بداية السطر ومفتاح التشغيل للنشاط السياحي، فخسارتها يربك كل الحسابات ويضعنا خارج دائرة المنافسة، فبين توازنٍ وتغول طرف على آخر، يبقى الأمر تحت مظلة التفاؤل الحذر.