على الحان الحكومة نسير برفقة الوطن إلى المجهول

{title}
صوت الحق -

اصبح مسار الحياة السياسية فى الأردن واضح جداً، وبدأنا ننسجم في تلك الحياة الاجتماعية الغير متوازنة، والاقتصاد الرخو الذي يتأرجح ذات اليمين وذات الشمال أى مابين الاشتراكية والاقتصاد الحر، و ينتهي بنا المطاف دوماً بحثآ عن منحة دولية او قرضآ من البنك الدولي .





الا تنظر حكومتنا الرشيدة الا ما أنتجه العالم المتقدم من أدوات تكنولوجية حديثة، فى وسط هذا الزخم من الثورات العلمية والثقافية فى دول العالم تجدنا هل سنبقى قابضين على صغائر الأمور أو توافهها، لماذا لا نجد المتعة إلا فى الاستهلاك للمنتجات الأوروبية وبعد ذلك نلعنهم ونصفهم بالكفر، هل نخشى من استهلاك او عدم القدرة من ادارة غذائنا ومائنا ومقدراتنا ام ان ما يحدث رواية مكتوبة وعلينا قبولها والقيام بالادوار المسنده لنا حسب النص !!!





هل تستطيع الحكومة أن تقنعنا بما هو العكس لهذا الواقع؟ نشهد منذ اسبوع عبارات وخطابات رنانة واستعراضات اسطورية من ساندو الكراسى اصحاب البدلات السوداء ،وغالبآ وبعد اغلاق الكاميرات الأذاعية والأعلامية تجدهم نفسهم من كانو يصرخون ويتباكون على الوطن والمواطن يجلسون مع متسلقوا السلطة والفاسدين في هذه الحكومة و يأكلون معهم على كل الموائد، و لا يهمهم إلا مكانتهم التى وصلوا إليها ليس بالكفاءة وإنما بالتدليس والنفاق، ومكانتهم هذه لا يستقيم وجودها إلا بوجود أربابهم الذين ولوهم هذه النعم ودائما ما يجدون فى قراراتهم الحكمة والذكاء حتى ولو كانت متناقضة فيبشرون بها وينشروها على القابعين تحت سطوتهم.






إن الواقع أفصح من كل مقال، كما يقولون، فهل يمكن أن يتحدى هؤلاء واقعنا المرير أم أنهم لا يشعرون بهذا الواقع، الواقع يقول بصوت مسموع إن هناك ملايين من ابناء الشعب الأردني تحت خط الفقر، لا يجدون ما يأكلونه ويعيشون على الإعانات الحكومية كما يعيش الوطن على الإعانات الخارجية، وطن يعيش حاضره ولا يدري غدا ماذا مستقبله، وطن يسكن بعض من أهله على الأرصفة وفى المقابر دون أن يتحرك جفن مسئوول أو يخط قلمه، وعند سؤال سيدنا تجيبون البلد بخير والناس بخير ولدينا خطط تنموية واقتصادية لسنوات القادمه مثل الدول المتقدمة الذي تضع خطط وتوقعات لعشرات السنين القادمة، ونحن نُهزم من صخرة حين تنهار وتغلق شارع اربد عمان لأيام وليست مرة بل مرات عديدة ويتبارى المسئولون فى إبعاد التهم عنهم فلا يهمهم الناس وارزاقها المقطوعة ولكن الأهم هى مناصبهم،.





تهزمنا تصريحات الانجاز حينما نعلن عن انجاز الباص السريع وننصدم انه ليس بسريع انما هي حافلة الإهمال حين يحترق بركابه ويصطدم آخر ويدهس الاخير،ويطل علينا مسؤولينا في المساء بتصريحات أن هذا يحدث فى كل دول العالم فلا تنزعجوا هذا طبيعي جداً، ومن لم يمت نتيجة أخطاءنا سيموت فى المستشفيات أو الفياضانات التى تعجز الحكومة عن إيقافها التي تعلن وفي كل عام عن استعدادها لمواجهتها وتأهبها لها ، ماذا نقول لحكومة تهزم أمام طائر كبير ضرب احد المحولات الكهرباء الرئيسية فتأتى بالخبراء الأجانب لكى يفسروها وينقذو الموقف، اصبحنا نعلم ان حين يجتمع هذا المثلث فى مكان واحد وهو "الإهمال والفساد والمحسوبية"، نتوقع حدوث كل ما هو سيئ، اصبحنا نعلم يا حكومه اننا نسير برفقة الوطن إلى المجهول، إلى عالم من العشوائية والفقر.





اصبحنا نعلم ان المجتمع ليس امامكم سواسية، وان هناك فرق كبير بين المسئوولين والمواطنين كأن كلاً منهما يعيش فى دولة بعيد عن الآخر، يسكنون فى جزر منعزلة، فتجد المواطن مهموم مذلول منذ خروجه من منزله صباحا وحتى عودته مساء، يعانى الأمرين من ازدحام المواصلات وارتفاع أسعار السلع، وتعنت المسئولين له فى عمله عندما يتشدقون بالروتين القاتل، ويلملم كل هذه الضربات ليذهب بها إلى فراشه، الذى لا يجده مريحا، حين يرى أحد أبنائه مريضاً ولا يستطيع شراء العلاج المرتفع السعر له أو لا يجده فى الصيدليات، لأنها تخفيه لكى ترفع سعره أكثر.





وترتفع نغمة الجحود داخله عندما يرى أحد المسئولين على شاشات التليفزيون وهو يتفاخر بإنجازات الحكومة فى توفير حياة كريمة لمحدودى الدخل، يتجاوز الحزن داخله إلى أبعد الحدود حتى يكره كل شىء، يصير ناقما على كل من حوله، ما هذا التخبط الذى نعيش فيه؟ هل نحن فى دولة لها قواعدها ونظامها؟ الذى يكفل الحياة الكريمة للإنسان بما فيها احترام حقوقه وحرياته التي اصبحت مقيده ومرهونه بمزاجيات حكومتنا ومتنفذينها.





اصبحت ايقن ان الوطن يسير بخطى سريعة نحو المجهول، غابت فيه كل معطيات الحياة الكريمة اللائقة، اختفى فيها كل صاحب إبداع بفعل فاعل وبقدرة قادر ، ماذا نفعل لكي ننقذ وطننا من المجهول، لابد لنا من طريقة قد نجدها بين أيدينا داخل عقولنا، هل نستطيع كشعب أن نحارب الفساد والفاسدين ام انهم وجدو عباءة تحميهم وتبسط جنحانهم !!





بقلم محمد عيسى الملكاوي