هل الأردن دولة وظيفية؟

صوت الحق -
علي عبيدات
الأردن دولة وظيفية، هذه الجملة تتكرر كثيرًا على لسان فئتين من الناس، شباب صغار أخذوا المعرفة من برامج التوك شو والجزيرة الوثائقية ويوتيوب، وهم أتباع زعامات عربية لم تقدم للعروبة ربع ما قدمت الأردن، بعضهم مات في إنقلاب، بعضهم مات بعد أن قتل أحلامنا، بعضهم أعدمه المتظاهرون، بعضهم هرب من الغزو واختبأ في بئر رغم أن حكم العسكري الهارب إعدام، حتى لو بقي وحده في ساحة المعركة. الأردن دولة وظيفية!.
الفئة الثانية أعضاء في مؤسسة كارهي الأردن، يقرأون الكُتب ويحاربون الواقع السياسي بالرومانسية الثورية التي هزمها بنطال الجينز وماكدونالدز (الشيوعية) وأخرى هُزمت بموت ًأو انحراف أصنامها (حزب البعثين)، وأخرى انتهت صلاحيتها (حزب التحرير) وأخرى حجمتها الطبيعة وطمستها (الإخوان المسلمون) وأخرى دُحرت واعتذر أصحابها عنها لكن الولاء الأطرم لها يعيش بيننا (منظمات وميليشيات فلسطينية تعرفها بيروت وعمان وعجلون وإربد). هؤلاء يرون بلدي بلدًا وظيفيًا.
هل كان شعب هذه الأرض (أني وانته) وظائفيين حين نظرنا وخططنا وحاربنا لرفع راية الثورة العربية الكبرى ضد قرون الجهل والغطرسة والظلم؟ ملك المملكة الأردنية الهاشمية (الذي لا نبدل نعله بكل زعماء الورق) يمشي في عروقه دمٌّ شريف لجده الذي استقبل ولبى نداء نواب مجلس المبعوثان العثماني ليتزعم الثورة بعد أن رفض وخاف زعماء المرحلة من هذا الطرح (ابن سعود، الإمام يحيى، الإدريسي، الأزهر، ابن رشيد) ثم لبى أمير الحجاز، ودفع الثمن غاليًا بالنفي وكسِرت جيوشه في الحجاز لأنه رفض بيع فلسطين ونكّث الإنجليز وعودهم.
هل كان شعب هذه الأرض (أني وانته) وظائفيين حين كان مشروع ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبد الله الأول بن الحسين تحرير سورىا الكبرى والعراق؟ هل كنا خونة حين كانت معان قبلة الأحرار العرب لتحرير العرب وهددت فرنسا بحرقها وتشرشل جاء القدس ليوقف مد معان نحو سوريا والعراق؟ هل كان الأمير الشاب عبد الله وظائفيًا وهو يحاول إقناع والده أن ابن سعود يقتل في كل مدينة عشرات الألوف والإنجليز دعموه بالمال والسلاح و
حتى بالخيال الدموي؟ ثم ماذا؟ ذُبحَ الملك في القدس على يد رجال أمين الحسيني بعد دمٍ أردني كثير على أسوار القدس!
هل كان دمنّا عميلًا حين نادى زعماء الشام بوثائق رسمية ليكون فيصل ملكًا عليهم، الحركة الوطنية السورية لا يمكن خداعها فهي قديمة منذ مجيء بني عثمان ولا تولي على نفسها إلا الأحرار. هل كان دمنا خائنًا حين حكم الهاشميون العراق؟ اسأل أي عراقي لا يؤمن بالضابط عبد الكريم قاسم وسيقول لك "انعل والدين العسكر.. وين الملك!"ثم ماذا؟ مجزرة بشعة قتلت عائلة كاملة وملكًا أحبَّ العراق.
هل كان دمنّا عميلًا حين ركب كايد المفلح ورفاقه المنايا في طبريا؟ هل كان دمنّا عميلًا حين ركب نجيب السعد العلي ورفاقه المنايا في ليبيا؟ هل كان دمنّا عميلًا حين كان فدائيو الحويطات وعباد والعدوان والبلقا يتسابقون إلى الموت دفاعًا عن فلسطين؟ هل غابت فلسطين والشام ولبنان والعراق عن المؤتمرات الوطنية الأردنية وعن هتافات شعب حي رفض المعاهدة البريطانية؟ ثم ماذا، لم يترك الملك فاروق وسيلة إلا وحارب بها نظامنا السياسي الوليد وقرب منه خصومنا.
الوهابيون دخلوا بلادنا غزاةً واستقبلناهم بالموت، يروى أن الزعيم الوطني حديثة الخريشا كان في جلسة مع عبد العزيز ابن سعود بعد أحداث الوهابيين على أطراف الأردن، فقال عبد العزيز:" اشوف ربعنا ما طولوا الغيبة يمكم؟" فرد عليه حديثة:" يجوز ما عجبتهم البلاد!". وحين أدى المرض إلى تنحية الملك طلال طمع العراقيون بالعرش الأردني، ولم تُمهل العروبة المشوهة ملكًا شابًا بنى الأردن الحديث حتى صدرت له انقلاب 1957بدعمٍ ناصريٍ مُطلق وتسهيلات سورية (3000 لاجئ سياسي أردني في الشام). من الوظيفي في هذا كله؟!.
هل كان دمنّا عميلًا حين سال دم هزاع المجالي بدعم عربي؟ هل كان دمنّا عميلًا حين فرض جنرالات جمال عبد الناصر حرب النكسة وحمى الأردنيون القدس، اسأل تل الردار (الشيخ جراح)، اسأل أغرب اضراب عن الطعام نفذه جنود أردنيون في نابلس لأن كتيبتهم كانت للاحتياط وهم أرادوا الاشتباك. هل كانت ملحمة الكرامة عميلة!؟ هل كان دمنّا عميلًا حين كانت سوريا والعراق والسوفييت واللاتينيون وليبيا ومصر تدعم تشوهات المنظمات في الأردن لهدمها؟ ثم اغتيال أهم شخصية وطنية أردنية في العصر الحديث وصفي التل. قال جمال بعدها:" لقد صبرتم صبر أنبياء".
إعلام عربي معادي، كان ردنا عليه حماية واجهة سوريا في تشرين (هجهوج)، ثم عمليات مخابراتية وجاسوسية نوعية سورية، ثم حشد على الحدود، ثم فك ارتباط مُشين تمهيدًا لصلح فلسطيني-إسرائيلي دفعنا وندفع فاتورته حتى اللحظة (كما فرضوا علينا الحرب فرضوا علينا السلام)، ثم غزا العرب الكويت ودفعنا الفاتورة، ثم غزا العالم بغداد ودفعنا فاتورة، ثم هدية عربية أخرى حين فجروا عرسنا في الفندق، ثم ربيع عربي ودفعنا فاتورته كما يليق بفرسان أردنيين وحُكام أردنيين بدأوا العروبة قبل غيرهم. بعد هذا يريدون أن نسمع "أنتم بلد وظيفي ونسكت".
في الأردن من يدافعون عنها، دائمًا ومجانًا، لأنهم يدافعون عن أنفسهم وتاريخهم ومستقبلهم رغم شح الرجال.ً
الأردن دولة وظيفية، هذه الجملة تتكرر كثيرًا على لسان فئتين من الناس، شباب صغار أخذوا المعرفة من برامج التوك شو والجزيرة الوثائقية ويوتيوب، وهم أتباع زعامات عربية لم تقدم للعروبة ربع ما قدمت الأردن، بعضهم مات في إنقلاب، بعضهم مات بعد أن قتل أحلامنا، بعضهم أعدمه المتظاهرون، بعضهم هرب من الغزو واختبأ في بئر رغم أن حكم العسكري الهارب إعدام، حتى لو بقي وحده في ساحة المعركة. الأردن دولة وظيفية!.
الفئة الثانية أعضاء في مؤسسة كارهي الأردن، يقرأون الكُتب ويحاربون الواقع السياسي بالرومانسية الثورية التي هزمها بنطال الجينز وماكدونالدز (الشيوعية) وأخرى هُزمت بموت ًأو انحراف أصنامها (حزب البعثين)، وأخرى انتهت صلاحيتها (حزب التحرير) وأخرى حجمتها الطبيعة وطمستها (الإخوان المسلمون) وأخرى دُحرت واعتذر أصحابها عنها لكن الولاء الأطرم لها يعيش بيننا (منظمات وميليشيات فلسطينية تعرفها بيروت وعمان وعجلون وإربد). هؤلاء يرون بلدي بلدًا وظيفيًا.
هل كان شعب هذه الأرض (أني وانته) وظائفيين حين نظرنا وخططنا وحاربنا لرفع راية الثورة العربية الكبرى ضد قرون الجهل والغطرسة والظلم؟ ملك المملكة الأردنية الهاشمية (الذي لا نبدل نعله بكل زعماء الورق) يمشي في عروقه دمٌّ شريف لجده الذي استقبل ولبى نداء نواب مجلس المبعوثان العثماني ليتزعم الثورة بعد أن رفض وخاف زعماء المرحلة من هذا الطرح (ابن سعود، الإمام يحيى، الإدريسي، الأزهر، ابن رشيد) ثم لبى أمير الحجاز، ودفع الثمن غاليًا بالنفي وكسِرت جيوشه في الحجاز لأنه رفض بيع فلسطين ونكّث الإنجليز وعودهم.
هل كان شعب هذه الأرض (أني وانته) وظائفيين حين كان مشروع ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبد الله الأول بن الحسين تحرير سورىا الكبرى والعراق؟ هل كنا خونة حين كانت معان قبلة الأحرار العرب لتحرير العرب وهددت فرنسا بحرقها وتشرشل جاء القدس ليوقف مد معان نحو سوريا والعراق؟ هل كان الأمير الشاب عبد الله وظائفيًا وهو يحاول إقناع والده أن ابن سعود يقتل في كل مدينة عشرات الألوف والإنجليز دعموه بالمال والسلاح و
حتى بالخيال الدموي؟ ثم ماذا؟ ذُبحَ الملك في القدس على يد رجال أمين الحسيني بعد دمٍ أردني كثير على أسوار القدس!
هل كان دمنّا عميلًا حين نادى زعماء الشام بوثائق رسمية ليكون فيصل ملكًا عليهم، الحركة الوطنية السورية لا يمكن خداعها فهي قديمة منذ مجيء بني عثمان ولا تولي على نفسها إلا الأحرار. هل كان دمنا خائنًا حين حكم الهاشميون العراق؟ اسأل أي عراقي لا يؤمن بالضابط عبد الكريم قاسم وسيقول لك "انعل والدين العسكر.. وين الملك!"ثم ماذا؟ مجزرة بشعة قتلت عائلة كاملة وملكًا أحبَّ العراق.
هل كان دمنّا عميلًا حين ركب كايد المفلح ورفاقه المنايا في طبريا؟ هل كان دمنّا عميلًا حين ركب نجيب السعد العلي ورفاقه المنايا في ليبيا؟ هل كان دمنّا عميلًا حين كان فدائيو الحويطات وعباد والعدوان والبلقا يتسابقون إلى الموت دفاعًا عن فلسطين؟ هل غابت فلسطين والشام ولبنان والعراق عن المؤتمرات الوطنية الأردنية وعن هتافات شعب حي رفض المعاهدة البريطانية؟ ثم ماذا، لم يترك الملك فاروق وسيلة إلا وحارب بها نظامنا السياسي الوليد وقرب منه خصومنا.
الوهابيون دخلوا بلادنا غزاةً واستقبلناهم بالموت، يروى أن الزعيم الوطني حديثة الخريشا كان في جلسة مع عبد العزيز ابن سعود بعد أحداث الوهابيين على أطراف الأردن، فقال عبد العزيز:" اشوف ربعنا ما طولوا الغيبة يمكم؟" فرد عليه حديثة:" يجوز ما عجبتهم البلاد!". وحين أدى المرض إلى تنحية الملك طلال طمع العراقيون بالعرش الأردني، ولم تُمهل العروبة المشوهة ملكًا شابًا بنى الأردن الحديث حتى صدرت له انقلاب 1957بدعمٍ ناصريٍ مُطلق وتسهيلات سورية (3000 لاجئ سياسي أردني في الشام). من الوظيفي في هذا كله؟!.
هل كان دمنّا عميلًا حين سال دم هزاع المجالي بدعم عربي؟ هل كان دمنّا عميلًا حين فرض جنرالات جمال عبد الناصر حرب النكسة وحمى الأردنيون القدس، اسأل تل الردار (الشيخ جراح)، اسأل أغرب اضراب عن الطعام نفذه جنود أردنيون في نابلس لأن كتيبتهم كانت للاحتياط وهم أرادوا الاشتباك. هل كانت ملحمة الكرامة عميلة!؟ هل كان دمنّا عميلًا حين كانت سوريا والعراق والسوفييت واللاتينيون وليبيا ومصر تدعم تشوهات المنظمات في الأردن لهدمها؟ ثم اغتيال أهم شخصية وطنية أردنية في العصر الحديث وصفي التل. قال جمال بعدها:" لقد صبرتم صبر أنبياء".
إعلام عربي معادي، كان ردنا عليه حماية واجهة سوريا في تشرين (هجهوج)، ثم عمليات مخابراتية وجاسوسية نوعية سورية، ثم حشد على الحدود، ثم فك ارتباط مُشين تمهيدًا لصلح فلسطيني-إسرائيلي دفعنا وندفع فاتورته حتى اللحظة (كما فرضوا علينا الحرب فرضوا علينا السلام)، ثم غزا العرب الكويت ودفعنا الفاتورة، ثم غزا العالم بغداد ودفعنا فاتورة، ثم هدية عربية أخرى حين فجروا عرسنا في الفندق، ثم ربيع عربي ودفعنا فاتورته كما يليق بفرسان أردنيين وحُكام أردنيين بدأوا العروبة قبل غيرهم. بعد هذا يريدون أن نسمع "أنتم بلد وظيفي ونسكت".
في الأردن من يدافعون عنها، دائمًا ومجانًا، لأنهم يدافعون عن أنفسهم وتاريخهم ومستقبلهم رغم شح الرجال.ً